الوم نفسي : بقلم : نبيل تومي

ألـوم نـفسي  

نبيل تومي

 

يؤلمني بعُدي عن الحدث الكبير وأنتـم في شوارع العراق تهتفون من أجل اليوم الأفضل ومن أجل قليل من السعادة والترفيه عن النفس التي ضاقت ذرعـاً بكل القيم الكاذبة والمتصعلكة على القيم الأنسانية الحقيقية  ، يؤلمني  أن اكون بعيداً وأنتم تقودون المسيرات والتظاهرات الثورية الداعية إلى إنقاذ الوطن من الأنهيار الكامل بفعل الصراعات السياسية والفساد المستشري في أوصال الجميع أحزابـاً أو كتل أو اشخـاصاً الكل يعتقد بأن المرحلة هي ملائمة من أجل أن يضرب ضربته ثم يرحل هاربـا من دون أن يـهتزله جفن أو ضميرأو بأنـهُ حرامي وسارق لأموال الشعب نعـم يرحل ولـكن أين ؟ وعين الشعب تراقبه  

آلوم ذاتـي وأنـا بعيد عن ساحات العراق الرافضة لكل أشكال الظلم والقهر والبلطجة ، كنت أتمنى أن أكون في ساحة التحرير أو الفردوس ، في ساحة أم البروم في البصرة أو في الديوانية أو بابل في السليمانية أو الكوت في موصل الحدباء أو كركوك مع أخوتي في الانبار أوأربيل والكوت في العراق كنت أرغب أن أكون رافـعاً شعـار ليسقط هذا النظام من شمـاله حتى جنوبه ولتسقط كل الأقنعة وعمائم الفـساد الديني المتسلط على رقاب أبناء العراق المساكين المستضعفين حقـاً والذين لا حول ولا قوة لهم وهم واقعون بين مخالب المجرمين من أبناء أيران وعملاء أمريكـا والرياض والبعث المجرم أينمـا كان . عراقيون نحن وقد عرفتـنا شوارع بغداد والبصرة والموصل عرفتـنـا دوائر الأستعمار البريطاني وأذنابهـم … لا يستطيع أحـد من لـوي إرادتـنـا وحلمـنا في الحياة والفرح نحن التواقون للحرية والسعادة للبشرية جمـعاء . نتظاهر كل يوم والجمعة بذات وفي كل أرجاء العراق ضـد النهـب وضـد من اغتـصب الثروات وحقوق العراقيين من قمة الرأس حتى أخمـص القدمين إلى أن يسمع صوتـنا ويعـّي ذلك من هـم في السلطة

 نـحن سوف نتظاهر في كل الأماكن والعواصم ضـد المتنفذين والأنتهازين وضد الكذابين والأفاقين والمنافقين   الفاسدين واللصوص من كل الأحزاب والكتل . يؤسـفني ان لا أكون في وسط ميدان التحرير مع آخوتي العراقيين المحتجين والمطالبين بأسقاط كل النظم البوليسية والأرهابية المحتكرة للسلطة إلى الأبد من المحيـط إلى الخليـج …. يرغب الوزير الأول والحالم الكبير وأعوانه  في خداع الشعب العراقي من أنه يفضل أن لا تقوم الجماهير بالمظاهرات والأحتجاجات مدعـيـاً بأن البعث وأذنابه سيكونون في المظاهرة وسوف يجيّرونهـا إلى جانبهم  وكأنهُ ليس في العراق سوى البعث العفلقي المجرم (المدافع عن حقوق الشعب) وكأن لسان حالهُ يقول بأن البعث يخيفهُ ، وهو الذي يدرك بأن  البعث ذهب إلى مزبلة التاريخ ولا قـائمة تقوم لهُ بعـد السقوط وكشف الشعب أوراقة النتنـّة … فكفى كـفى تعـلقـاً بشمـاعة البـعث والأرهاب القاعدي وغيره أنـكم لم تكونوا أفضل منـهم  ولم تـثبـتوا ذلك إلا بصراعاتـكم وزيادة أرصدتـكم  …و أنـكم حيـنمـا ترغبون في السيطرة على الأمان تستطيعون ذلك 100%  كـما يحدث في مسيراتكـم المليونية أثناء المناسبات الدينية  ومـا أكثرهـا ؟

أمنياتي أن ينتهي حاجر الخوف والأرهاب من قلوب العراقيين الذين قدموا البرهان على شجاعتهـم أيام كان الفعّل الأرهابي البعثي والقاعدي والأيراني على قوته ولكن الشعب ذهب على صناديق الاقتراع حـالـمـا بيوم أفضل ولكنهُ لم يكن يدري بأنهُ ينتخب لصوصا وكذابين ومحتالين جياعا من أجل السلطة والمال فقـط أن العراقيين عاشوا أسوء فترات حياتهم في ظّـل هذا النظام الفاسد نـظام المحاصصة الطائفية والدينية والحزبية والعـماله لأيران والأمريـكان … وأقول ان الشعب سيمضي سيمضي إلى مايريد بأقامة عراق حر خال ٍ من اللصوص والأنتهازيين والمنتفعين والكذابين  وسيقيم جمهورية وطنية تنتهج الديمقراطية الحقيقية يتمتع جميع أبناء الشعب بحماية الدستور والنظام ، ونظام التوزيع العادل للثروات ويكون المسؤول هو من ينتخبه الشعب من أجل أن يعمل من أجل الشعب ومصالح الشعب وليس العكس  نظام يرتكز على أسس سليمة في البناء والتشريع نظام فيه فصل حقيقي للسلطات الثلاث. هـذا مـا يرغبه ويحلم به الشعب الذي يتـظـاهر في شوارع العاصمة بغـداد وغيرهـا من المدن العراقية . فـاحمدوا الله بأنهُ يتظاهر ويعتـصم فقط فمـا رأه منكـم من أجحاف في حقه ،يعطيه الحق في شنـقـكم جميـعـاً وبلا رحمة .

هنيـئا ً للشعب العراقي بيوم النصر القادم على كل أشكال الظلم والفساد وإلى أمـام وعين الله ترعـاكـم .

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *