سبق وقلنا لكم: أن هؤلاء أعاجم ناطقون بالعربية فقط / محمد مندلاوي

في تصريح لوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية “ريكس تيلرسون= Rex Tillerson” عن الوجود الإيراني في العراق قال:”على الميليشيات الإيرانية مغادرة العراق..”. لم يحدد الوزير الأمريكي أي تنظيم أو ميليشيا أو جهة ما بالاسم، لكن بما أن هؤلاء الشيعة الحاكمون في العراق اليوم أعاجم إيرانيون سرعان ما بين عليهم الانفعال وواجهوا تصريح الوزير الأمريكي برد فعل هستيري، وأولهم كان رد فعل العجماء حيدر العبادي، عند استقباله الوزير الأمريكي حين اجتر قائلاً: سيادة وزير الخارجية، فيما يتعلق بالحشد الشعبي، أنا أضيف كلام ربما أسيئ تفسيره أو ترجم باتجاه آخر، في الحقيقة هم مقاتلون عراقيون وطنيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن البلد وكثير من العناصر من الشباب تركوا عوائلهم ومناطقهم وذهبوا للقتال في مناطق أخرى بعيدة عنهم ولا يملكون فيها شيئاً وعادوا إلى مناطقهم بعد أن حرروا هذه المناطق، هؤلاء انتظموا في تشكيلة هي هيئة الحشد الشعبي، التي شرع لها البرلمان وتخضع لقائد العام للقوات المسلحة. نحن نتحدث عن هذه التشكيلة الرسمية، إذا هناك جماعات مسلحة خارج هذه التشكيلة هؤلاء خارجون على القانون ولا يسمح الدستور العراقي. ويضيف القرد حيدر العبادي ذراع إيران في العراق: ولا نسمح لهم ولا يسمح المجتمع العراقي بوجود أي جماعات مسلحة، أما الحشد الشعبي فهي جماعة مسلحة ضمن الدستور وتلتزم بالقانون العراقي وهناك تطور وانضباط عالي من هؤلاء الجماعات، هؤلاء أبنائنا قاتلوا وضحوا، علينا أن نرعاهم، علينا أن نشجعهم، وهم سيكونون أمل لهذا الوطن وأمل للاستقرار في المنطقة بدل أن يتحول إلى نزاع. كان هذا كلام عبادي في العلن، لكن قيل أنه في الخفاء تعهد بشيء آخر للوزير الأمريكي؟؟. هذه هي حال السياسيون في الشرق، يحملون مائة قناع وقناع، في العلن وفي لحظة التبجح والإدعاء الكاذب يقولوا كل ما يجري على ألسنتهم دون التفكير بعواقبه وما يترتب عليه من آثار قد يكلف البلد الكثير، وخلف الكاميرات يقولوا شيئاً مختلفاً تماماً. على أية حال، إن العبادي لدى استقباله الوزير تيلرسون ألقى خطاباً مطولاً؟ رحب به واختار كلماته بدقة بالغة، ضمنها ببعض المفردات الإيحائية من المرجح أنها صيغت في السفارة الإيرانية في بغداد، التي أوحت إلى أمريكا بأن المساس بعصابات الحشد الشعبي أتباع ولاية الفقيه في إيران، والتي تأتمر بأوامرها مباشرة ستعرض مصالح أمريكا إلى خطر في العراق والمنطقة، وذلك من خلال جانب من كلمته الترحيبية وهي كالآتي:”إن 60% من مجتمعاتنا هي شابة، من الشباب وبالتالي عدم إعطاء الأمل للشباب أن اليأس سيدفعهم نحو التطرف ويدفعهم نحو الإرهاب، وهذه القوة الهائلة مفروض أن تعمل على بناء المجتمع تستغل للأسف بسبب الضياع نحو التدمير، نعطي أمل كبير لهؤلاء الشباب في تطوير الاقتصاد ولعب دور أكثر أيضاً في صناعة القرار، الهوة بين الأنظمة والشعوب يجب أن تقل، وهذا أساس هذا المشروع أيضاً مصالح الدول يجب أن ترعى مصالح دول أخرى”. السؤال الذي بات يراود ذهن أي متابع لما جرى في الأيام الماضية، هل أن احتلال كركوك من قبل إيران بأجساد عراقية سيكون وقعه في الأيام القادمة كوقع احتلال الكويت على الساحة الدولية؟ هذا ما يجب أن يجيب عنه البيت الأبيض عاجلاً وليس آجلاً.  من ملامح الاحتلال الإيراني لكركوك الكوردية، تعليق صورة “علي خامنئي” مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران في مجلس محافظة كركوك!!. والذين يديرون شؤون كركوك اليوم غالبيتهم العظمى أتباع ولاية الفقيه، أي من أنصار إيران حتى لو حملوا الجنسية العراقية، هؤلاء ينفذون سياسة إيران في العراق، بدءاً من القزم حيدر عبادي الذي قدم قبل أيام نتائج زيارات لتركيا وسعودية لمرشده علي خامنئي في طهران، وانتهاءاً بأي مقاتل إرهابي في صفوف الحشد الشيعي.    

عزيزي القارئ، وعلى ذات نغمة العبادي قال الشيخ الشاب قيس الخزعلي في تغريدة له على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي:” على أمريكا أن تخرج قواتها العسكرية من العراق بعد انتهاء عذر وجود داعش فوراً وبدون تأخير”. وتزامن كلام الخزعلي مع ما قاله أمين عام منظمة بدر الإيرانية المحتوى عراقية المظهر هادي العامري:” أن وزير خارجية أمريكا غير مرحب به في بغداد، وطالب من عبادي بعدم استقباله”. حقاً إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا. بلا أدنى شك أن هؤلاء.. ناكري الجميل، لو لا أمريكا هل يستطيعوا أن يحكمون العراق!! وهذا الممسوخ أو غيره من نفس الشرذمة أن يهدد أمريكا ويطالب بطرد وزيرها. يا ترى أين كنتم خلال الـ35 سنة التي حكم فيها الديكتاتور المجرم صدام حسين؟، الذي أذلكم أنتم الشيعة تحديداً أيما إذلال، وانتهك مقدساتكم أيما انتهاك، هل نسيتم حين استهدف مراقدكم بالمدافع، هل نسيتم حين اعتقل زعيم طائفتكم ذلك الإيراني “أبو القاسم الخوئي” بطريقة مهينة ومذلة وجاء به إلى بغداد كأي معتقل..؟، لما لم ترفعوا أصواتكم في ذلك الوقت وتهددوا الطاغي صدام حسين كما أنتم الآن تهددون أعظم دولة في تاريخ البشرية!! ألم تكونوا كقطيع بلا راعي، حتى جاء السيد (جورج بوش) الابن أعز الله وأزال الطاغية المجرم من سدة السلطة وجاء بكم إلى نعيم الحكم، الذي حولتموه إلى دار للدعارة والفساد، حتى صارت رائحة فسادكم وإفسادكم تزكم الأنوف عبر القارات.

لاحظ عزيزي القارئ الكريم التناغم الذي بين أقوال الأعاجم في العراق وأسيادهم في إيران، هذا هو وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف يتهجم على وزير خارجية أمريكا بسبب تصريحه الذي ذكرناه في سياق المقال عن عصابات الحشد الشيعي. وقال أن سياسات أمريكا غير مسئولة، وأضاف: “إن سياسة أمريكا ليست سيدة نفسها الخ؟” لا ندري، وفق ما صرح به الوزير الإيراني من تستطيع أن تملي إرادتها على أميركا وهي الدولة الأعظم في العالم!!. حقاً أصبحنا لا ندري، إذا كان تصريح الوزير الأمريكي عن الإيرانيين ما دخل العراقيين به، وإذا كان تصريحه عن العراقيين ما دخل وزير خارجية إيران به!! أليس هذا يؤكد للقاصي والداني أنهما وأعني حكام العراق وحكام إيران وجهان لعملة مزورة واحدة؟ سكت في خانات مدينة قم الإيرانية.

وإنّما الناس بالملوك وما… تفلح عُربٌ ملوكها عجم                                                                      لا أدبٌ عندهم ولا حسب… ولا عهودٌ لهم ولا ذمم

محمد مندلاوي

28 10 2017

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *