شوارع بغداد تغرق .. والمسؤولون يتبادلون الإتهامات

 

غطت شوارع وانفاق مدينة بغداد، أمس الاثنين، كميات كبيرة من مياه الأمطار التي هطلت

 بكثافة، ليلة امس الاول، ما أدى الى تعثر حركة السير والمرور في الشوارع الرئيسة اضافة

إلى طفح المجاري في اغلب مناطق العاصمة.

وفيما عبر بغداديون عن سخطهم وامتعاضهم من “فيضانات الشوارع”،  حملت هيئة خدمات

 بغداد في مجلس المحافظة، المجالس المحلية مسؤولية ذلك بدعوى عدم دعمها واسنادها

لامانة بغداد في حملة الاستعداد لفصل الشتاء.

ويرى المواطنون إن تساقط الأمطار شيء جيد، “لكن وضع مدينة بغداد أصبح يرثى له بسبب

 طفح المجاري وقلة الخدمات المقدمة من قبل الأمانة وعدم صيانة المجاري قبل حلول موسم

 الشتاء.

وقال المواطنون “ان هناك مناطق كثيرة بدون مجاري وخاصة المنخفضة منها، مما ادى الى

 تسرب مياه الامطار الى داخل المنازل”، منبهين إلى “ضرورة ان تعمل الأمانة على صيانة

 المجاري قبل اشتداد موسم الأمطار، لتجنب هذه المشاكل”.

ولم يخفِ سائقو السيارات استياءهم، لما واجهوه من مشاكل الازدحامات بسبب غرق

 الشوارع، وتساءلوا بنبرة حزينة”متى تنتهي أزمة الشتاء؟”.

وأضاف احدهم ان “محركات الكثير من السيارات انطفأت وسط بحيرات مياه الأمطار في

 الشوارع، وادى ذلك إلى تزايد الازدحام وارتباك السير وتأخر الكثير من المواطنين عن

إعمالهم”.

وقد كشفت كميات الإمطار التي هطلت، ليلة امس الاول، في مدينة بغداد عن ضعف

الاستعدادات لفصل الشتاء والتي قامت بها امانة العاصمة خلال هذا العام حيث غطت مياه

 الامطار بعض الشوارع وبشكل كلي ما لم يسمح للطلبة والمواطنين بالتوجه الى مدارسهم

 واماكن عملهم.

الوكيل الفني لأمانة بغداد ابراهيم مصطفى حسين اعترف في تصريحات صحفية “وجود خلل

 في محطات التصفية او المنهولات في بعض الشوارع”، موضحاً “ان غالبية الشوارع كان

 تصريف مياه الإمطار فيها جيداً”، ولافتاً في الوقت نفسه إلى انه “لم تكن هنالك إشكاليات

كبيرة في موضوع توفر الطاقة الكهربائية في معظم محطات التصريف”.

وأرجع حسين عدم الاستعداد الجيد لفصل الشتاء في بعض المناطق الى الاوضاع الامنية التي

 لازالت لحد ألان غير مستقرة في تلك المناطق.

من جانبه حمل عضو هيئة خدمات بغداد في مجلس المحافظة محمد جابر عطا المجالس

 المحلية في معظم المناطق مسؤولية حصول طفح شوارع بغداد بمياه الامطار لعدم دعمها

 واسنادها لامانة بغداد في حملة الاستعداد لفصل الشتاء.

وقال عطا لوكالة (الاخبارية): “ان امانة بغداد قامت بحملة على المشبكات والمنهولات قبل

 فصل الشتاء ومجلس محافظة بغداد طلب من المجالس البلدية والمحلية ان تكون مساندة

وداعمة ومراقبة لهذه الاعمال”، مشيراً الى ان “عدم حضور ممثلين عن المجالس المحلية

وغياب دورها مع الامانة ادى الى ان يكون الوضع غير مسيطر عليه كما هو الحال الان في

 بعض الشوارع”.وبين ان الهيئة طالبت وزارة البلديات برفع تقرير عن كل مجلس محلي

ومدى استعدادهم ومراقبتهم لهذه الحملة لافتاً الى انه لم يات لحد الان أي تقرير عن عمل تلك

المجالس مما يؤشر وجود تلكؤ في الجهاز الرقابي للمجالس المحلية والبلدية.

وتابع ان “دوائر المجاري تتحمل جزءاً من المسؤولية في الخلل الحاصل في مدينة بغداد من

حيث عدم اجراء صيانة للمحطات الكبيرة لصرف مياه الامطار، مبيناً ان “محطة صرف الدورة

 متوقفة عن العمل في الوقت الحالي ويدعي القائمون عليها وجود خلل في خط الكهرباء

الواصل فضلاً عن الخلل الحاصل في المضخات مما ادى الى حصول تلكؤ في عملها”.

 
كما كشف عن ان “مدراء الدوائر البلدية الذين قاموا باستلام الاموال الخاصة بحملة تاهيل

وصيانة المنهولات ومحطات صرف مياه الامطار قاموا بتوزيعها على المقاولين”، دون ذكر

 المزيد من التفاصيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة “طريق الشعب”ص1

الثلاثاء 14/12/2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *