المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد مهندس المؤتمر القومي الكلداني القادم

نتطلع جميعاً الى انعقاد المؤتمر الكلداني في مشيكان وهو بمباردة من المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد وهو مهندسه، والذي عكف منذ البداية على تشكيل لجنة من جميع القوى الكلدانية ومن المستقلين الكلدان للتهيئة بصورة مستوفية لأنعقاد المؤتمر، ونحن الكلدان نؤمن بأننا جزء من الشعب العراقي وجزء مهم من المكون المسيحي، وليس لنا نحن الكلدان اي تحفظ للتعامل والتعاون مع اي شريحة من ابناء شعبنا، لكن الى جانب ذلك نؤمن، اولاً، بأنه من المهم بناء البيت الكلداني على اسس متينة راسخة، ونحن بعد ذلك نمد يدنا بأخوة ومحبة للتعامل مع الجميع بمفهومية التعامل الندي الذي يعتمد على مبدأ احترام كل الأطراف دون تمييز .

نحن الكلدان إن كنا مواطنين من الدرجة الأولى في العراق وفي اقليم كوردستان وإن كنا شركاء في هذا الوطن، وإن كان يتحتم علينا إداء واجبات الوطن، فمقابل ذلك وبمبدأ العدالة والمساواة ينبغي ان يجري التعامل معنا على مبدأ الشراكة في الوطن ويترتب ان يكون لنا حقوق اي نكون شركاء في المكسب بكوننا شركاء في الخسارة. وكما هو معلوم في الوطن العراقي فإن الجميع يتشكى من الأهمال والتهميش، وبعضهم قد احرز تقدماً في مجال الحصول على الحقوق القومية والسياسية، لكنه يتشكى ويريد المزيد من الحقوق.

لكن في الحقيقة فإن شعبنا الكلداني هو الشعب الأصيل الوحيد الذي همشت حقوقه القومية والسياسية، بشكل مجحف في وطنه منذ سقوط الحكم في نيسان عام 2009 م. وإذا كان لا بد من المقارنة فإن الواقع يقول:

ان الكلدان كانوا افضل حالاً في العقود التي سبقت سقوط النظام في عام 2003، فالكلدان يمثلون القوم الوحيد الذي تراجع وضعه، حتى بالمقارنة مع بقية المكونات الدينية فالسريان والآشوريين والأرمن والمندائيون والأيزيدية افضل حالاً من الكلدان من الناحية القومية والسياسية، ولا يصار الى إهمال حقوقهم بل ثمة محاولات ظالمة متعمدة لإلغاء وإقصاء تاريخهم وثقافتهم وقوميتهم الكلدانية.

امام هذه الحقيقة ترتب على النخب الكلدانية من المهتمين بحقوق الأنسان وبحقوق شعبهم الكلداني في داخل العراق وخارجه الى التفكير ملياً بضرورة النهوض بحقوق هذا الشعب. ولا ريب ان نسبة كبيرة من ابناء شعبنا الكلداني كان مصيرهم مغاردة الوطن الى بلاد المهجر وكانت نسبة عالية منهم قد اختار طريق الهجرة والأستقرار في مختلف الدول الأوروبية وأستراليا وأميركا، وتحتل الجالية الكلدانية في اميركا المركز الأول من ناحية العدد بين كل جالياتنا الكلدانية في العالم، وتقدم ابناء شعبنا الكلداني في معارج العلم والوظائف والتجارة وتبؤوا مراكز مرموقة، فقد اصبحت كلمة (Chaldean) من المصطلحات المعروفة والتي يحسب لها الساسة في هذه الدولة اهمية كبيرة، وثمة شخصيات كلدانية لها علاقات جيدة مع شخصيات مهمة في دائرة صنع القرار في واشنطن.

اميركا بلاد المهاجرين والأندماج في المجتمع الأمريكي بالنسبة للمهاجر الجديد ليس مشكلة عويصة، وهكذا دأب الكلدان في هذه البلاد، لا سيما في مشيكان، بالعمل والدراسة والمثابرة بغية الأندماج والأنسجام مع المجتمع الأمريكي، ولكن الى جانب ذلك كانت عوامل الأرتباط بالوطن تفرض وجودها وكان في مقدمة هذه الوشائج هو الأسم القومي الكلداني والأحتفاظ بلغة الاباء (الكلدانية) إن كان في البيت او عبر الطقوس الكنسية او في الأحتفالات والأجتماعات، إضافة الى تشكيل نوادي وجمعيات اجتماعية وثقافية ورياضية تحمل الأسم الكلداني.

وهنا ينبغي ان نعترف الى ان الكلدان في اميركا وأوروبا لم يبادروا الى تشكيل احزاب سياسية ذات طابع قومي كلداني، إنما كانوا ينقسمون في انتمائهم السياسي بين الحزب الشيوعي وحزب البعث، وبعد انهيار جدار برلين وتفكك الأتحاد السوفياتي كان شعورهم بالفراغ السياسي، وأنخرط قسم منهم في الحركة الديمقراطية الآشورية لا سيما الألاقشة منهم. غير ان سقوط النظام عام 2003 قد حفز بعضهم على تشكيل منظمات وأحزاب كلدانية ذات طابع قومي، وكان تأسيس المنبر الديمقراطي الكلداني عام 2004 من قبل نخبة من ابناء شعبنا الكلداني منهم الدكتور نوري منصور وقيس ساكو وفوزي دلي وعادل بقال وشوقي قونجا وغيرهم، وبعد فترة ولأسباب تنظيمية اضطر التنظيم المذكور الى تغيير اسمه الى المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد. والتنظيم المذكور الى جانب الحزب الديمقراطي الكلداني والحزب الوطني الكلداني شكلوا في عام 2012 الهيئة العليا للتنظيمات السياسية الكلدانية، وفي النية توسيع هذه الهيئة مستقبلاً.

إن المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد قد بادر للاعلان عن عقد مؤتمر قومي كلداني في ديترويت بتاريخ 15 ـ 05 ـ 2013 ولمدة اربعة ايام، الجدير بالذكر ان هذا المؤتمر يأتي في اعقاب مؤتمر قومي كلداني سابق عقد سنة 2010 في سان دييكو تحت اسم مؤتمر النهضة الكلدانية، وقبل ذلك في عام 2009 عقد المجلس القومي الكلداني مؤتمراً كلدانياً، وكان ذلك قبل ان يتخذ المجلس المذكور قراره بالألتحاق بالمجلس الشعبي وتبني تسميته القطارية بدلاً من التسمية القومية الكلدانية .

من كل ذلك يتبين نمو المشاعر القومية الكلدانية بشكل ملحوظ، واتذكر في بداية كتاباتي عن المسالة القومية كنت مع عدد قليل جداً نكتب في الشأن القومي الكلداني، لكن نلاحظ اليوم زخم كبير، لا سيما من خارج الوطن، لنهوض قومي كلداني، ومن باب الصراحة، فإن العمل القومي الكلداني متعثر داخل الوطن رغم وجود الحزب الديموقراطي الكلداني في الساحة، وكذلك ينزل الى الساحة التجمع الوطني الكلداني، لكن الكلدان بحاجة الى ترسيخ تواجدهم السياسي والقومي بشكل اعمق لكي يكون لهم موطئ قدم في وطنهم الى جانب الأحزاب الأخرى لا سيما احزاب شعبنا منها الآشورية والسريانية، وإن كان ثمة تصميم وإرادة وصفاء القلوب ونبذ الأنانية بيننا نحن الكلدان نستطيع ان يكون لنا كلمة مسموعة بين الموجودين على الساحة العراقية، فلدينا نحن الكلدان كثافة سكانية مسيحية نسبياً وما نحتاجه هو امكانيات متواضعة للعمل بين ابناء شعبنا لبناء بيتنا الكلداني وبعد ذلك التوجه للاخوة في الأحزاب الأخرى الآشورية والسريانية لخلق صيغة مشاركة اخوية شفافة مبنية على التكافؤ بين هذه الأحزاب.

قريباً سوف نتوجه الى اميركا لحضور المؤتمر الذي جرى تحضير مكثف لعقده ونأمل ان نتوصل الى اتخاذ قرارات عملية لتفعيل العمل داخل الوطن، ولتميتن اواصر التعاون بين تنظيماتنا القومية الكلدانية.

الى اللقاء في ديترويت

د. حبيب تومي

القوش في 11 ـ 05 ـ 2013

habeebtomi@yahoo.no

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *