بيان من الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل الابارزاني الخالد

“بسم الله الرحمن الرحيم”

في الأول من آذار عام 1979 ودعنا قائد شعبنا والأب الروحي الخالد مصطفى البارزاني رحمه الله ، وبرحيله خسرت الأمة الكوردية والعراقيين جميعا، قائدا بارا ورمزا من رموز العراق الوطنية والتحررية في تاريخه الحديث.

وقد شكل نهج البارزاني الخالد في مسيرة نضاله الدؤوبة برنامجا لحركة التحرر الكوردستانية في ذلك الزمان وحتى في عصرنا الراهن، وكان رحمه الله انموذجا لنشر مفاهيم الحرية والديمقراطية في العراق خاصة والشرق الاوسط عموما ، وقاد الحركة التحررية الكوردستانية بثبات جاعلا منها حركة تحرر وطنية عراقية متوافقة مع القضية الكوردية في الشرق الأوسط معتبرا اياها مسألة تحرر انساني قومي .

وقد استطاع البارزاني الخالد عبر سنين نضاله ان يعرّف القضية الكوردية بالامم والشعوب، وينقل دائرة الصراع من بقعة ضيقة محاطة بتعتيم اعلامي ، الى المحافل الدولية لتسلط عليها الاضواء وتكسب المزيد من التعاطف الدولي، وان تلتحق بالثورة جماهيرغفيرة من مختلف الشرائح الاجتماعية ومن ابناء الشعب العراقي بغض النظر عن انتماءاتهم القومية او المذهبية.

لقد كان نضال الشعب الكوردي والكوردستاني سلميا عادلا ينشد الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية للشعب الكوردستاني . ومن الضرورة ذكر علاقات الصداقة والنضال المشترك مع الشعوب العربية والتركية والايرانية والتي كان البارزاني الخالد دائما يعمل وبكل الوسائل لتقويتها وتطويرها، كما كان البارزاني الخالد يندد بكل الوسائل العنفية والارهابية ويعتبرها غريبة عن النضال الكوردي، وأن الحوار السلمي هو الطريق لحل القضية الكوردية ، هذه هي المبادىء التي سار عليها البارزاني وهي منطلقات استراتيجية تصلح لعصرنا الراهن أيضا .

لقد قضى البارزاني الخالد معظم حياته بين صفوف البيشمركه ، وقاد الحركة التحررية الكوردستانية لفترة طويلة ، أكد فيها على تعزيز الأخوة العربية الكوردية والأخوة بين مكونات الشعب العراقي كافة ، وأفنى معظم حياته في خدمة شعبه العراقي والكوردستاني وكرس كل طاقاته في مصلحة وطنه وشهد له البعيد قبل القريب ، والصديق قبل العدو.

لقد اقترنت الحركة التحررية الكوردستانية بالخالد مصطفى البارزاني منذ أكثر من نصف قرن من المسـيرة النضالية الطويلة. فهو المفكر والقائد الذي لقب بأب الكورد، ورمزا لنضال الشعب العراقي والكوردستاني باعتباره هو من رسم خارطة النضال الثوري الديمقراطي التحرري لكوردستان والعراق، وقاد هذا النضال بحكمة ودراية وتفان وتضحية. وشكلت نضالاته وأفكاره تراثا قوميا وطنيا نيرا سمي بـ ((تراث البارزاني الخالد))، ليصبح نهجا للجماهير الكوردستانية والعراقية في درب الكفاح المرير .

المجد والخلود لهذا القائد العظيم وألف تحية إلى روحه الطاهرة من جماهير كوردستان والعراق وجماهير شعبنا في الموصل.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *