يسرني أن أذكــّـر من يهـمه الأمر ، برسالة قـداسة الـپاپابـيـنـدكـتـسالسادس عـشر الـتي بعـثهابتأريخ22 آب 2012إلىالمنـتـدىالعامللحـركةالكاثوليكـيةفيرومانيايوضحفـيها :
قـبل ظهـور الكـتاب المترجَـم إلى اللغة الكلـدانية المحـكـية السائـدة ( سْـوادايا ) ! كانت :
1ـ كـنائس الـبـلـدات تعـتمـد عـلى النسخة باللغة الكلـدانية الفـصحى ( ﮔــُـشـْـما ) وعـنـد قـراءتها في الـقـداس تـُـتـرجَـم مباشرة إلى اللهجة الكلـدانية المحـكـية حـيث الشمامسة والكهـنة متمكـنـون منها .
2ـ أما كـنائس المدن كان يُـعـتمد فـيها ــ غالـباً ــ عـلى النـسخة باللغة العـربـية وتـقـرأ كما هي ، أو تـُـتـرجَـم ــ آنياً ــ إلى اللهجة الكـلـدانية المحـكـية كما كـنتُ أفـعـل في بغـداد واليونان .
إن موضوعـنا في هـذه السلسلة من المقالات هـو كـتاب ( رسائل وقـراءات ) الـذي في كـنيستـنا / سـدني والمعـتـمَـد عـليه منـذ سنين ( لا أعـرف مترجـمه ) ، إلاّ أنّه قـبل سنـوات قـليلة أعـيـدت طباعـته مجـدداً وهـو المُـستخـدم اليوم ! … و( كما في السابق كـذلك عـلى اللاحـق )جاءت بعـض نـصوصه مموّهة فـصار بحاجة إلى إعادة صياغـتها وطباعـتها من أجل إيضاحها لأن صورتها الحالية لا تـفـيـد الحاضرين في الـقـداس ، أماأسباب غـموضها فـقـد ذكـرتُ بعـضها في الحـلقة السابقة ، وهـذه أخـرى :
أولاً : فـيه كـلمات بلهجة محـلية ضيقة .
ثانياً : أثـناء إعادة طباعة الكـتاب بالحـروف الكـلـدانية ، يقـفـز أصبع الطبّاع سهـواً إلى حـرف مجاور للحـرف المطلـوب أو إلى غـير حـركـته ، ولم ينـتبه ! فـتـظهـر كـلمة جـديـدة ويضيع المعـنى ……..
ثالـثا : لا يوجـد حـرف (خ) بـين حـروف لغـتـنا الكـلـدانية ، فـما الحـل عـنـد الحاجة إلـيه ؟ إما سيخـتار (ح) مع خـط قـصير فـوقه فـيُعـتـبر خ … أو يخـتار (ك) مع نـقـطة تحـته فـتـقـرأ خ …
إنّ الكلمة المترجَمة هي التي تـتحـكم في إخـتـيار أحـد الحـرفـين ! مع نباهة المترجِم وحِـرص الطبّاع بالحـروف الكـلدانية ! …………كأن يكـتب : ( خِـمـيانا= أبـو الزوجة أو كــَـوِخْـوا = كـوكـب)
رابعا : في يوم ما ! قـرأ أحـدهم رسالة ﭘـولس الرسـول في الـقـداس ، وحـين وصل إلى كـلمة يدل معـناها عـلى ( كلام شـرف أو وعـد) .. تـوهّـم القارىء وقـرأها بحـركة خـطأ ! فـتغـيّـر ــ لـفـظها ــ وإنـقـلب معـناها وصارت سؤالاً ( لا علاقة له بالوعـد ، ولا بكلام شـرف) ! وبالتالي لم يستـفـد منه الحاضرون .
وبعـد الـقـداس ذكــّـرتُ بها الكاهـنالمحـتـفِـل ، فأكـد أنه سمعها وهي خـطأ فعـلاً ! وخلاّها سكـتة !!… طيب يا أخي الكاهـن كان الأفـضل أنْ تـنبّه إليها قارئها بعـد الـقـداس كي يستـفـيـد ، أما إذا تـقـول ( مشّي !) فهـذا يعـني أنـك مسامح أو ربما غـير مهـتم ، والإحـتمالان مقـبـولان بشرط أن ( تـمَـشّي ) غـيرها التي جاءت بعـدها ، لا أنْ تـفـرض نـفـسك فـيها ! ولكـن ــ كـياسة ولباقة ــ تـطـلـّـب الموقـف في حـينها أن يكـون أفـضل رد عـليك هـو ( عـفا الله عـما سـلـف ) … إذن إنـسَ الموضوع ، فهاذي تـصير بأرقى العـوائل .
كل تلك الأخـطاء هي نـتيجة عـدم مراجـعة أو تـنـقـيح الكـتاب بعـد طباعة المسـوّدة ، مع غـياب عـبارة ــ بإذن الرؤساء ــ التي كانت مألـوفة في الكـتب الكـنسية سابقاً …. والتي جعـلـتْ القـراءة متعـثـرة بعـض الشيء فـتـصل مبهمة إلى السامع ….
وللمقارنة : هـناك قارىء يجـذب الإنـتباه فـيجـعـل الآذان تـصغي إليه ، ويُـشهَـد له بأنه ( يجـسّـد قـراءته بـنبرات صوتية متباينة تـناسب الموقـف ، يجعـل المستمع كأنه في الصورة ) …..
أما بعـض الحـناجـر ! فحـين تـهـتـز أوتارها ، تبـدو كأنّ الـرمل يتـناثـر منها ويتـطاير الصدأ عـنها ، لكـن فـُـرَصَها المتاحة لها للـوقـوف أمام المايكـروفـون أوفـر من غـيرها … فهـنيئاً للخـبراء واضعي الجـداول الأسبوعـية ، فـكلـنا سنـصل يوماً إلى خـطوط الحـياة الـنهائية ،حـيث لا ينـفع مال ولا بنـون ، ويتلاشى الحـقـد المدفـون .
إضافة : لكي تكـون القـراءة ممتعة ومُجـدية في أذن السامع ، يُـفـتـرض أنْتـتميّـز بنبرات صوتية متغـيـرة بما يناسب الـمشهـد الـذي يـمثـله الـنـص ، كأنْ يكـون سؤالاً ، جـواباً ، إنـدهاشاً ، أمراً ، خـبَـراً …… وليس بـوتيرة واحـدة وطبقة ثابتة كما يقـرأ الكـثيرون ! .
إن هـذه السلسلة من المقالات بشأن إعادة صياغة النـصوص وما ورد فـيها من أفكار ، جاءت بعـد مبادرات شخـصية ــ محـددة ــ في إعادة تـنـقـيح أو صياغة الرسالة أو قـريانا من أجـل فائـدة المؤمنين الحاضرين كـلما يصادف الواجـب بمعـدل مرة كل أربع أسابـيع ، وذلك بأسلـوب مهـذب وبليغ مع الحـفاظ عـلى نصوصها ومضمونها وتسلسل فـقـراتها (( إنه مجـرد إعادة صياغة وليس تألـيـفاً جـديـداً )) .
إنّ الـدقة في العـمل والحِـرص عـلى الـواجـب والكـفاءة في الإنجاز ! جعـل البُخـل يتلألأ في عـيـون الغـيـورين ، ليس لأن أحـداً يزاحـمهم ، بل لأنهم يعجـزون عـن الإتيان بالمثل ، ولا نستغـرب ذلك عـنـد الفارغـين …
ولكـنـنا نستغـرب من المرجَع حـين يوصي ( دون فحـص أو بـيان السبب ) بالقـراءة من الـكـتابحـصرياً عـلى علاته …
إذن ما العـمل ؟ …. العـمل ، يُـفـتـرض بـمـديـر الكـنيسة إبتـداءاً من الـقـس حـتى الـﭘاﭘا :