النجيفي يرفض الدعوات إلى إنشاء محافظة في سهل نينوى للمسيحيين

قيادي مسيحي لــ«الشرق الأوسط»: المشروع مجرد تقسيم إداري ولا داعي لإثارة ضجة حوله

بغداد: حمزة مصطفى

جدد رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، رفضه الدعوات لتأسيس محافظة جديدة في منطقة سهل نينوى للمسيحيين. ووصف النجيفي في كلمة له بمحافظة نينوى التي يزورها حاليا هذه الدعوات بـ«الخطيرة لأنها ستعيد الخلافات الدينية والمذهبية داخل المجتمع العراقي».

وأضاف النجيفي أن «هناك دعوات غير دستورية وغير مقبولة تصدر عن بعض الجهات السياسية وترمي إلى إنشاء محافظة للمسيحيين في منطقة سهل نينوى». وأشار إلى أن «وجود محافظة خاصة للمسيحيين سيضر بمستقبل وأمن المسيحيين واستقرارهم، ويؤثر سلبا على اندماجهم في المجتمع الموصلي الذي عاشوا في كنفه منذ قرون»، معتبرا أنه «من غير المعقول أن نقبل مثل هكذا دعوات، لأنها مرتكزة على أسس مذهبية ودينية». وأوضح النجيفي أن «أبناء نينوى من المسيحيين إنما هم مواطنون من الدرجة الأولى ولابد أن يبقوا في أرضهم التي كانوا ولا زالوا يعيشون فيها بسلام جنبا إلى جنب مع إخوانهم من المسلمين وبقية المكونات والأطياف الأخرى».

من جهته، اعتبر رئيس كتلة الرافدين في البرلمان العراقي والقيادي المسيحي البارز يونادم كنا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما قاله رئيس البرلمان أسامة النجيفي بخصوص رفضه إقامة محافظة جديدة في سهل نينوى إنما يعبر عن وجهة نظر شخصية». وأضاف أن «مسألة استحداث محافظة جديدة إنما هي مسالة تقسيمات إدارية بحتة تمليها حاجات إدارية واقتصادية ولا تقف وراءها دوافع أخرى عرقية أو طائفية». وكشف أنه «في زمن النظام السابق وفي عام 1988 كان النظام السابق قد أكمل الإجراءات الخاصة باستحداث محافظة في تلعفر، ولكن رئيس النظام في وقتها كتب على الطلب الخاص بذلك كلمة (تريث) وهو ما يعني وجود موافقات مبدئية ناهيك عن أن الكثير من المحافظات تم استحداثها وقتذاك لأسباب إدارية بحتة، مثل دهوك وصلاح الدين والمثنى والنجف، وهي أمور أكثر من طبيعية ولا تحتاج أن تثار حولها ضجة وتفتعل أزمات»، معتبرا أن «التقسيم الإداري ليس بدعة لكي نحاربها ونقف بوجهها».

وأوضح كنا أن «أبناء هذه المنطقة (وأقصد بذلك الحمدانية وتلكيف وبعشيقة وقسما من شيخان) ليسوا فقط من المكون المسيحي بل هم موزاييك عراقي، وأنهم جميعا دون استثناء يعانون التهميش والإقصاء والحرمان وبالتالي فإن إقامة محافظة هناك من شأنها أن تأخذ بأيديهم باتجاه تحقيق ما يتمنونه على صعيد العيش الرغيد».

ونفى كنا وجود «أي أهداف خلف مثل هذه الدعوات لأنها حق طبيعي بموجب المادة السابعة من الدستور العراقي، وكل من يحاول الوقوف بوجهها فإنه يتعمد ذلك لأسباب وغايات خاصة، إما في نفسه أو تنفيذا لأجندات».

وحول التوصيف الدائم في وسائل الإعلام بكون منطقة سهل نينوى مسيحية وأن المحافظة التي تقام هناك إنما هي محافظة مسيحية، قال كنا إن «كل من يقول بإنشاء محافظة مسيحية إنما يشوه الصورة ويقف بالضد من هذا المشروع لأننا كمسيحيين عراقيين نرفض التقسيم العرقي والديني والطائفي للمجتمع العراقي، وسبق لي أن رفضت مقترحا أعلنه فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بإقامة محافظة للمسيحيين، حيث قلنا في وقتها إننا نرفض مثل ذلك، وإنما هي محافظة لكل العراقيين».

وكان عدد من ممثلي قوى سياسية مسيحية دعوا إلى استحداث محافظة جديدة في منطقة سهل نينوى التي يقطنها مسيحيون وشبك وإيزيديين، وهي الدعوة التي حظيت بتأييد كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي لكنها وجدت معارضة من كتل وقوى سياسية وحزبية أخرى. وكان أعلن في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عن التوقيع على برنامج لتأسيس تجمع يضم 14 جهة مسيحية عراقية ستعمل على المطالبة بتأسيس محافظة خاصة بالمسيحيين على أجزاء من محافظة نينوى، وبتضمين مشروع دستور إقليم كردستان مادة تسمح بحصولهم على حكم ذاتي داخله.

وتقع منطقة سهل نينوى شمال شرقي الموصل، وتتألف من ثلاثة أقضية هي الحمدانية، والشيخان، وتلكيف، ويكون غالبية سكانها من المسيحيين والكرد والإيزيديين والشبك.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *