جدية الزيارة قلبت صفحة الفتور

 ان زيارة رئيس وزراء العراق الاتحادي الدكتور حيدر العبادي الى اقليم كوردستان ولقائه السيد الرئيس مسعود بارزاني  وشخصيات متنفذة في حكومة الاقليم ،  خطوة حقيقية جادة نحو قلب صفحة من الفتور بين الاقليم والمركز وخطوة اكثر جدية لوضع النقاط على الحروف وحل الخلافات المتوارثة من حكومة المالكي التي كان هدفها وضع الزيت على النار وتاجيج الطائفية وزرع الفتنة في كل مناسبة ومحفل ولقاء مع حكومة الاقليم منتهجة سياسة فرق تسد بين العراقيين دون الاكتراث بما يحصل وتؤول اليه الامور ، وقد بانت اهداف تلك الحكومة الفاسدة بعد سقوط اكثر من ثلث العراق بيد داعش الارهابي بسبب جيشها الفضائي بالاضافة الى تراكم الديون على الدولة العراقية بعد ان كان الشعب العراقي يتوسم خيرا باطفاء ديون صدام والتي بلغت مئات المليارات . وافراغ الخزينة العراقية التي قدرت باحدى فترات حكم المالكي، بانها الخزينة الاكثر غنى في الشرق الاوسط اقليميا ، كما تهجير ملايين العراقيين من قراهم ومدنهم ، وجعل العراق اسوأ بلد للعيش في العالم .

زيارة العبادي لأقليم كوردستان حركت مشاعر شعب اقليم كوردستان تجاه العراق الاتحادي ذلك الشعب الذي حرم من لقمة عيشه في زمن المالكي الذي قطع الميزانية والرواتب عنه كخطوة لأخضاع الاقليم  تحت سلطته يتحكم به كما تحكم بالمدن المختلفة عنه مذهبيا والتي تمثلت بالموصل والانبار وديالى وصلاح الدين والتي حاربها اقتصاديا واجتماعيا من خلال جيشه الذي كان يستخدم الحرب النفسية ضد اهاليها، وهذا ما شجع الارهاب والارهابيين لأستغلال هذه النقاط ليتغلغل بين شبابها وحصل ما حصل من سقوطها بيد ذلك الارهاب الاسود .

من هنا تتبين حكمة السيد الرئيس مسعود بارزاني تجاه الاقليم والذي عزز قدرات الاقليم ضد المؤامرات المحاكة من قبل  رئيس الوزراء السابق وزمرته واستطاع ان يوجه بسياسة اقتصادية جميع مفاصل ومؤسسات الاقليم ، كما حماية حدود الاقليم من دنس داعش الارهابي والذي وصل الى تلك الحدود ايضا بسبب احدى مؤامرات المالكي . وقد كان لقوات حرس الاقليم (البيشمركة الابطال) الفضل الاكبر بحماية الاقليم بقيادة الرئيس مسعود بارزاني الذي لم يفارقهم مع ابنائه وابناء عمومته وقيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني  في جبهات القتال عندما كانت حدود الاقليم مهددة .

وبذلك ربما فتحت صفحة جديدة مع الحكومة الاتحادية (مجبرة او مخيرة) بزيارة رئيس وزراء العراق الاتحادي الى اقليم كوردستان ، لتضع النقاط على الحروف وياخذ كل ذي حق حقه والبدء بترميم وبناء ما خربه سابقه من البنية التحتية والعلاقات والاتفاقيات الدستورية ، وتحرير ما تبقى بيد داعش الارهابي من المدن والقرى العراقية والكوردستانية خارج ادارة الاقليم ، من خلال تعزيز قدرات الجيش العراقي والبيشمركة الابطال واخراج العراق من عنق الزجاجة التي ضاقت على رقبته في زمن المالكي .

في الختام  مهما تكون هنالك اختلافات لدى الحكومتين الاقليم والاتحادية  فحلها ياتي بالتفاهم وتكثيف اللقاءات وبناء ثقة متبادلة وليكن الدستور العراقي هو الفيصل في جميع نقاط الخلاف .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *