بصراحة مع الأنتقادات المبكرة للمؤتمر الكلداني

بصراحة مع الأنتقادات المبكرة للمؤتمر الكلداني

بقلم حبيب تومي / ساندييكو
habeebtomi@yahoo.no
شخصياً ، أرحب بكل الآراء المطروحة حول المؤتمر الكلداني الأول ( نهضة الكلدان ) المزمع عقده بعد ايام في مدينة سان دييكو في كاليفورنيا ، وأشخص تلك الآراء المشتركة في منظومة النقد لهذا المؤتمر ، واعتبرها حالة صحية انطلاقاً من ايماننا بالديمقراطية واحترام حرية الرأي والرأي المضاد ، بجهة الأستفادة من كافة الآراء بغض النظر ان كنا نتفق معها ان نخالفها ، فنحن لسنا منظمة شمولية اديولوجية التي تجمع الأصوات التي تهضم كلمة ( نعم ) فحسب ، بل نرحب ونستفيد من الأراء التي تقول ( لا ) ايضاً ، وهكذا قرأت آراء مختلفة ومتباينة في شأن المؤتمر ، ولا ازعم بل اجزم بأنني قرأت آراء سديدة لأساتذة اجلاء من الذين تطابقت آراؤهم مع طروحات المؤتمر ويقدمون مقترحاتهم البناءة ، وأيضاً من الذين ينتقدون المؤتمر برمته او لبعض جوانبه ، وكل هذه الآراء ينبغي الوقوف عندها وأخذها بنظر الأعتبار ، لكي يخرج المؤتمر بقرارات مهمة .
لا ريب ان المؤتمر لا يحمل عصا سحرية لحلحلة كل المعضلات التي تواجه شعبنا الكلداني وبقية مسيحيي العراق ، لكن سيشكل الخطوة الأولى لمحاولة مراجعة الذات ، ووضع خارطة الطريق للعمل المستقبلي ، إن كان على نظاق العمل السياسي او القومي ، وعلينا ان ننطلق من الواقع الموضوعي برؤية براغماتية ، ودون محاولة حرق المراحل والطفر على الأحداث بشكل غير واقعي ، فنحن الكلدان جزء من النسيج المجتمعي العراقي ، ونحترم كل الأطياف في هذا النسيج ، ونطلب بكل تواضع من الآخرين احترام مشاعرنا وتوجهاتنا القومية ، بمنأى عن كل وصاية من اي طرف من الأطراف ، وهذا حق طبيعي تدعمه لوائح حقوق الأنسان والتي تشكل حقوق الأقليات فيها جزءاً مهماً من تلك اللوائح . وحسب علمي ان من حق الأنسان ان يجاهر بعقيدته او انتمائه السياسي او القومي او المذهبي دون حرج او ية او إكراه من اي طرف من الأطراف ، ومهما كانت الذرائع والتبريرات التي يستخدمها ذلك الطرف .
يقول الدكتور سمير خوارني في مقاله الموسوم ( الكلدان المتطرفون يمزقون وحدة شعبنا ) المنشور على موقع عنكاوا :
(( إنها لمفارقة مضحكة ان يفخر الاخرون بقوميتهم ويكون شيئا يحمدون عليه، في حين لو صرّح الكلداني بكلدانيته يكون بذلك قد اقترف إثماً كبيراً ومزّق وحدة شعبنا.)) . إجل ايها الأخون نحن الكلدان والسريان والأشوريين بحاجة الى التسلح بثقافة احترام الرأي الآخر .
قرأت مقالاً للاستاذ الحقوقي افرام فضيل البهرو وهو  تحت عنوان :
مؤتمر النهضة الكلدانية ، لن يغير من واقع الكلدان شيئا … ونتائجه معروفة . القارئ الكريم سوف  يستنتج ماهية المقال من عنوانه ، لكن مما قرأت فيه ، وكأننا نحن الكلدان غابين او غافلين لهموم شعبنا ، لأننا خارج العراق ، وحينما سافرنا وغادرنا الوطن انصبت اهتماماتنا على الحفلات والسفرات .. الخ ، وأقول للاستاذ الفاضل البهرو : الأمر ليس بهذه الصورة التعسفية . إذ ان كتاباتنا وفعاليتنا وجهودنا في إيصال معاناة وهموم وما يطال شعبنا ووضع تلك الحالة تحت اضواء الأعلام العالمي وعكسه بشتى الطرق للهيئات الدولية ومنظمات حقوق الأنسان ، كل ذلك يثبت اننا لسنا مهتمين بالسفرات والحفلات فحسب . واعتقد  ان فرضيات الأستاذ البهرو سوف لا تكون في محلها الصحيح . كما ان الأستاذ يحاول وضع العاملين في الحقل القومي الكلداني وكأنهم ضد وحدة شعبنا او ضد تقارب احزابنا فالمسألة ليست بهذه الصورة نحن الذين نفتخر بقوميتنا الكلدانية ، في الوقت ذاته نرحب ونعمل من اجل التعاون على اسس من الأحترام المتبادل وبمنأى عن محاولات الأقصاء لاي طرف من الأطراف .
في هذا المقال لا استطيع الرد بالتفصيل على كل المقترحات والأفكار والأنتقادات ولا بد من الأعتراف بعدم صواب بعضها وبواقعية وصواب  بعضها الآخر واعتبر مقال الأستاذ بهرو ارضية طيبة للحوار بالأضافة الى مقالات أخرى وأدرج بعضها في سياق هذا المقال .
سبق لي ان قرأت مقالاً للاستاذ كوركيس منصور الهوزي وهو تحت عنوان : مؤتمر النهضة الكلدانية في ساندييكو … هل يمثل كل الكلدان ؟؟
وفيه كثير من الأقكار الواقعية والحلول الموضوعية الصائبة ، ولكن إن كان لابد من تشخيص بعض الفقرات التي لم اتفق مع الكاتب الجليل لا سيما قوله : ( لا يمكن لنا القول ان المؤتمر المذكور يمثل الكلدان، وانما يمثل فقط اعضاء الأتحاد المسمى بالأتحاد العالمي للكتاب الكلدان والذي كما قلت لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا .. ) .
فالمسالة ليست بهذه الصورة استاذ كوركيس الهوزي فاتحاد الكتاب والأدباء الكلدان يشكل واحداً من المنظمات المساهمة في تنظيم المؤتمر والذي دعا اليه التجمع الكلداني في سان دييكو والمتألف من الجمعية الكلدانية الأمريكية ، وثانياً جمعية سيدات الأمل الكلدانية وثالثاً جمعية ماركوركيس الكلدانية ورابعاً جمعية مار ميخا الكلدانية وخامساً جمعية مار اوراها الكلدانية وسادساً جمعية الطلبة الكلدان وسابعاً جمعية فرسان كولومبس الكلدانية وثامناً جمعية الشباب الكلداني وتاسعاً جمعية اسد بابل الكلدانية وعاشراً الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان فرع سان دييكو . كما ان ملاحظة الكاتب الجليل حول الأتحاد بقوله : وانما يمثل فقط اعضاء الأتحاد المسمى بالأتحاد العالمي للكتاب الكلدان والذي كما قلت لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا . .. فهي ملاحظة تفتقر الى الدقة .
أما الأخ جميل فرنسيس زورا ، فاعترف بإخلاصه لكنه بصراحة لم يفسح مجال للرد عليه ولكني اكتفي بأيراد الفقرة التي التي يقول فيها : أتمنى لهذا المؤتمر النجاح ، وتحقيق المراد منه ، وليكن خطوة إلى تكثيف الجهود وعقد النيات  إلى مؤتمر عام نعقده في بلدنا العراق العزيز .. ونحن مع الأخ فرنسيس . ومؤتمرنا هو لخطوة اولية للبناء والوحدة القومية المبنية على اسس من التفاهم والتعاون والندية والأحترام المتبادل بمنأى عن محاولات تذويب الاخرين تحت محراب الوحدة القومية .
وفي نفس السياق حول المؤتمر الكلداني قرأت مقالاً على موقع عنكاوا للاستاذ  عبد الأحد سليمان بولص وهو تحت عنوان مؤتمر النهضة الكلدانية في سان دييكو وما عليه ، وورد في المقال :
(… ايجاد عمل لكل مغترب معوز من أبناء الكلدان المنتشرين في أرجاء المعمورة أو في المناطق التي هجروا اليها قسرا في داخل الوطن وبهذا نكون قد أسدينا لهم خدمة تكون فائدتها أكبر وأهم من اللهاث وراء الأمور السياسية بعيدة المنال أو المناصب التي يحلم بها البعض ضمن الكعكة العراقية والتي أن وجدت فيجب أن تترك للمكتوين بنار الداخل ..) .
الأخ عبد الأحد سليمان اتفق معك في نقاط اوردتها في مقالك ، اما بصدد اللهاث وراء الأمور السياسية بعيدة المنال .. الخ ، فالعمل السياسي ضروري لمواكبة الوضع الراهن ، اما الشؤون البعيدة عن السياسة فيمكن التداول معها عن طريق الجمعيات الخيرية والأنسانية ، ونحن بصدد الأنتخابات والعملية السياسية في العراق وفي التهميش السياسي والقومي للكلدان ، وليس بيننا من يركض وراء منصب ، إنما الغاية هي الحقوق الوطنية السياسية اسوة ببقية المكونات ، فنحن جزء من هذا الكل ومن هذا الوطن ولنا شخصيتنا وكرامتنا وتاريخنا وقوميتنا الكلدانية ولا نقبل بالوصاية علينا تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة القومية إنها حجة لمن لا حجة له فحسب ، تحية لك اخي العزيز عبد الأحد سليمان .
الأستاذ ليون برخو يتساءل على موقع عنكاوا : هل الكلدان حقا في حاجة إلى مؤتمر نهضة؟
كان بودي ان ارد على كثير من الفقرات الواردة بمقال الأستاذ ليون برخو ، لكن مساحة المقال تتسع لبعض الفقرات فحسب ومنها قول الأستاذ ان :
( .. الخطاب أكثره هجومي يرى أنه ضحية عدو قد خلقه لنفسه وهو غير موجود. هذا الخطاب يوجه الإتهامات صوب اليمين وصوب اليسار ..) .
نحن لا نتهجم على اي طرف لا ذات الشمال ولا ذات اليمين إنما نحن فقط نحترم ونفتخر بما ورثناه من آبائنا وأجدادنا من تاريخ وتسمية وطقوس ولغة ومآثر ، وهذا حق تقره لوائح حقوق الأنسان ، ونحن نتحرك في نطاق هذه الحقوق ليس إلا ، فلا نقبل بالوصاية علينا ولا نقبل بالذوان في كؤوس الآخرين ، فهل تستكثر علينا ذلك يا استاذ ؟
والنقطة الأخرى يقول الأستاذ برخو ( .. بل الحصول على الكعكة من خلا تنصيب كلداني، او ربما واحد من المؤتمرين، في منصب نائب  لرئس او نائب رئس وزراء أو وزير في العراق.. ) .
كلا استاذ ليون برخو سوف لا نطلب منصب نائب لرئيس وزراء او وزير .. الخ سنطلب حقوق الشعب الكلداني في وطنه العراقي فهل ترى في هذه المطاليب حرجاً ؟ اليس من حقنا ان نطالب بحقوق شعبنا ؟ ان كانت في التمثيل في الحكومة او الأقرار بحقوقنا القومية ام أنك ترى في ذلك الركض واللهاث وراء الكعكة ؟
وثمة مقال آخر لكاتب جليل آخر يحاول حصر الموضوع في شخصنة غير واقعية ، فالمؤتمر جهد جماعي ومساهمة من عدة جمعيات وشخصيات كلدانية ، وإن كان للكنيسة في سان ديكو موقف داعم لهذا المؤتمر فهذا موقف مشرف للكنيسة ونشكرها لوقوفها مع حقوق شعبها المهضومة في وطنه العراقي ، كما ان موقف سيادة المطران الجليل مار سرهد جمو ينسجم كلياً مع موقف المطارنة في اجتماع السنودس المنعقد في نيسان عام 2009 في عنكاوا ، حينما ناشدوا القيادة الكوردية بإدراج اسم القومية الكلدانية في مسودة الدستور الكوردستاني ، وكما كان قبل مسحه من هذه المسودة بطرق ملتوية معروفة لا مجال للتطرق اليها في هذا المقام ، ونحن دائماً نطلب إدراج اسم قوميتنا الكلدانية في مسودة الدستور الكوردستاني كما هو مدرج في الدستور العراقي الأتحادي ، ولا ادري لماذا تستكثرون علينا هذه  المطالب التي هي من حقوقنا الأساسية في وطننا العراقي ؟
الأخ العزيز كامل عيسى كوندا يكتب مقالاً عنوانه : مؤتمر النهضة الكلدانية ، أسئلة لا بد منها ، اجل ان الأسئلة المطروحة جديرة بالأجابة والمؤتمر سيطرح الأمور ، وفق إمكاناته المتاحة وهنالك هيئة تحضيرية تؤدي واجبها بشكل مرضي ، وثمة نقاط مطروحة بمختلف المحاور إن كانت بالشأن الذاتي او في العملية بشأن العملية السياسية او العلاقات مع تنظيماتنا واحزابنا المسيحية ، اما بشأن المنصب فأقول ايها الصديق العزيز رغم اننا لم نلتق يوماً ، فإنني يا اخي لو اردت المنصب كانت هنالك طرق سهلة للحصول على المنصب لكن لم يخطر ببالي يوماً هذا الأمر ، إننا نؤدي واجبنا بانطلاق من عنصر الأخلاص ، فليس المهم ماذا يكون الموقع الذي نعمل فيه .
ثمة مقالات كثيرة طرحت في الأيام القليلة الفائتة لكتابنا وهي تطرح شأن المؤتمر ومنهم الأستاذ سعد توما والشماس كوركيس مردو والأستاذ بطرس آدم والأستاذ ناصر عجمايا والأخ قرداغ كندلان والأخ مايكل سيبي والأخ وميض شمعون آدم والأخ ماجد هوزايا بمقاله يرسل  تحية الى الكلدان المجتمعين في سان دييكو .والأخ سيزار ميخا هرمز يقول : لتطمئن النفوس من المؤتمر الكلداني العام ” النهضة الكلدانية ” وغير هذه المقالات .
إن مؤتمر الكلدان يعتبر نقلة مهمة في مسيرة الكلدان في وطنهم العراقي ، وليس من الأنصاف حصره في زاوية التخدنق ضد الوحدة القومية ، إن المؤتمر يضع امامه معاناة وهموم شعبنا وما يتعرض له من العمليات الأرهابية والتهجير القسري ، وهو مع تقارب احزابنا السياسية ومع تطلعات شعبنا في الأستقرار والعيش الآمن في وطنه ، ومع مساعدة شعبنا في في اماكن تواجده إن كان في دول المهجر او في طريقه اليها . إن شعبنا الكلداني مع كل الجهود الهادفة نحو وحدنا المبنية على اسس من التعامل الندي المتكافي المبني على احترام الجميع بمنأى عن دعوات الأقصاء مهما كانت الذرائع .
نحن نؤمن بأننا شعب مسيحي واحد متكون من الكلدان والسريان والآشورين ونشكل جزء اصيل من النسيج المجتمعي العراقي الجميل .
حبيب تومي / سان دييكو في 23 / 03 / 11

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *