ا لعراق امامكم والشعب خلفكم

هكذا حتم علينا نحن العراقيين اينما وجدنا ان نعيش حالة شاذة مقطوعة من مرحلة تاريخية كان من المأمل ان نعيش فيها بأمن وسلام ووئام اكثر من السابق “الديكتاتوري” في جو من الحريات السياسية والاجتماعية والثقافية، ولكن الديمقراطية المزيفة والتي تم نحرها ككلمة وكفكر قابل للتطبيق العملي ان تهيأت لها ظروف بقائها على قيد الحياة، نُحِرت من الوريد الى الوريد ليس في العراق كوضع قائم واستثنائي، وانما في بلدان الشرق الاوسط قاطبة، نعم كلامنا نسبي ولكنه قريب جداً من الحقيقة، لذا يمكن ان نطلق الى مرحلة التغيير التي حدثت في العراق “التوجه الديمقراطي”بدل “الديمقراطية” عليه ان الكثير من كتابنا ومثقفينا يقعون في خطأ المصطلح، والسبب يكمن في ان الديمقراطية لا يمكن ان تفرض بالقوة! ولا ان تهب لشعب من القائد الضرورة!ولا ان تُحرق مراحل تطورها،انها كالوليد حديث الولادة يُعطى له كبة (اكلة موصلية والجملة للمرحوم يوسف حبي) بدلا من حليب! وهناك فرق بين حليب صناعي وحليب من صدر الام، لذا يكون عراق اليوم قد يمر بمرحلة التوجه الديمقراطي ليس الا، كنتيجة منطقية للفوضى والفساد وانتهاكات حقوق الانسان!!(متى كان العراق يقبع في ذيل القائمة قبل الصومال في تقارير الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية في انتهاك حقوق الانسان؟؟؟؟ عند متابعتنا للوضع القائم على الارض وما يسطره باحثينا ودارسينا حول الاسباب التي ادت الى وصول الحالة لما هي عليه الان، منهم من اتهم الطائفية والمذهبية والتطرف الديني وعدم استيعاب الاحزاب والتيارات الدينية المرحلة بعدم قرائتهم للواقع كما يجب، لذا بدأوا في احراق المرحلة (التجاوز على الفكر وصيرورة التاريخ) وكانهم غير مصدقين باستلامهم للسلطة، فأخذ كل طرف او تيار او تكتل او مذهب او طائفة او حزب يدعي بانه هو الاول والباقين ياتون خلفه بمراتب، وهكذا بدأ تقسيم الوليد الى اجزاء مقسمة على نفسها وحسب كمية ضخ شريان القلب من الدولارات! ومنهم من اتهم دول الجوار والدول الكبرى في التدخل في الشؤون الداخلية وخاصة مرحلة بريمر وانسحاب الجانب “السني” بين قوسين لكي لا تفهم الكلمة بغير محلها، لانتخابات 2005، ووضع دستور اقل ما يقال عنه انه ملغم ؟؟؟؟ كلهم على حق في قراءة الواقع وكلها مجتمعة احدثت الدمار والفوضى والقتل والتهجير والاختطاف والتفجيرات،،،،،الخ لان النتيجة كانت لصالح تعدد مراكز القوى، والانكى ان قوتها ليست آتية من ناخبيها التي لا تراهم الا وقت الانتخابات، بل متأتية من قوة الانتماء الفكري والمذهبي والطائفي من دول الجوار، والقسم الاخر تستمد قوتها من علاقاتها الدولية وكمية ومقدار التمويل التي تحصل عليه لديمومة استمرارها، لذا تكون قراراتها اسيرة الجهة الممولة! وبما تمليه مصلحة تلك الجهة ان كانت اقليمية او دولية، وبالتالي يكون فكرها ومواقفها للبيع في كثير من الحالات ومن يدفع اكثر

 

والغاية الاساسية هو جوابنا على السؤال التالي:اين العراق كدولة! واين الشعب كمجتمع؟ اي اين العراق كدولة حديثة لها كيانها ومقوماتها واركانها؟ واين شعب العراق الاصيل ودوره في المجتمعات؟ لماذا اصبح العراق امامنا؟ اي تجاوزنا ونحن نتقاتل على منصب؟ سحبوا العراق منا ونحن نكتب ونصرح دون ان نفعل شيئاً سوى التفكير بالمنصب الاكثر حلوبا! ها ان الشعب اصبح خلفكم ايها السادة وسينفجر في اية لحظة لانكم تنكرتم له وهو يصرخ الان بوجوهكم ويقول: انا عريان فلم تكسوني! وانا عطشان ولم تسقوني! وانا جوعان ولم تطعموني! تركتوني على ابواب الغرباء كي يصدقون عليً وفي داخلي يجري ذهب اسود! لماذا فعلتم بيً هكذا يا ابنائي؟ يا ابناء بلدي؟ شئتم ام ابيتم انا امكم التي ولدتكم وانتم احرار! فلماذا لم تسطيعوا الحفاظ على شرفي؟ في كل يوم لا بل في كل لحظة ينتهكون بيتي وبستاني وانتم تتناحرون بينكم، اصرخ واصيح باعلى صوتي: اين اولادي وبناتي؟ اين ثمار بطني؟ فلا من مجيب!

 

اذن ماذا اعمل؟ هل انتظر ايام وشهور وسنين اصرخ واصرخ؟ فالى متى؟ اصبحتُ انا امكم اضحوكة بين نسوان الحارة! وها هو والدكم الذي حماكم من حر الصيف وبرد الشتاء اصبح ايضا العوبة بين الامم!! الحل يا اولادي يكمن في الرجوع الى حضني الدافئ، انه صدري يسع لاكثر من ثلاثين مليون انسان وهم يرضعون في آن واحد! لا تخافوا من السقوط والزلات، كلنا بشر لنا سقطاتنا، وبما ان صدر الام بكبر جريان النهرين هذا يعني انها تغفر وتسامح وتزرع الثقة بشرط واحد بسيط جداً الا وهو: ان بدأتم بانفسكم

 

 

 

لا تخافي يا امي، ها هو ابي ينادي ابناءه الغيارى من جميع الاديان والافكار والتواريخ ان يلتئموا حوله كأخوة ورعاة بقلب واحد ورأي موحد لدعم ومساندة اخوانهم واشقائهم ليبقوا تحت سقف واحد دافئ وسماء صافية  يجمعهم شيئ واحد مشترك الذي يحضنهم ويقيهم من العواصف واهوال الدهر! الا وهو العراق

 

 

www.icrim1.com <http://www.icrim1.com/>

 

shabasamir@yahoo.com <mailto:shabasamir@yahoo.com>

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *