انتقاد من العراقية والوطني وترحيب مسيحي بمقترح الطالباني بإنشاء منطقة للمسيحيين

الاثنين, 29 نوفمبر 2010 04:02 . بغداد :

انتقد نواب عن القائمة العراقية والتحالف الوطني، الأحد، مقترح رئيس الجمهورية جلال

 الطالباني بإنشاء منطقة خاصة للمسيحيين في منطقة سهل نينوى، فيما أيدت قائمة الرافدين

 الكلد آشورية المقترح، معتبرة انه مشروع وفقا للدستور العراقي.

وقال النائب عن القائمة العراقية عز الدين الدولة ، إن “هذه المبادرة دعوة إلى تمزيق

المجتمع العراقي”، مبينا أن “حصر المسيحيين في محافظة واحدة هو إنهاء للنسيج

 الاجتماعي بهذه الطريقة”.

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قدم خلال حديث صحفي مقترحا بتشكيل قوات خاصة من

 أبناء الطائفة المسيحية لحماية مساكنهم ودور عبادتهم، أو القدوم إلى إقليم كردستان لحل

جزء من المشكلة التي يواجهها المسيحيون في العراق على خلفية التهديدات الإرهابية التي

تستهدفهم.

من جهته أشار النائب عن التحالف الوطني حنين قدو ، إلى أن “محاولة خلق كانتونات معينة

بشكل مقصود أو غير مقصود إساءة للوحدة العراقية”، معتبرا أن “محاولة دعوة المسيحيين

إلى كردستان وكركوك أو إنشاء كانتونات في منطقة معينة مبادرة خطيرة لتجزئة العراق وفق

 الأساس العرقي”.

من جانبه دعا عضو التحالف الوطني خالد الملا ، إلى “إيجاد بدائل أخرى وآليات حقيقية

لحماية المسؤولين”، معتبرا أن “وقوف السياسيين عند مقترح جمعهم في مكان واحد

 سيزعزع الثقة فيما بينهم”.

وكان محافظ نينوى اثيل النجيفي قد أعلن في مؤتمر صحافي قبل أيام أن الحكومة المركزية قد

 وافقت على حق احتفاظ كل عائلة في المحافظة بقطعة سلاح من اجل حماية أفرادها، وذلك

بعد ازدياد حالات الاعتداء على الأسر خاصة المسيحية منها، فيما أكدت أحزاب مسيحية

عراقية رفضها لمشروع تسليح المسيحيين للدفاع عن أنفسهم وبينت أنها لا تريد ما سمته

ميليشيات أو صحوات مسلحة.

من ناحيته أعتبر النائب عن التحالف الوطني علي العلاق ، أن “المبادرة تنطلق من مبدأ

الحرص على المسيحيين وتوفير الأمن لهم”، لكنه استدرك أن “المبادرة تحتاج إلى دراسة

 وبحث بين الحكومة من جهة والمكونات والمكون المسيحي بالذات من جهة أخرى”.

وكانت حكومة إقليم كردستان العراق أعلنت عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الداخلية

وعضوية ممثلين عن الكنائس في الإقليم، بهدف تقديم التسهيلات لاستقبال النازحين

المسيحيين القادمين من بغداد والموصل، كما أصدر مجلس محافظة النجف أيضا توصية

لدوائر المحافظة تنص على السماح للمواطنين المسيحيين بالسكن في كافة مناطق المحافظة،

 والعمل في كافة دوائرها الرسمية وجامعتها ضمانا لسلامتهم.

بدوره قال رئيس قائمة الرافدين الكلدا اشورية في مجلس النواب يونادم كنا ، إن “قائمته تقيم

 التفاتة رئيس الجمهورية للمكون المسيحي من خلال هذا المقترح الذي يعد مشروعا وفقا

للدستور العراقي”.

وبين كنا أن “الدستور يضمن الحقوق الإدارية والسياسية والقومية للشعب العراقي”، معتبرا

أن “المقترح أمر لا يتقاطع مع الولاء الوطني”.

وتنص المادة 122 من الدستور العراقي الجديد أن الأخير “يضمن الحقوق الإدارية والسياسية

 والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان والآشوريين، وسائر المكونات

الأخرى، وينظم ذلك بقانون”.

من جهتها أكدت مفوضية الانتخابات أن تحول محافظة إلى إقليم أو دمجها مع إقليم موجود

يحتاج إلى موافقة مجلس تلك المحافظة قبل موافقة مجلس النواب الذي يوعز بدوره إلى

المفوضية بإجراء استفتاء على ذلك.

وقال عضو مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات سعد الراوي ، أن “المحافظة ممكن أن

تتحول إلى إقليم أو تنضم إلى إقليم موجود بطلب من مجلس المحافظة”، مشيرا إلى أن

“المفوضية ستباشر باستحداث سجل ناخبين وإجراء استفتاء على الموضوع بعد أن يأتي

إليها طلب من مجلس النواب”.

ولا يعتبر مطلب إنشاء محافظة مستقلة للمسيحيين في منطقة سهل نينوى مطلبا جديدا فقد

 دأب النواب المسيحيون منذ تغيير النظام السياسي في العراق في 2003 على المطالبة

بإنشاء هذه المحافظة التي تمثل مناطق انتشارهم الحالي، إلا أن تلك المطالبات كانت تواجه

 بالرفض خاصة من قبل النواب العرب الذي يعتبرون أن تلك الدعوات تأتي بتشجيع من الكرد

 لتقليص مساحة محافظة نينوى وبالتالي الاستحواذ أيضا على المناطق المتنازع عليها بين

العرب والكرد.

ويشير المراقبون إلى أن ضم المحافظة إلى إقليم أو جعلها إقليما مستقلا عملية صعبة تحتاج

إلى موافقة ثلثي سكانها، ورغم وجود الحماس من قبل المسيحيين لهذا المقترح، إلا انه قد

يلقى معارضة داخل من مجلس النواب، ولاسيما أن رئيس المجلس يمثل الطرف المناوئ لهذا

 التوجه فضلا عن كونه من المحافظة المقصودة وهي نينوى.

يذكر إن المسيحيين العراقيين يتعرضون منذ نهاية شهر تشرين الأول الماضي إلى عمليات

 استهداف منظمة بدأت بحادثة كنيسة سيدة النجاة الواقعة في منطقة الكرادة وسط العاصمة

 بغداد بعد اقتحامها من قبل مجموعة مسلحة تمكنت من احتجاز عشرات الرهائن المسيحيين

 الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الحادث عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125

شخصاً، وقد تبنى تنظيم ما يعرف بدولة العراق الإسلامية التابع لتنظيم القاعدة في بيان له

هذا الاعتداء، مهددا باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفرادا، إضافة إلى وقوع عدة

 استهدافات لعائلات مسيحية في بغداد والموصل أسفرت عن مقتل عدد من أفرادها، الأمر الذي

 تسبب بهجرة العديد من الأسر المسيحية.

http://www.alrafidayn.com/2009-05-26-22-15-56/26761-2010-11-29-04-04-00.html

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *