حكومة مظلومة… لشعب فايخ

ان الجهة التنفيذية المتصدية في قمة العراق الاتحادي ترتكب اكبر الاخطاء في حق العراقيين مواطنين واحزابا كتلا ومؤسسات عندما تعتبر نفسها حزبا او فئة كانت في السابق مظلومة تحارب او تتنافس بالضد مع احزاب وفئات اخرى ، وتسعى الى كسب فئوي خاص لحزبها كل همها يكمن في، كم عليها ان تستقطب من الحزب الآخر او الفئة الاخرى كي تمرر مشاريعها وقراراتها مع ما يلحق ذلك من جمود واسترضاءات وفساد دفعنا وستدفع اجيالنا ثمنه في مختلف المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية، وعند الاستفسار عن السبب يبرر بالتجاذبات والخلافات السياسية بين الكتل، وعدم فسح المجال امام الحوار بين الاطراف المتخاصمة .

من المؤكد ان للحوار مكانة مهمة في القضاء على جميع انواع الخلافات والتشنجات والازمات بين المختلفين ، وبعكس الحوار تكون النتيجة ما وصلنا اليه من مهاترات وتجاذبات واحقاد وضغائن واختراقات غير مسبوقة للقوانين والشرائع بمختلف اوجه الفساد المالية والادارية ، وهذا ما ادى الى النتيجة المأساوية ، كوننا بدأنا ندفع ثمن غياب المشروع الوطني الحقيقي لدى الحكومة الاتحادية ، وقد حذرنا في مقالات سابقة من خطورة الاتجاه نحو “التصعيد من اجل التصعيد” وفقدان الخطط المستقبلية بفرعيها القصيرة والطويلة الامد، من المشاريع التنموية الحقيقية بأغلب المجالات التي تؤدي الى التنمية الصحيحة ، ولا استطيع التحدث عن تقصير الحكومة الاتحادية العراقية ومعها السلطة التشريعية ، لأن “لا حبري ولا اوراقي ” تكفي لشرح أوجه التقصير والفساد الذي عشناه ونعيشه .

اليوم، وبعدما رأيناه في السنين العشرة الماضية من العراق الجديد. نقول بأن حكوماتنا المتعاقبة قدمت اكثر من مشروعا ظالما للعراقيين واخرهم كان مساعدة النظام السوري عسكريا وماديا ضد شعبه وتدخلها في ما لايعنيها من امور داخلية لدى الدول الاخرى، تستنزف فيها وقتها وتقتل شبابها وتصرف اموالها ، والعراقيين يتطلعون الى سماعهم مشروعا وطنيا متكاملا عن تطوير القطاعات الخدمية والتربوية والاقتصادية وفق أسس حديثة قادرة على استيعاب غضب الجماهير المدفون في قلوبهم ، واحتواء الازمات والخلافات والتشنجات بين الحكومة والكتل السياسية الاخرى، لذلك نحن بحاجة الى مشروعا وطنيا يكفل الوحدة الوطنية الحقيقية ويقينا من شر الانجراف وراء الاقتتال الطائفي والفئوي الذي يحول الخلاف السياسي إلى صراع عنصري متعصب، فيتهم مجموعة من لون واحد ، مجموعة اخرى. فهل هذا هو النموذج البديل الذي اراده العراقيين بعد ما قدموه من تضحيات من اجل الحرية وهل هذا هو النموذج البديل الذي يريده شبابنا للعيش برفاهية وكرامة وحرية حقيقية . في الختام على الحكومة ان تُشعِر شعبها بالامان وتصون حقوقه وتحرص على ممارسة العدالة على نفسها قبل شعبها ،نريد حكومة إذا ما شعرت بالتقصير تتراجع عن خطئها وتبذل قصارى جهدها كي تطبق القانون على نفسها قبل مواطنيها، وان تؤمن أنها ليست خالدة أبدية بل هي موجودة بفضل الشعب وبعملية انتخابية وديمقراطية ، تتغير اذا اراد الشعب ذلك، او تستقيل اذا طلب الشعب استقالتها.

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *