سهل نينوى يزهوا بخليطه المعطر / بقلم عصمت رجب

تعيش مجموعة مكونات قومية واثنية ودينية ومذهبية بمنطقة سهل نينوى المحاذية لحدود مدينة الموصل شمالا والتي تعتبر الحد الفاصل بين كوردستان ومحافظة نينوى، وهذا السهل هو امتداد جغرافي لكوردستان حيث يقطنه الكورد الايزدية والمسيحيين والكورد الشبك والتركمان والكورد الكاكئية وعدد من القرى العربية،  وقد تعايشت هذه المكونات مع بعضها منذ نشوئها في المنطقة متأخية دون مشاكل وخلافات ، بالرغم من ماحصل في العراق بعد 2003 من تطرف طائفي وانقسام مذهبي لكن سهل نينوى كان دائما بعيدا عن تلك المشاكل وكانت دائما رائحة زهوره المكوناتية تعطر زائرها بالسلام والامان والاستقرار، لحين دخول داعش الارهابي المجرم واحتلاله لهذه المنطقة الامنة حيث هرب غالبية سكانه الى ملاذهم الامن في كوردستان ، وكانت صولات البيشمركة الابطال تدق اوكار داعش يوميا وقد تم تحريره على يد البيشمركة التي قصمت ظهر الارهاب الداعشي المجرم ودمرت تحصيناته في سواتره الامامية.

 وقد بدأت اغلب مناطق  سهل نينوى خصوصا امام الساتر من جهة كوردستان باعادة الاعمار والبناء وعودة اهله واثقين من صلابة البيشمركة وشجاعتهم وحكمة القيادة الكوردستانية متمثلة بفخامة الرئيس مسعود بارزاني الذي كان لهم عونا وسندا في ضيقهم وشدتهم ، واليوم بعد عودتهم الى مناطقهم عادت معهم رائحة السلام والتاخي والتعايش ، وبانت اكثر عندما تسابقوا بمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم واحزابهم وعشائرهم وشخصياتهم الى تاييد الاستفتاء من اجل استقلال كوردستان مجددين العهد لسروك بانهم يطلبون ان يكونوا تحت راية كوردستان بعيدين عن ظلم وتهميش بغداد ، كما علمهم باليقين بان مناطقهم هي امتداد جغرافي للاقليم مع وجود روابط  اساسية مع كوردستان ، فاكثر من 60% من سكان سهل نينوى هم من الكورد ( ايزدية وشبك وكاكئية وكركرية وكيكان )  تربطهم اللغة والقومية والعادات والتقاليد فاللغة واحدة والروابط الاجتماعية واحدة والروابط . اما بالنسبة للمسيحيين فمتيقنين من ان كوردستان تضعهم في خانة المواطنين من الدرجة الاولى اكثر من الكورد ولهم حضوتهم لدى القيادة الكوردستانية وخصوصا الرئيس مسعود بارزاني  وقد ظهر هذا للعيان ابان احتلال داعش لمناطقهم .

مع كل ماسبق يحاول البعض من مدفوعي الاجور من بغداد خلط الاوراق وزعزعة الامور في سهل نينوى فوجود قوات غير منتظمة في بعض مناطق سهل نينوى خلف الساتر وادخال اجندات اقليمية باهداف غامضة، يؤثر تاثيرا سلبيا على حياة ابناء سهل نينوى بتلك المناطق كون تلك القوات تهدد وتتوعد وتنتهك القوانين  وتحاول فرض رأيها بالقوة على الجماهير وهذا كان سببا رئيسيا بعدم عودة غالبية نازحي تلك المناطق الى دورهم وقراهم .

في الختام لايصح الا الصحيح وسوف يعود الحق الى اصحابه وتنقشع تلك الغيمة السوداء ماوراء الساتر الى غير رجعة،  وتعود رائحة الزهور المعطرة بالاخوة والتعايش والامن والاستقرار الى سابق عهدها .

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *