“تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبّ”

ربما يظن البعض من القراء بأنني متناقض في مواقفي بموضوع الفدرالية ونظام الاقاليم في العراق بعد المقال الذي كتبته قبل فترة تحت عنوان نينوى اقليما بعد كوردستان والذي لا ازال اؤيده بشدة ، والذي سوف يعتقد البعض بانه يتناقض مع هذا المقال الذي ارفض فيه رفضا قاطعا فصل السليمانية عن اقليم كوردستان وجعلها اقليما منفردا ، والذي طالب به البعض من السياسيين الظالين ربما يكونوا ماجورين، من الذين لاتهمهم المصلحة العليا لكوردستان وينظرون الى مصالحهم الذاتية في اطار حزبي ضيق بعيدا عن المصلحة العامة للشعب الكوردستاني وكوردستان بصورة عامة ولاسباب كثيرة اوجز القسم المهم منها في هذا المقال لعدم اتساع مساحة المقال لذكرها جملة وتفصيلا .

ان شعب كوردستان العراق بمختلف مكوناته الكوردية والعربية والتركمانية والمسيحية عانى من جور وظلم لعقود من حكم أنظمة دكتاتورية بالغة الغلو في مركزيتها، سلبت حرية هذا الشعب وحقه الطبيعي في العيش من خلال القتل والتشريد وعمليات الانفال المشؤومة ، والحصارات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، لكي يبقى منغلقا على نفسه لا يرى النور ، وبعد ان وجد هذا الشعب الحرية والديمقراطية وانتعش اقتصاديا بجهود وتكاتف قيادته مع الجماهير الكوردستانية ، يظهر علينا نفر ظال من اشباه السياسيين ليطالبوا بفصل السليمانية من الاقليم تحت حجج واهية لاتمت للحقيقة بشيء ليضعفوا الاقليم ، متناسين دماء الشهداء التي اهدرت من اجل وصول كوردستان الى ما وصلت اليه و”ضاربين عرض الحائط” ما اتفقوا عليه من مواثيق رسمية كالدستور والبرلمان والحكومة الذين عملوا ويعملون من اجل كوردستان الكبرى ، وكركوك قدس كوردستان والمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم في العراق ونضال الكورد في سوريا والشهداء الكورد في تركيا وايران ، منقلبين على ذاتهم وافكارهم وعقيدتهم، التي اعتبرت سفر من اسفار النضال دام قرن من الزمن الصعب على هذا الشعب قدم فيه دماء ودماء ، ليس في العراق حسب بل في المنطقة كلها . هذا بالاضافة الى ما دون في المادة الثالثة من مسودة دستور اقليم كوردستان ” لا يجوز تأسيس أقليم جديد داخل حدود أقليم كوردستان – العراق”. وهذا متفق عليه من قبل ممثلي الشعب الكوردستاني في برلمان كوردستان وربما يكون من يطالبون اليوم بفصل السليمانية عن الاقليم، اول الموقعين على هذا الدستور .

“عجبي من هؤلاء القوم” كيف تعرضون مصالح كوردستان العليا ومكتسبات شعبها الى هكذا خطر ، وكيف تتجرؤون لهكذا مخالفة قومية ودستورية وتجعلون من انفسكم سخرية امام القاصي والداني ، ليتلاعب بافكاركم اعداء كوردستان ويغرونكم بمنصب او مال.

في الختام لا يسعنا الا ان نقول ” تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ” للمنادين بهذا المطلب .

كما ندعوهم للعدول عن تفكيرهم السلبي والعمل متكاتفين مع جماهير وقيادة كوردستان من اجل انجاز واكمال مكتسبات كوردستان بجميع المفاصل الحياتية ، والا سوف تطالبكم كل قطرة شهيد سقطت على هذه الارض الطاهرة وكل يتيم وارملة بان ، تبتعدوا انتم ، وتبعدوا شروركم عن كوردستان ليعيش شعبها بسلام ووئام .

 

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *