ام الربيعين / بقلم بقلم عصمت رجب

ام الربيعين اسم نتذكره لمدينة كانت يوما منبع للعلوم والحضارة والتطور، مدينة للتاخي والتعايش بين مختلف مكونات العراق القومية والمذهبية والدينية، مدينة احتضنت العراق بفقرائه واغنيائه بسياسييه ومستقليه بعشائره ومثقفيه ، وقد اصبح هذا الاسم الجميل بعد دخول داعش الارهابي اليها منسيا وتلطخ بدماء الابرياء من الذين اجبرتهم الظروف للبقاء في المدينة ، وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة في العراق فقد اعدم المئات او ربما الالاف في مدينة الموصل (ام الربيعين) من قبل تنظيم داعش الارهابي بفكر منحرف لم نجده في الإسلام.

 يستخدم داعش الذي يستلهم فكر القاعدة، الفئات الضعيفة لارتكاب الفظائع واستخدام المدنيين الذين يرفضون الانضمام لصفوفه ، حيث يستخدم هذا التنظيم الارهابي مرضى عقليين في عمليات انتحارية وهذا مايعكس فكره المرفوض، الذي يعتبرالمرضى العقليين أشخاصا لا يستحقون الحياة، فداعش تستهدف الذين يرفضونها وتقوم باستهداف المدنيين بعمليات تفجير عن بعد حيث تنال من منازلهم ومواشيهم للثأر منهم ، وتحرق الكتب ووتعتبر كل حضارة بدعة .

هكذا عملوا ويعملون في مدينة ام الربيعين ، وقد جعلوا منها مدينة بلا ربيع مدينة يغلفها السواد والظلام زارعين الخوف والهلع بين ابناءها وجاعلين البعض الاخر يغادرونها عنوة الى محافظات اخرى خصوصا محافظات اقليم كوردستان مؤمنين على حياتهم حافظين ارواحهم من شر هذا التنظيم المجرم ، تاركين اموالهم وتعب سنين كدحهم لينجوا بحياتهم وحياة ابنائهم.

فشتان ما بين فكر متغطرس وعنجهى وبين مدينة طالما راودها العراقيين لكي يقضوا احلى اوقاتهم فيها لجمالها وبساطة اهلها ودوام الخضار في ربوعها من جهة، ومن جهة اخرى يقصدها كل من ضاقت به السبل لكي يعيش في امان .

من هنا لربما نسال اين هم عقلاء  ومثقفي وشباب وشيبة الموصل وسياسيها واين دورهم في التكاتف والمحبه وتوحيد الرؤى لمواجهة وتحدي هذا الظرف الطارئ ، واين هو دور رجال الدين بمختلف اديانهم في العمل على توعية اهلها وبث روح الحماس والشجاعة فيهم ، سواء الذين هم الان تحت رحمة الدواعش داخل المدينة لكي ينهضوا بثورة ويبثوا الرعب في قلوب هذه الفئة الضالة ، و كذلك ابناءنا النازحين لكي يشددوا من هممهم لان خلاص الموصل ام الربيعين لن يكون الا بتكاتف اهلها وتضحياتهم في مقارعة الدواعش .

كلنا امل على ان بسمة ام الربيعين ستعود مهما طال، وغيمة سماءها السوداء تنقشع ، وان شمسها ستشرق من جديد مطرزة بدماء ابناءها مشكلين قوس قزح كما كانت في سابق عهدها ونحن في بداية فصل ربيع .

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *