بغداد والخط الازرق / بقلم عصمت رجب

جرت الاحداث المتسارعة من 25 / 9/ 2017 اليوم التاريخي المنتظر لابناء كوردستان الى اليوم استُهدِف فيها كوردستان باسلوب قاسي وحاقد بعيدا عن اعراف الاتفاقيات والقوانين الدستورية متخذة من بعض البنود الدستورية تفسيرات بحسب مصالح فئوية مزاجية للكتلة الحاكمة في بغداد معتمدة بذلك على نشوة نصرها العسكري على داعش الارهابي المجرم، الذي كان في 2014 قد احتل اكثر ثلث البلد بسبب مشاكل سياسية بين السنة العرب والشيعة والتي مهدت الطريق لداعش من قبل المتصدين في العراق حينها للدخول في المدن السنية ، وبعد طي تلك الصفحة المظلمة التي دامت ثلاثة سنوات واكثر بقليل وقرب موعد الانتخابات البرلمانية العامة في العراق ، اتخذت بغداد من كوردستان خصما وعدوا لتتسلق في الانتخابات القادمة  واليوم تحاول اجبار الاقليم للعودة الى حدود 2003 ( الخط الازرق) والتي رسمت بحسب قرار الامم المتحدة رقم 688 والذي اقر مطالبة العراق بالكف عن ملاحقة الكورد واحترام حقوق الإنسان العراقي وحث هيئات الإغاثة الدولية على التجاوب مع احتياجات اللاجئين الكورد الذين توجه نحو مليون شخص منهم إلى إيران وتركيا هربا من ظلم وبطش الحكومة حينها ، الغريب في الامر بان الخط الازرق او ماتسمى حدود 2003 ليست مذكورة بالدستور وليست تلك الحدود دستورية ، ومطالبة بغداد بتطبيق الدستور على الاقليم لايشمل الحدود بين كوردستان وبغداد ، كما ان العودة الى حدود 2003 يجب ان ترافقه عودة من يتصدون للعراق اليوم الى مكانهم في 2003 ، ان كان في بريطانيا او في سوريا او ايران او في اوربا وامريكا لتتحقق العدالة الالهية  التي يطالبون بها .

فحدود الخط الازرق كانت لحماية الكورد حينها ولم تكون حدود لاقليم لعدم وجود دستور فدرالي اتحادي في العراق وكان العراق دولة مركزية اذا لاتوجد حدود 2003 بل توجد حدود 1991 والخط الازرق ( خط 36) رسم عام 1991 لمنع طيران النظام حينها من التحليق فوق المدن الكوردية لكي لاتعاد ايام الانفالات والقصف بالاسلحة المحرمة …

اذا على المتصدين في بغداد ان يعودوا الى الدستور العراقي ويضعوا حدودا جديد للاقليم وفق المادة 140 الدستورية والتي تقر ادارات للاقليم والمركز للمناطق المتنازع عليها….  وعليهم ان يحافظوا على مكتسبات الاقليم كونه المنطقة الوحيدة الامنة والمستقرة في العراق الفدرالي الجديد ويضعوا مصلحة العراق الفدرالي وشعبه الجريح والمظلوم ان كان في البصرة او اربيل او الانبار فوق مصالحهم الذاتية ، متخذين من دروس الماضي منهجا ودستورا امامهم ، واليتعضوا من سابقيهم .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *