حقوق وواجبات كردستان والعراق متحدة ومتضامنة.. لم تتجزأ!!..

 

بلا شك أمن كردستان بحالته الحالية هو أفضل بكثير من بقية مناطق العراق الأخرى ، لأسباب كثيرة وواقعية لا مجال للخوض بها ، وتعتبر هادئة ومستقرة نسبياً بالقياس للمناطق الخاضعة للمركز ، ومع هذا على حكومة كردستان أن تعي مهامها تجاه عمقها الأستراتيجي المتمثل بالمناطق المختلف عليها ، وفق المادة الدستورية 140 والمفترض تنفيذ قوامها منذ 2007 ، وللأسف الشديد باتت تلك المناطق مهملة من الجانبين الكردستاني والعراقي معاً ، بحجة تابعيتها أدارياً لحكومة المركز من جهة وسيطرة حكومة الأقليم عليها من الجهة الأخرى (لا حضيت برجليها ولا تزوجت سيد علي)
لكن كل المعطيات الواقعية تؤكد بسط اليد الكردستانية فعلياً وعملياً لهذه المناطق قاطبة ، بفعل التواجد الأمني واللوجستي للأجهزة الكردستانية وبفاعلية في هذه المناطق ، حتى بات عملياً ولاء غالبية سكانها بطرق متنوعة ومختلفة لكردستان شئنا أم أبينا ، والدلائل واضحة للعيان من خلال الأنتخابات المتتالية لمجلس المحافظات والبرلمان الأتحادي الفدرالي.
الاستقرار النسبي في كردستان العراق لم ولن يدوم الى النهاية ، أذا لم يتم صفاء النيات بين المكونات العراقية كاملة غير منقوصة ، وأذا لم يبنى البناء السليم على أسس راسخة متينة ، وأذا لم تحل جميع الأشكاليات المتعلقة وفقاً للدستور الدائم المستفتى عليه عراقياً في عام 2005 ، والحقوق لم تأتي بلوي الأذرع لأي جانب كان قوي أم ضعيف مرحلي أم دائمي ، ولا بأستغلال المواقف هنا وهناك لأي طرف كان ولاي مكون كان من يكون ، وعلى الجميع أن يعلم أستقرار أمن كردستان هو من أستقرار أمن العراق والعكس هو الصحيح , وعلى الجميع وضع نصب أعينهم مصلحة العراق أولاً وأخيراً.
لا فائدة من العاطفة ولا المحاباة ولا خلق الثغرات ولا الصراعات العقيمة المدمرة بين الأطراف المختلفة ، ونعتقد رسالة عزة الدوري واضحة لحدوث شرخ وشق عميق بين المتحالفين السياسيين ، وعلينا أن نحذر من سياق أي طرف كان لهذا المنحى المدمر الحاصل ، ولنا تجربة عام 1963 في هذا الأتجاه عندما بارك قيام الأنقلاب الفاشي.. الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وبعدها أشتدت المعارك بالضد من الثورة الكردية بأشهر فقط بعد نجاح الأنقلاب الفاشي المدمر للعراق وشعبه بجميع مكوناته. .
الداعشية ـ البعثية متحالفة لدمار العراق من شماله حتى جنوبه ، وعلى حكومة الاقليم مهامها وتحدياتها وواجباتها وألتزاماتها وتعهداتها ومواقفها الوطنية العراقية النزيهة ، وفق الأتحاد الفدرالي الوطني الديمقراطي الدستوري ، ليكون مصلحة شعب كردستان من مصلحة شعب العراق متضامنة ومحابة ومتلاصقة في هذا الظرف التاريخي العصيب ، وعليها أن تتذكر ما قبل 1990 رويدا حتى الأنقلاب الفاشي البعثي القومي الأسلاموي الأمريكي من شباط 1963 ، متداخلا في الهدنات والأتفاقيات المتلاحقة 1965 و1970 و1975 وهلم جرا في سياسة الأرض المحروقة لكردستان العراق لبشرها ونباتها وحيواناتها وكل كائن حي عليها ، من قبل الأستبداد البعثي الهائج الناطح المدمر بكل حي ، حباً بالسلطة وأمتيازاتها بأي ثمن كان وبالضد من الشعوب المتطلعة للحرية والحياة الكريمة الآمنة والمستقرة.
كل المفكرون والحريصون والنزيهون والشفافيون والصادقون والانسانيون على الدماء العراقية والأرض الوطنية ومستقبل الشعب ، من شرانش – زاخو وحتى سواحل الفاو ، تقر بوحدة العراق شعباً وأرضاً وممتلكاتاً وأمناً للعراق ومستقبله هو لعموم الشعب العراقي بجميع مكوناته المتنوعة ، حقوق الشعوب تنتزع اليوم وفق الأساليب الحديثة المتطورة والمتقدمة بعيداً عن العنف والعنف المضاد وبعيداً عن الكيل بمكاييل متعددة ، بعيداً عن الثأر والضغائن والعاطفة وحب الذات والأنفراد ، بعيداً عن العقل الباطني وصولاً للعقل الدماغي تنفيذاً.
نحن نتكلم من حرصنا على مستقبل شعبنا العراقي بكل مكوناته عموماً ، كما وشعبنا الكلداني والسرياني خصوصاً لتواجد المتبقي منهما على حجابات المعركة الحالية الدائرة ، كما والمتواجد والمتعايش ضمن أقليم كردستان الذي عانى الأمرين من الهجرة المتواصلة الناخرة في الجسد الكلداني والسرياني ، ومن تهميشهما المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة الكردستانية ، بعد معاناتهما الكبيرة في بغداد والبصرة والموصل وميسان وبابل وديالى وذي قار وكركوك وبقية مناطق العراق الأخرى ، لنزوحهما القسري للحفاظ على الحياة تاركاً ورائه كل ممتلكاته ومصالحه الأقتصادية ، وبالرغم أن الشعب الكلداني الأصيل وبقية المكونات الضعيفة من الآثوريين والسريان والصابئة هم السكان الأصليين للعراق ، الواجب أنصافهم وأعتبارهم عراقيون مميزون كما هم الهنود الحمر في أمريكا وأبرجون في أستراليا ، نلاحظ الفعل المعاكس المدمر للأصلاء الأصليين ، متمنين التعاضد بوعي خارق من أجل مستقبل الشعب العراقي عموماً من شماله وحتى جنوبه ، ومن عربه وكرده وكلدانييه وتركمانيه وسريانيه وآثورييه وأرمنيه وصابييه وأزيدييه والخ في أي بقعة من أرض العراق الطاهرة بناسها النزيهين العفيفين الشفافيين الشرفاء.
كما لا ننسى معاناة الشعب الكردي ونضاله المستميت والى جانبه الوطنيين الشرفاء من العراقيين ، بعكس قتلته من التكفيريين والأسلاميين المتطرفين في جميع مناطق كردستان شمالا وشرقا وغرباً ، في اربيل وزاخو والسليمانية ونينوى (تللسقف مستهدفين مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني تحديداً)لمرتين متتاليتين اولها في 22\4\2007 وثانيها في 8\11\من نفس السنة والذي راح ضحية العملين الأجراميين ناس أبرياء من مدينتنا الخالدة التاريخية الأصيلة تللسقف الحبيبة وأعضاء من حزب (حدك).
كما ونذكر حكومة أقليم كردستان وقيادتها ، من الخلايا التكفيرية الاسلامية النائمة في داخل ارض كردستان ، وكل الأدلة توضح ولاء تلك الخلايا للسلفية وداعش ، وستفعل فعلها المشين بالضد من قادة الكرد أنفسهم بالأضافة الى الشعب الكردي وجميع مكونات كردستان الأخرى ، هادفة بلا شك الأنتقام وهدم كل ما تم بناءه على أرض كردستان العراقية ، وسيتم أنتهاك حقوق الأنسان وأرجاع عجلة الدوران الى الوراء ، حتى الفتح الأسلامي بعد الهجرة المحمدية.
نقول لا تعاون ولا محاباة ولا غمض العيون مع الأسلام التكفيري ولا البعث الجنوني المسلم ولا مع قتلة الشعب ، القاتل لا يرحم أحداً كان من يكون ، ولا المتخلف تجني منه خيراً ، ولا السارق تريد منه النزاهة ، ولا الزاني تطلب منه الشرف ، ولا القاتل يمنحك الحياة ، ولا الجاني يقدم لك الأمان ، ولا ولا ولا الخ.
شكري وتقديري لمن يتعظ من دروس الماضي الحيًة ، ومن آراء وطروحات الخيرين من أبناء شعبنا العراقي الحريصين على الأنسان والأرض والمستقبل لشعبنا ووطننا ولأجيالنا الحالية واللاحقة ، ونقول الكرة في ملعبكم عليكم أدائها بكل دراية وموضوعية خادمة لشعبنا ووطننا أينما كان ويكون
..
(ناصر عجمايا)

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *