شعاع نور .. لم يضيء …. بقلم عصمت رجب

في اذار الخير والمناسبات والاحتفالات تمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا الا وهي الذكرى 43 لاتفاقية 11 آذار 1970والتي اعلن فيها الحكم الذاتي لكوردستان، وهي اتفاقية تم توقيعها بين الحكومة العراقية وقيادة الثورة الكوردستانية وفيها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للكورد وكوردستان مع تقديم ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية،وكوردستانية كركوك (قلب كوردستان ) واجراء الاحصاء ، وبعد هذه الأتفاقية تفاءل الناس كثيرا لأنها فتحت صفحة جديدة في العلاقات داخل المجتمع العراقي . لكن نية الحكومة في بغداد لم تكن مخلصة بل كانت الأتفاقية( تكتيك) ومراوغة من قبل النظام لأجل بسط سلطته على كل العراق ولم تمر فترة قصيرة حتى بدأ النظام يخطط لأجهاض هذه الأتفاقية وتفريغها من مضمونها ، ثم بدأت الأجهزة القمعية بسلسلة من الأغتيالات في صفوف كوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني . ولما لم تصل الى نتيجة حاول النظام البعثي اغتيال القائد الخالد المرحوم ملا مصطفى البارزاني في حاج عمران عن طريق بعض رجال المخابرات متنكرين بزي رجال الدين ارسلوا من قبل حكومة بغداد.

وبهذا اعتبرت اتفاقة الحادي عشر من اذار ميتة قبل ان يتم تنفيذ بنودها حيث تنصلت الحكومة العراقية في آذار 1974 عن تنفيذ بنود الاتفاقية واستقطعت من كوردستان اراض كثيرة، تمثلت بمدينة كركوك الكوردستانية وغيرت اسمها من كركوك الى محافظة التاميم وخانقين وجبل سنجار ومناطق اخرى كوردستانية .

لكن بالرغم من عدم تنفيذ بنود الاتفاقية من قبل الحكومة العراقية، لكن بيان 11 اذار يعد انتصارا للحركة التحررية الكوردية ووثيقة تاريخية هي الأولى من نوعها في الإقرار بوجود الشعب الكوردي والإعتراف بحقوقه القومية وبلغته كلغة ثانية في العراق، ومرحلة تحول ايجابية في مسيرة الثورة الكوردستانية كون هذه الاتفاقية تعتبر من المنجزات العظيمة التي حققتها ثورة ايلول المباركة، لأن الاتفاقية جاءت بعد فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في قهر ارادة الشعب الكوردستاني والبيشمركه الأبطال. وتعد هذه الاتفاقية من الثوابت التي وجدت وتطورت وترسخت في ضمير الشعب الكوردستاني عبر السنين، حيث رفعت شعار (كوردستان أو الموت)، ويعتبر الحكم الذاتي في اتفاقية اذار 1970، احدى المحطات المهمة في تاريخ الشعب الكوردي”. و أنه “رغم التآمر الذي حصل من قبل النظام الدكتاتوري والظلم المستمر والعدوان المتواصل واستخدام السلاح الكيمياوي والمقابر الجماعية ، فقد نجحت الحركة التحررية الوطنية الديمقراطية الكوردستانية في تحقيق الكثير من امنيات شعب كوردستان، منها النظام الاتحادي والفدرالية لكوردستان”. ان فشل الاتفاقية ادى الى عودة الرجال الى ساحات القتال واشتعال الثورة من جديد ولكن على نطاق اوسع ،حيث شهدت مدن وقصبات وجبال كوردستان قتالا سطرّ فيه البيشمركة الابطال اروع ملاحم البطولة، ولما عجزت الحكومة البعثية عن حسم المعركة، عقد النظام اتفاقية الجزائر الخيانية مع ايران، والتي نصت على تنازل الحكومة العراقية عن ارضي واسعة لأيران ونصف شط العرب مقابل قطع المساعدات عن الشعب الكوردي والتعاون للقضاء على الثورة، وكانت اتفاقية خيانية، لأن الحكومة خانت شعبها بمنح ما ليس لها لدولة اخرى اضافة الى ابادة ابناء شعبها بالاتفاق مع الغرباء.

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *