بوحدتنا نبني مدينتنا / بقلم لوي فرنسيس

لقد تحمل ابناء الموصل ومحافظة نينوى عموما الكثير من المحن والاهات والالام خلال ما مضى من مرحلة كانت صعبة جدا ومطرزة بدماء وخراب وقتل وسبي ونهب للممتلكات، وتهجير ونشر الفرقة بين ابناء المدينة من المكونات والاطياف والعشائر ، حتى حاول الظلاميون الدخول في داخل العائلة الواحدة ليفرقوها، ليتمكنوا من بسط سيطرتهم ، كما نشروا افكارا ظلامية بعيدة عن الدين الحنيف وعملوا على تسييرها وتطبيقها على ابناء الموصل بالقوة، واليوم قارب الظلاميون على الانتهاء والقضاء عليهم عسكريا ، وعلينا اليوم ان نفكر ((بكيف)) ، فكيف نتخلص من الفكر الارهابي وكيف نبني مدينتنا وكيف نردم الفجوة التي خلفها داعش بين المكونات وكيف نعيد امجاد الموصل ونينوى وكيف نحاسب من تلطخت ايديهم بالدماء بالقانون، وكيف وكيف وكيف !!!!.

 فبداية ليكن خطابنا الديني والسياسي والاجتماعي يتضمن دعوة جادّة إلى التسامح والتعايش والمشاركة في بناء المصير والمستقبل المشترك، لا فرق بيننا كبشر أسوياء على أساس العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس. نعيش معاً ، متحابين متوافقين، نسعى جميعاً لتحقيق السعادة  والرفاهية والازدهار. ولا نستطيع ان نحقق هذه الأهداف إلا بتوافر  التسامح ، كما اننا نمتلك طاقات وكفاءات وايدي عاملة مع الاموال ، حيث تتوفر في نينوى كل إمكانات التقدم والنهوض، من خيرات وثروات، وحيث يتمتع الإنسان االموصلي بذكاء وقّاد، وإمكانات ذهنية ونفسية هائلة، ومع توفّر أجواء الحرية  الفكرية والعلمية ، مع الاستعانة ربما  من تجارب الشعوب والأمم في عملية التحول الديمقراطي والبناء العمراني والفكري، وتطبيقها  ،   فضلا عن التعليم التربوي والجامعي الذي ليس الهدف منه تكوين أناس يتقنون تقنيات العلوم فقط  وإنما هو تصنيع الأشخاص المطلوبين للادارة والقيادة والاندفاع نحو بناء المدينة لان توجد في نينوى الجريحة الكثير  من الخيرين قلوبهم عليها  وعلى أهلها  ويعملون  على رفد المجتمع بأجيال واعية متسلحة بأحدث وأرقى علوم وثقافات العصر وتقنياته ناهضة بمسؤوليتها في الحفاظ على قيم التاريخ المجيد وبناء المستقبل المشرق لشعوبها وعلى  الإنسان  نفسه أن ينتقي الأفكار الصحيحة والصالحة لان  بناء المجتمعات يختلف باختلاف شعوبها لكل شعب عاداته وتقاليده وقيمه وأعرافه الاجتماعية.

في الختام يتحتم علينا اليوم احزابا ومكونات ، واديانا ومذاهب وعشائر،  واكادميين ومثقفين اعلاميين ومهنيين ان نضع يدا بيد  ونوحد خطابنا وعملنا وتوجهنا وننسى خلافاتنا ونعمل في ما مشترك بيننا اجل مدينتنا ومحافظتنا لنغسل الدماء عنها ونعيد اعمارها ونزيل عنها تلك الغمة السوداء التي غلفها بها داعش الارهابي المجرم واذياله ، ونوقد شمعة السلام والمحبة والتاخي فيها 

 بقلم لوي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *