“تماسيح الأطفال” تثير وسائل الاعلام بالناصرية وجهات تنفي ظهورها

ذي قار/ أصوات العراق: اثار نشر وسائل اعلام محلية بالناصرية، لخبر ظهور تماسيح بأطراف الأهوار اعتمادا على مشاهدات أطفال في المنطقة، استغراب المختصين، وسط نفي المسؤولين في الناصرية لتلك المعلومات، وتأكيد منظمة معنية بالاهوار بعدم رصدها لأي تمساح مرجحة ان تكون ما شوهد كلب الماء.

وقال الإعلامي منير الشامي لوكالة (أصوات العراق) ان “نشر تفاصيل هذا الأمر الغريب عن واقعنا وغير المؤكد، يشير إلى جري بعض وسائل الاعلام خلف الاثارة دون أي تدقيق او مراجعة علمية لإمكانية ظهور تماسيح في الأهوار”.

واضاف “رغم المهنية العالية لبعض وسائل الاعلام بالناصرية الا ان الخبر بني على شهادات أطفال مرتبكين دون العاشرة من العمر، ساندها ادعاء مسؤول محلي بتكرار حوادث ظهور التماسيح التي لها أثر مرعب بالتأكيد، دون ان يقدم لها دليل محدد”، مشيرا إلى “نفي بقية المسؤولين في نفس المنطقة هذا الحادث، مؤكدين عدم وجود توثيق معتمد او شهادات مسندة”.

وكانت وسائل اعلام محلية نشرت الاثنين، وبعناوين بارزة ظهور تماسيح بمنطقة تقع على أطراف اهوار الناصرية، وبين العناوين كان: “التماسيح تظهر فجأة في إحدى قرى سوق الشيوخ وتثير الذعر بين الأهالي”، و”فتاة تنجو من انياب تمساح يظهر لأول مرة في سوق الشيوخ”.

وذكر الخبر ان أهالي قرية الجماملة التابعة لناحية العكيكة (45كم شرق الناصرية) أصيبوا بالذعر، بعد الظهور المفاجئ للتماسيح في نهر القرية ومهاجمتها للمنازل القريبة من النهر.

وقال مختار القرية حسن طعمة إن “تمساحا باغت احد منازل القرية ليلا وأثار حالة من الذعر، ما دفع الأهالي إلى مهاجمته وطرده إلى نهر القرية”، مضيفا “أنها ليست المرة الأولى التي يشاهد الأهالي فيها التماسيح في القرية، فقد تم رصد ثلاثة تماسيح قبل شهر تسبح في نهر القرية”.

فيما أكد عضو المجلس البلدي في العكيكة ثامر موسى، ظهور حيوانات خطرة “باتت تشكل خطرا على أهالي القرية الذين يعتاشون على صيد الأسماك من نهر القرية”.

موسى الذي رجح ان تكون تلك الحيوانات تماسيحا، ذكر انها “جاءت من نهر المالح الذي يرتبط بنهر الفرات واهوار المحافظة، وهي باتت تهاجم الناس في بيوتها”، مطالبا الجهات المختصة إلى القيام بدورها وتشكيل لجان خاصة لمعالجة الموضوع.

فيما قال مصدر مسؤول، ان الحوادث التي جرى ايرادها غير مؤكدة والأمر يحتاج الى دليل.

وقال محمد الماجدي عن المجلس البلدي بناحية العكيكة لوكالة (أصوات العراق) ان “الحادث استند لما رواه أطفال صغار فقط شاهدوا ما ادعوا انه تمساح غاص سريعا في المياه القريبة من بيتهم دون ان يتمكن البالغون من رؤيته، ولم يوثق سابقا حصول أي حادث تعرض فيه تمساح لمواطن بالمنطقة، والحديث حول وجوده يحتاج إلى دليل”.

منظمة طبيعة العراق، المعنية بالاهوار والحفظ عليها، نفت بدورها ان تكون رصدت خلال عملها بأهوار العراق وجود تماسيح.

وقال جاسم الاسدي لوكالة (أصوات العراق) ان “طوال فترة عملنا بالأهوار لم نرصد او يبلغنا الصيادون العاملون باي منطقة عن وجود تماسيح، واعتقد ان ما شاهدوه هو كلب الماء المتواجد بالفرات والذي اكد الصيادون وجوده بمناطق مختلفة”.

اعلامي اعتبر ان لجوء الاعلام لمصادر غير مؤكدة هو نتيجة لانعدام المعلومات التي تشكل الأساس للخبر بكل العالم.

وقال صلاح الحصيني عن مدرسة الصحافة العراقية لوكالة (أصوات العراق) ان “هنالك رد فعل لمنهج حجب المعلومة الذي يمارسه المسؤول بذي قار (365كم جنوب العاصمة بغداد) مما جعل وسائل الاعلام المختلفة تتهاون بعناصر وشروط نشر الخبر، لأن المسؤول يمتنع عن التصريح باي شيء سلبا او إيجابا الا اذا كان التصريح لتحسين صور احزابهم”.

واضاف أن “هنالك حواجز كونكريتية تحيط بالمعلومة بالناصرية أيضا، فمن الغريب ان تمتنع دوائر مدنية عن إعطاء تصريح بحجة وجود أوامر عسكرية عليا، مثل امتناع كل المسؤولين عن التصريح حول البدء بتوزيع البطاقة التموينية على المواطنين بذي قار، واخبرنا ان امر الإعلان عن استلام المواطنين لها حصر بالوزير فقط مع انه امر عام، وهذه التصرفات بالتأكيد تجعل وسائل الاعلام بمناطق مقفلة تلجأ الى مصادر غير تقليدية للحصول على المعلومة التي هي أساس كل خبر بالعالم”.

و ط –س م ح

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *