شهاداتكم الجامعية ” صنجٌ يَرن ” و ” ألسِنة لايفهمها أحد ” بقلم الشماس الأنجيلي قيس ميخا سيبي

بارخمار…

كنا نفتخر بل نَتكبَّر ويُصيبنا الغرور عندما كنا نُقارن مستوى التعليم الأكاديمي لرجال دين كنيستنا الكلدانية بالكنائس الشقيقة.

مثلاً: يوم حصل سيادة المطران مار باوى سورو على شهادة الدكتوراه, أُقيمَت له حفلة كبيرة حضرها مئات المؤمنين من محبيه في كنيسة مار يوسف الشرقية للآشورين في سان هوزيه (التي كان اسقفها في ذلك الزمان) وكان لنا مشاركة بقصيدة شعرية تعبيراً عن حُبّنا واحترامنا لسيادته, وذلك لأنه كان الأسقف الوحيد الذي يحمل شهادة عالية في تاريخ تلك  الكنيسة. اما في كنيستنا الكلدانية, فان الأسقف او القس الذي لا يحمل شهادة عالية, ليس الّا لسبب ما. وعندما يحصل عليها احدُهم فلا يتجاوز صداها أصدقاءه  وافراد عائلته, لكونها شيء بسيط بين أقرانه.

وهذه الشهادات التي يَتزين بها رجال الدين لها ثقل ومسؤولية على أعناقهم, لأنها تجعلهم من الذين (لديهم الناموس) كما يصفهم مار بولس الرسول, ويحاسَبون حسب معرِفتهم, لذا نتَوقع منهم اكثر, خاصةً عندما تُصادفنا مسائل او تعقيدات تتعلق في مجالات اختصاصاتهم, فعليهم قول الحق وإعلانه حسب ما تعلَّموه. لقد صَرفَت الكنيسة آلاف الدولارات لتغذيتهم بتلك المعرفة.

أمّا ان يقتصر عطاء حامل شهادة دكتوراه لعشرات السنين على تقديس قداس واحد (او اكثر) أسبوعيا مع كرازة لا تزيد عن قراءة نص أنجيل ذلك الأسبوع بشيء, فهذا لأمر يُرثى له, وعلى الكنيسة دراسة اهمية الشهادات الأكاديمية مع تكاليفها. فاذا لم يستخدمها الا للوصول الى السدة الأسقفية

اين سيستخدم تلك المعرفة؟

كيف ينوي ان يستخدمها و يستثمرها؟ ومن سيحصل على ثمارها؟

ما هي المواقف التي تجعلنا نشعر بانه حامل شهادة اختصاصية؟ …وهل لا يزال يؤمن بانه خبير في اختصاصه؟

سؤال للسادة أساقفة كنيستنا الكلدانية قبل كهنتنا الأفاضل؟

منذُ أشهُر وكنيستنا تتضارب بها الأمواج: بين انذار- قرار- تنبيه – استئناف – رفض القرار – طرد – توقيف – تعديل قرار – تدنيس الأسرار –  تهديد. هذا ما يخص الكهنة الذين غادروا العراق بدون اوامر نقلهم.

أما نَص القداس فحدث ولا حرج: نَص قديم – نَص مُعدل – نَص مُؤون:

1- النَص القديم, الدارج في كل كنائسنا قبل 2006.

2 – النص المعدل, الذي اعدته لجنة متخصصة لسنوات طويلة منذ تسعينات القرن الماضي وصادق عليه السنهادس والفاتيكان في 2006. ولم يُطبق, عدا في ابرشية مار بطرس – سان دييكو.

3- نص المؤون (المفاجئة) الذي اقره غبطة الباطريرك لويس ساكو, و فَرَضه على الكنيسة.

4- نص آخر مترجم الى اللغات غير لغتنا الكلدانية (المفترض ان يكون نسخة من رقم 3 اعلاه), ولكن لا يتطابق عليه.

و ربما يوجد نصوص اخرى لم يُفصح عنها.

 

و(لحسن حظنا) غبطة الباطريرك مار لويس ساكو خصّص لنا (أبرشية مار بطرس في غرب امريكا. لأهمية هذه الأبرشية والمشاريع الجارية بها, حيث لا تضاهيها مشاريع الأبرشيات الأخرى مجتمعةً)  مشكوراً, وقتاً مُميزا, خاصةً خلال الصوبارا و فترة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة, ما لم يعطِهِ لباقي الكنيسة الكلدانية في العالم,: من تنبيه الى تهديد ثم طرد, ومعايدة الرعية بمناسبة عيد الميلاد بالتنبيه والتهديد والوعيد, وطلب منا البقاء في الأيمان الذي (رُبّما) زعزعَته قرارات غبطته. ويقول “انتم تمسكوا بايمانكم وكنيستكم واخلاقكم ولا تقابلوهم بالمثل” ( مثل ماذا يا سيدنا؟؟؟)

  1. ماذا تريدون؟ أبعصا آتي إليكم أم بالمحبة وروح الوداعة؟”    ك1-4

هذين البركانين الذين ما زالا يرميان حِمَمَهما حول كنيستنا التي تمتلك نسبة عالية من حاملي الشهادات الأكاديمية, ولكن لم نسمع او نقرأ اي موقف او تفسير المواقف التي تتناظر بها الجهات الداخلة بالمبارزة من سياداتكم او حضراتكم, سوى السكوت: والسؤال : هل سألكم احد بتوضيح موقفٍ ما (باعتباركم خبراء في ذلك الموضوع)؟ , اذا كان الجواب ب لا , فما اهمية تخصصكم؟. و ما هذا السكوت؟ هل هو من الرضى؟ او الطاعة حتى واِن  لم تتطابق مع دراستكم الأكاديمية؟ طبعاً باستثناء المحاضرات الموثوقة من قبل سيادة المطران مار سرهد يوسف جمو, التي دائما يؤكدها بالمصادر التاريخية واللاهوتية.

المطلوب منكم يا سادتنا الدكاترة الأساقفة والكهنة الأفاضل, ليس ان تؤازروا  احدهم دون الآخر, بل قولوا الحقيقة التي تَعلّمتُموها من دراساتكم, كما قالها سيادة المطران جبرائيل كساب: حيث قال “هذا يختلف عن ما درسناه ولكن علينا طاعة الباطريرك”. اما سيادة المطران مار يوسف توما ( الذي لا يختلف اثنان على كونه اباً فاضلاً معلماً مربياً, تربى على يده الآلاف من المؤمنين والمؤمنات), فانه (المطران مار يوسف) قام بسرعة البرق باعلان رسالة شخصية بينه وبين صديقه المطران مار باوي, ولكنه حجب كل ما يعرفه عن الصلاحيات والأجراءات والمواقف والتعقيدات التي تمر بها كنيستنا اليوم. وهكذا سكت جميع السادة المطارنة والكهنة. وأَخلوا الساحة لمن لا يعلمون ليتقاتلوا بالكلمات التي لم نتوقع ان نسمعها.

ان سكوتكم هذا سبب في تضارب الأخوان فيما بينهم لجهلهم الحقيقة التي حجبتموها وجعلتموهم مجاميع متضاربة لجهلهم الحقيقة وحقوق كل جهة في موقفها وصلاحياتها.

وانا اَراكم ترتشفون القهوة امام الحاسوب وتقرؤون  المغالطات التي يقع بها أبناءَكم وتضحكون وتقولون في أنفسكم – ما اَجهَلَهم – وتستمرون في ارتشاف القهوة, دون ان تحركوا ساكناً!!

ألا يوجد بينكم متخصصين بالقانون الكنسي؟ بالتاريخ الكنسي؟ بالكتاب المقدس؟ بالاهوت؟

ألا يوجد بينكم من يعلم ما هو سر الكهنوت؟ من يعطيه؟ وما هي مدة صلاحيته؟ ومن يستطيع ان يلغيه؟ ولماذا؟ وكيف؟

ألا يوجد بينكم من يعلم قانونيا ما هي صلاحيات الباطريرك في ايقاف او طرد الكهنة؟ وتبطيل اسرار الكنيسة؟

ألا يوجد بينكم من يعلم قانونيا صلاحيات الأسقف في الاستئناف؟ وما معنى الاستئناف؟

الا يوجد بينكم من يعلم بان الابوين الفاضلين (اوراهم قرداغ  وبطرس) استجابا لنداء – وتهديد – ووعود غبطة الباطريرك ساكو, وعادا الى العراق (عَودة مُشرِّفة)؟ واحتُفِل بعودتهم؟ اين هما الآن؟ ولماذا؟

ألا يوجد بينكم من عمل في اللجنة المخصصة لتعديل نص القداس اواسط التسعينات من القرن المنصرم بامر من الباطريرك؟

ألا يوجد بينكم من وقَّع على نص القداس سنة 2006 بعد سنين من دراسات مستفيضة؟ هل تعلمون بان الفاتيكان هنّأ كنيستنا بذلك النص واعتبرة درّة ثمينة؟

ألا يوجد بينكم من يعلم بمجلس اساقفة الشمال؟

ألا يوجد بينكم من يعلم باساقفة رفضوا ولسنين طويلة حضور سينهادوسات الكنيسة, (نحن الآن نجني ثمار تلك المخلّفات التي عطّلت مشاريع الكنيسة)؟ وبالمناسبة ماذا كان السبب؟

هل في النظام الكنسي, حسب القوانين التي تَخصَّصتم بها, يَسمح لخمسة او اكثر من الاساقفة ان لا يحضرون السنهادوس ولا لوم عليهم. ولكن حرام على اسقف واحد ان يغيب من السنهادس؟

ألا تعلمون ماذا يجب ان يكون موقف الأسقف اذا تمرَّدَ عليه اي عدد من المؤمنين اعضاء الكنيسة, ويفرضون عليه الكاهن الذي يفضلونه وتوزيع الواجبات الخدمية داخل الكنيسة؟. او يطلبون طرد جماعة مؤمنة اِنتَمت الى الكنيسة, لكي لا يخسرون مراكزهم الدكتاتورية؟ لماذا تسكتون على الظلم؟. المسيح لم يجامل ولم يسكت على كبار و قادة اليهود عندما اعترضوا على اقواله او ممارسات تلاميذه, بل كان يسندهم بسلطته او باقوال الأنبياء. اين سلطتكم, ومعرفتكم باقوال الكتاب المقدس؟؟؟

و سؤال كبير للكبار فقط: هل تَنازل المسيح في أي موقع بالأنجيل عن مبادئه او حَقّهِ أو حقوق تلاميذه ردّاً لأنتقادات الكتبة والفريسيين, والأمثلة كثيرة في الأنجيل؟ هل سكوتكم حَوْل (رفع المَصلوب من الصليب) كان ضمن دراساتكم اللاهوتية وتاريخ الكنيسة والكتاب المقدس؟ ام طاعةً, خوف, مجاملة؟.

 

سكوتكم سبَّبَ في الوصول الى تدنيس اقدس مقدساتنا وهي اسرار الكنيسة! هل هذا يعقل في قرن الواحد والعشرين؟

سكوتكم سبَّب في تضارب المؤمنون مع الكهنة, والكهنة مع واجباتهم.

سكوتكم شكَّك المؤمنون في ايمانهم وثقتهم بالكهنة والمطارنة  والباطريرك, وفي مقدساتهم. وغبطته يقول في التنبيه الأخير “تمسكوا”!.

سكوتكم سبَّب في تعرُّض قادة الكنيسة ,وانتم منهم, الى وصفهم بكلام لا يليق بهم, من اكبر المناصب الى ابسطها.

و”غداً” سوف يدعو غبطة الباطريرك الى اجتماع الأساقفة (سنهادس), ماذا سيكون موقفكم باعتباركم خبراء فيما سيُناقَش؟ هل تسمعون وتوقعون (كما حصل في النص المؤون) ام ستُثبتون انكم اِخوة في كنيسة واحدة هدفها الوصول الى ما يمليه الأيمان والتعاليم الربانية؟

هل انتَ مع بولس؟ ام مع أبلوس؟؟

ما اهمية شهاداتكم الأكاديمية؟ أين هي الآن؟

ياسادتي الكرام حاملي الشهادات الأكاديمية! بدون استعمالها!:  اِحرقوها!, ارموها في البحر…

ألم يُذلَّ الله حِكمة الحُكماء ببساطة مُحبيه؟

يكفي ان تتأزَّروا برداء مار بطرس الرسول: الصياد البسيط, الذي كان يصيد السمك عاريا تقريباً من الملابس, ولكنه قال الحقيقة (ربي و ألهي), ولم يخشَ الذين من حوله, واصبح الأول بين الرسل.

شهاداتكم مثل من يتكلم بألسنة فلا يفهمه احد سوى نفسه:

“فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِنَةٍ فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟”ك 2:14 عدد 6

فالآن ان تحمل تلك الشهادة الجامعية ولا تستعملها, انت خبير كالمتكلم بألسنة الذي قد يكون على أعلى مستويات في الأيمان والمعرفة, و لكن لا يفهمه احد (لا ينتفع منها احد), و لكن ان تُعلِن الحق  او تُعلّم ما تَعلمتَه في الدراسات التي كلّفت الكنسية الكثير, فانك تتشبّه بالرسول بولس, لأنك تُعلِّم وتَستخدم عِلمك.

فمهما كانت شهاداتكم طويلة وعريضة, وكثيرة العدد والتخصصات, فليست اكثر من ألسِنةٍ, ان لم تُستخدم, او ” صنجٌ يَرن “, ان لم تكن مؤطرة و مغلفة بالمحبة.

الآن هل تعلمون بافتتاح اول سمنير خارج العراق؟ هل باركتم هذا الانجاز العظيم؟ قد تحتاجونه لارسال ابناء رعيتكم للدراسة فيه!!!

اختم هذه الرسالة بذكريات جميلة: (1)  في القوش, عندما كان يمرُّ كاهنٌ في حيّنا, كُنّا نتراكض للوصول اليه ولمس رداءه للتبرك به, كباراً وصغاراً.

(2)  وفي نهاية الستينيات من القرن الماضي, زار القوش قاصد رسولي من الفاتيكان (حينها كنتُ فتاً صغيراً), فخرج اهل القوش جميعا لاستقباله عشرات الأميال, وبعد ان وصل الى باحة كنيسة مار كوركيس وسط القوش واعطى البركة للجمع, وقف الشعب كله ليقبِّل يده, وحيث كان كهلاً طاعناً بالسن, اُستُعين بالشمامسة لحمل يده (القاصد الرسولي) ليتقدم المؤمنون لتقبيلها والتبرك بحضوره.

واليوم هل تقرأون كيف يصفون رجال الدين؟ ابتداءً  من قداسة البابا والى الباطريرك والمطارنة والكهنة والرهبان؟

 

ملاحظة: أعتذر من غبطة الباطريرك والسادة المطارنة والآباء الأفاضل مما جاء في رسالتي هذه, وانا أكنُّ محبّة واحترام لكل رجال كنيستنا المقدسة, و أقابلهم بكل احترام ووقار (مع تحفظي بمواقف الكثير منهم).

ولكن “غيرة بيتك أكلتني”.

بارخمار…

صور تجيب على بعض الاسئلة:

الأسئلة بديهية الجواب…… للذين تَكفيهم الإشارة.

 

الشماس الأنجيلي

قيس ميخا سيبي

سان هوزيه كاليفورنيا

kaisacp@hotmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *