تعقيب على التوضيح الصادر من إعلام البطريركية الكلدانية حول مَن يدّعي المَشْيَخَة

” خاهه عَمّا كَلذايا “

لقد أصدر مكتب إعلام البطريركية الكلدانية توضيحاً نُشر في بعض المواقع الألكترونية وبالذات في موقع البطريركية الكلدانية تحت هذا الرابط http://www.saint-adday.com/index.php/permalink/5471.html حول موضوع المشيخة وكانوا يقصدون بالطبع شخصية السيد ريّان سالم صادق الكلداني وبالذات خلال جولته التي شملت أمريكا وولاية سان دييگو، بالحقيقة لقد تألمت كثيراً من ذلك الإصدار لمكتب الإعلام وذلك بسبب زج البطريركية بأمور هي خارج مهماتها وواجباتها الأساسية، ولنا تعليقاً حول هذا الموضوع وحول البيان ككل نتناوله بهذه النقاط كما أرجو أن يتسع صدر الناطق الإعلامي للبطريركية ويتقبل هذا النقد بروح رياضية : ــ

1- إن مكتب إعلام البطريركية هو الناطق الإعلامي بإسمها، وكان في وقت سابق قد أصدر توضيحاً حول نفس الموضوع وبنفس المحتوى والمضمون لذا لم يكن هناك داعٍ لإصدار مثل هذا التوضيح وفي مثل هذه الظروف بالذات حيث الإنتخابات على الأبواب ، وإن دل على شئ فإنما يدل على أن هناك حالة دعم لهذا الطرف أو ذاك والبطريركية بعيدة كل البعد عن مثل هذه الممارسات، وهذا برأيي واحد من إثنين : فأما هو إسقاط سياسي لهذا الطرف دون ذاك أو هو دعم مبطّن لهذا الطرف دون ذاك وإبعاد الكلدان عن العملية السياسية.

2- كتبنا في وقت سابق عن قيام بعض المواقع الألكترونية بنشر صوراً عن لقاءات رجال الدين بدءاً من السفير البابوي والسادة المطارنة والكهنة والرهبان والراهبات بزيارة ولقاء الشيخ ريّان أو هم محملين بالهدايا من قبل قداسة البابا للشيخ ريان ، وقد برر بعض المسؤولين الدينيين بأنها زيارة رد الجميل لما بادر وقام به الشيخ ريان مع أفراد حمايته لإنقاذ دار مطران كانت قد غرقت بالمياه، بينما لم يصدر عن سيادة المطران المعني أي توضيح للخبر.

3- الشيخ ريّان الكلداني كان واعياً جداً لما يحاك له، حيث أجاب عندما سألته سيدة أثناء عقده ندوة في سان دييگو في أمريكا عن علم البطريركية حول زيارته، فأجاب بكل إحترام وتقدير للبطريركية قائلاً، دعوا البطريركية وشأنها ومسؤولياتها الدينية حيث لها مسؤوليات كثيرة وكبيرة أكبر من أن تعطي موافقات سفر أو عقد ندوات، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على مدى إحترامه للبطريركية ومدى تقديره لمسؤولياتها ومدى معرفته بحدود واجباته.

4- لم يعلن الشيخ ريّان ولا مكتبه الإعلامي من أنه يطرح نفسه بديلاً عن القيادة الدينية أو البطريركية الكلدانية بالذات، لذا لا داع ولا مبرر لإصدار مثل ذلك التوضيح، كما أنه لم يطرح نفسه بديلاً عن الأحزاب السياسية ولا عن التنظيمات القومية الكلدانية في العراق والخارج، بل طرح نفسه كرئيس لقائمة إنتخابية وكمواطن عراقي حاله حال أي مواطن عراقي من حقّه أن يدخل الإنتخابات بالطرق القانونية الشرعية، وبترشيحه لم يسئ إلى البطريركية لا من قريب ولا من بعيد ولم يعلق على توضيح الناطق الإعلامي للبطريركية.

5- كان على مسؤول إعلام البطريركية الإلتزام بحدود مسؤولياته وأن يعي واجبات الإعلام الديني جيداً، حيث بدا لي أنه طرح نفسه الناطق الرسمي لأحزابنا وتنظيماتنا القومية والسياسية والدليل ما جاء به الناطق الإعلامي للبطريركية حيث قال : ــ ( بأن لا أحد يمثل الطائفة الكلدانية كنسياً إلا رئاستها ” ونحن متفقين مع حضرته في ذلك ” وسياسياً إلا أحزابها المعتمدة أو النواب المنتخبون ” وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلا ” ) ,, السؤال المطروح هنا هو ألم يكن بمقدور الأحزاب المعتمدة ” ولا ندري من هي الأحزاب المعتمدة وعند مَن هي معتمدة ” أو النواب المنتخبون أن يصدروا توضيحاً من مكاتبهم الإعلامية وبإسمهم ؟ وما علاقة إعلام البطريركية بالأحزاب والنواب ؟ هل أصبح المكتب الإعلامي البطريركي ناطقاً رسمياً بأسم هذه الأحزاب أو هؤلاء النواب ؟ أليس هذا تدخلاً صارخاً في شؤون الكلدان السياسية ؟ هل هذا هو المطلوب من مكتب إعلام البطريركية في الوقت الذي يقولون فيه أن مسؤول الإعلام شخص مختص وحاصل على شهادات تخصصية في مجال الإعلام ؟

6- نعتب على مسؤول الإعلام لنقول له، بدلاً من كتابة العبارة التالية ( وقد وصلتنا رسائل كثيرة عبر البريد الألكتروني تندد بهذه التصرفات ) كان الأجر به أن يرد أصحاب تلك الرسائل بلباقة ودراية ليقول لهم نحن مكتب إعلام ديني ولا علاقة لنا بالتنديدات ويمكنكم أن تنددوا ما شاء لكم ذلك عبر المواقع الألكترونية وليس عن طريقنا، نحن واجهة دينية مختصة.

7- عتب كبير جداً على مسؤول الإعلام البطريركي ///// يبدو أن الأب مسؤول الإعلام فاته الكثير عن مواضيع متعددة في الإعلام، وإن التبرير على أن ذلك من الأخطاء الشائعة فهو تبرير غير مقبول ، لأنه عنصر مثقف يجب عليه أن لا يستمر في السير في رحاب الخطأ الشائع بل أن يوقفه ويقول ما هو الصحيح، لقد ألحق بالكلدان ظلماً كبيراً وإجحافاً أكبر وذلك بتكرار نعتهم بالطائفة الكلدانية ؟ فمن حق غيره أن يصف الكلدان بالجالية وهم في وطنهم وأرض آبائهم، إن كان الكلدان طائفة فما هي قوميتهم إذن ؟؟؟ أبتي الفاضل يبدو أنك لا تميز ما بين الطائفة والقومية ولو أنك خريج قسم الإعلام ومن جامعة أوروبية ولكن ذلك لا يعني مطلقاً أن لا تقع في خطأ لغوي أو تعبيري أو طباعي ، لقد قرأت بيتاً من الشعر يقول ( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة,,,, وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم )

8- في معنى الطائفة يقول قاموس المعاني تطلق هذه الكلمة أو هذا المصطلح على أو في عدة مواضع منها ما جاء في علم الأحياء حيث تستخدم كوحدة تصنيفية كالحشرات، وفي النباتات ذوات الفلقتين، وجمعها طوائف، وفي العلوم العسكرية تطلق على مجاميع الدبابات ، والطائفة هي جماعة من الناس يجمعهم مذهب ديني واحد، وفي علم النبات يمكن قراءة التصنيف الآتي الرتبة / الطائفة / الشعبة

ويقال طائفة من العلماء، أو طائفة من الحجاج

وبما أن الكلدان لا ينتمون إلى دينٍ واحد حيث يوجد كلدان مسلمون وكلدان مسيحيين وكلدان بوذيين وكلدان صابئة لذا لا ينطبق عليهم ما جاء في تصريح الناطق الإعلامي للبطريركية من أنهم طائفة، والصحيح هو أن يقال (الشعب الكلداني أو الأمة الكلدانية أو القومية الكلدانية ) . لأنهم لا يجمعهم دينُ واحد، وأما المسيحيين الكلدان فلا يجمعهم مذهب واحد حيث فيهم الكاثوليكي وفيهم النسطوري أو فيهم من هم تابعين للكنيسة الإنجيلية أو السبتيين أو شهود يهوه وغير ذلك من المدارس المذهبية، لذلك لا تنطبق عليهم تسمية طائفة،

وفي نقطة أخرى يشير المعجم إلى أن الطائفة هي جماعة دينية تنسلخ عن الإتجاه الديني السائد ، وتشير الكلمة أيضاً إلى مجموعة من الناس لديهم فلسفة واحدةى وقيادة واحدة ، وبما أن الكلدان ليست لديهم فلسفة واحدة ولا قيادة واحدة إذن إطلاق كلمة طائفة عليهم هو تعبير غير جائز

كلمة ( طائفة ) يمكننا أن نطلقها على مجموعة يبلغ تعدادها أصابع اليد الواحدة أو العشرات ( مثل طائفة من العلماء، وطائفة من المؤمنين وغير ذلك ) وليس على شعب يبلغ تعداده أكثر من مليوني شخص، ويذكر معجم الفروق اللغوية الفرق بين الطائفة والجماعة فيقول ( إن الطائفة في الأصل الجماعة التي من شأنها الطواف في البلاد للسفر، ويجوز أن يكون أصلها الجماعة التي تستوي بها حلقة يطاف عليها ثم كثر ذلك حتى سمي كل جماعة طائفة.

نكتفي بهذا القدر من التعليق راجين من مكتب إعلام البطريركية أن يكون أكثر إلتزاماً بقوميته الكلدانية فلولا الكلدان الكاثوليك لأنتفى وجود القيادة الدينية الكلدانية الكاثوليكية في كل مكان.

حفظكم الله قادة دينيين وكنسيين وأدامكم الرب لخدمة كلمته المقدسة في كل مكان.

نزار ملاخا / 2/1/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *