تمديد حالة الطوارئ في فرنسا 3 أشهر بعد هجوم نيس


 الهجوم تم إثناء إطلاق الألعاب النارية احتفالا بالعيد الوطني

أعلن الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، تمديد حالة الطوارئ السارية في بلده، وذلك بعد مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة العشرات عندما دهست شاحنة حشدا من الناس يحتفلون بالعيد الوطني (يوم الباستيل) في مدينة نيس.

وقال هولاند إن 50 من المصابين في الهجوم يصارعون بين الموت والحياة في المستشفيات، وإن العديد من الأطفال والأجانب بين القتلى.

ونبه في خطاب إلى أن “الحرب على الجماعات المتطرفة ستكون طويلة، لأنها ستواصل استهدافها للقيم الغربية”.

وقد اقتحم السائق الشارع المقابل للبحر بسرعة فائقة، ودهس من وجده في طريقه، على مسافة كيلومترين، قبل أن تقتله الشرطة.

وقال شهود إن الشاحنة كانت تعرج في سيرها يمينا ويسارا، في محاولة لإصابة أكبر عدد من الناس.

ويعتقد أن الشرطة عثرت على أسلحة وقنابل يدوية في الشاحنة.

وكانت حالة الطوارئ مفروضة في فرنسا منذ هجمات باريس التي أسفرت في نوفمبر/ تشرين الثاني عن مقتل 130 شخصا.

وبدأ الهجوم بالشاحنة بعد انتهاء مهرجان الألعاب النارية، احتفالا بيوم الباستيل، وهو يوم عطلة، في فرنسا.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة عثرت أيضا على أوراق تشير إلى أن سائق الشاحنة فرنسي من أصل تونسي.


الشاحنة اقتحمت الشارع الذي كان يعج بالمحتفلين بيوم الباستيل في مدينة نيس

شهود

وقال سائح كندي من تورونتو، اسمه بويا، “سمعت صراخا، وكان الناس يجرون في كل الاتجاهات، لم أعرف ما الذي يجري، كان الأمر غير واقعي، فلم أتحرك، اعتقادا مني أن الأمر فيه مزحة”.

وأضاف: “رأيت الشاحنة قادمة باتجاهي مباشرة، ولما اقتربت مني، لم أفكر، كل ما فعلته هو الهروب، لأنجو بنفسي”.

أما وسيم بوهلال وهو من سكان نيس فقال: “كانت الشاحنة تتأرجح في سيرها يمينا ويسارا، لا نعرف أين كانت متجهة، فقتلت وزوجتي على بعد متر واحد مني، جرفت الشاحنة كل شيء في طريقها، الأعمدة والأشجار، لم نر شيئا مثل هذا أبدا، بعض الناس حاولوا إيقافها، دون جدوى”.

وقال نادر الشافعي لبي بي سي إنه رأى السائق وجها لوجه لدقيقة، فلاحظ أنه كان “عصبيا، يبحث عن شيء حوله”، وأضاف: “كنت أصرح وألوح له بأن يتوقف، فأخذ سلاحا وبدأ يطلق النار على الشرطة”.

ضحايا أجانب

سادت مدينة نيس الساحلية بشواطئها الجميلة حالة من الذهول والضيق بعد الهجوم، الذي قتل فيه سياح مع سكان من المدينة.

فقد أحصت السلطات أمريكيين وأوكرانيا وروسيا، من بين 84 قتيل.

وأصيب في الهجوم 50 شخصا، 18 منهم في حالة خطيرة.

وقال كريستيتن إيستروزي، رئيس إقليم باكا، الذي تنتمي إليه مدينة نيس، إن 10 أطفال من بين قتلى الهجوم.


ردود فعل

وتوالت ردود الفعل عقب هجوم نيس، فقد أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ما يبدو “أنه هجوم إرهابي مرعب” معربا عن تضامن بلاده مع فرنسا.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن “الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفرنسي في هذه المحنة وستقدم كل الدعم المطلوب”.

وفي بريطانيا، أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي أنها “أصيب بصدمة وقلق شديدين”.

وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، إنه يشعر “بالصدمة والأسى بسبب هذه الأحداث البشعة في نيس، وما أسفرت عنه من خسائر في الأرواح”.


وندد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في برقية بعث بها إلى نظيره، فرانسوا هولاند، بالهجوم، معبرا عن “تضامنه مع الشعب الفرنسي، وحرص بلاده على مواصلة مكافحة الإرهاب”.

أما دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي فقد وصف الحادث بأنه يوم “حزين لفرنسا ولأوروبا بأسرها”.

وقال توسك إنها “مأساة أن يستهدف الهجوم أشخاصا يحتفلون بالحرية والمساواة والإخاء”.

كما أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم واصفا إياه بـ”الهجمي الجبان”.

وقررت السلطات الفرنسية تنكيس الأعلام في الجمعة، وإلغاء مهرجان موسيقى الجاز في نيس.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *