المطران مار باوي سورو قائد حركة الوحدة و التصحيح

 ” خاهه عَمّا كَلْذايا “

المطران مار باوي سورو لمن لا يعرفه هو مطران الكنيسة الشرقية الآشورية قاد حركة التصحيح في كنيسته فرفضه البعض، وعاد فالتحق في أحضان الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، الكنيسة الكاثوليكية مع مجموعة من أتباعه،

المطران مار باوي سورو لمن يراه لأول مرة يرى فيه الوداعة تتجلى في أبهى معانيها، ويلمس التواضع على أدق صوره، ويشعر بطيبة قلبه بشكل لا يمكنني وصفه، صفاة الإبوة تتجلى فيه، الوقار يلفه بهيبته، الإيمان ينضح من سلوكيته، وكلماته وأقواله وتصرفاته، عندما يلقاك لأول مرة تشعر وكأنك تعرفه منذ زمن طويل جداً، تعرفه منذ عشرات السنين، البسمة لا تفارق محياه، عملاق في الأدب والعلم والأخلاق تجسدها تواضعه الجم، وحلاوة اللسان، إنه في كل شئ قامة، وعملاق، جبل عالٍ في الإيمان، لا تهزه الريح مهما كانت قوتها وشدتها ولونها، ثابت المبادئ، إيمانه القويم اساس نجاحه، حلاوة كلمات يسوع تنساب من فمه بسهولة لتدخل العقول وتجذب الأنظار والقلوب لما فيها من يسر ولذة، مهما كتبتُ عن سيادته فلن أوفيه حقه، وبالحقيقة أنا أعتذر منه أشد الإعتذار لأنني تأخرت في الكتابة عنه طوال هذه المدة.

إن سيادة المطران مار باوي سورو رافد قوي يسند ويدعم كنيستنا وشعبنا الأبي الممزق، وما ثورته هذه ضد هذا الواقع الممزق إلا جزءاً من حركة غايتها إعادة الأمور إلى نصابها والسير في طريق الوحدة المنشودة، إنه مثال حي للوحدة الكنسية التي لم يستطع لحد الآن اياً كان من أن يعطي ذلك المَثَل الحي الذي أعطاه سيادة المطران مار باوي سورو، كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى وهنا أناشد قادتها وعلى رأسهم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو أن يولوا هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها ويعيدوا النظر وبسرعة لحسم هذا الموضوع، فكم من أمثال سيادة المطران مار باوي سورو في كنيستنا ؟ أو بالأحرى تحتاج له كنيستنا ؟

في عام 2011 وأثناء زيارتي لأريزونا وبالتحديد في مدينة فينيكس واثناء زيارتي لسيادة الخورأسقف فيليكس الشابي قابلت سيادة المطران مار باوي سورو، وقد أستقبلنا بحفاوة بالغة وكما أسلفت كأنه يعرفنا منذ سنوات، فتح ذراعيه على وسعهما وأستقبلنا إستقبال أب لولده الغائب منذ سنوات، وكأنه كان يعلم بزيارته وكان متأكداً من أننا سوف نزوره، وهكذا هي القلوب المخلصة، بإبتسامته المعهودة تطمئن القلوبالتي تستمع له، ثم قابلناه مرة ثانية في سان دييغو وتحاورنا وتحادثنا في مواضيع متعددة، ومن خلال كلامه تحاشى الإساءة إلى أحد، لا بل لم تخرج من فمه كلمة سوء بحق أحد، فلم يتحدث سوى عن محبة الله والتسامح وعمق التواضع ولم الشمل والبحث عن الله في القلوب والأفكار، وعن سؤالي له ما رأيه في الذين آذووه وشتموه وأساؤوا إليه، قال سيادته ( من اساسيات واجباتي أن أغفر لهمكل ما فعلوه بي، وكذلك أطلب من الرب في صلاتي أن يغفر لهم أيضاً وإلا لماذا نذرتُ نفسي لخدمة الرب ) .كلمات عظيمة تحمل بين طياتها معانٍ أعظم، عبّر بها عن محبة الأعداء أو على الأقل في الصف الآخر، حقيقة تملكني شعور غريب وأنا أصغي للكلمات اللذيذة التي تنساب من فم سيادته، وتلك الجواهر التي تحدث بها، ذلك الهدوء الذي يخيم على جو اللقاء، طريقة إصغائه وعدم مقاطعته للمتكلم تجعل المتكلم يشعر بأنه جالس أمام شخص غير إعتيادي، حقاً ليعجز القلم من أن يصف هذا الإنسان الرائع.

سيدي البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الإحترام/ إن سيادة المطران مار باوي سورو عمود من أعمدة الوحدة والتصحيحوصفاته التواضع والإخلاص، فكم كنيستنا بحاجة إلى مثل هذه الأعمدة التي تدعم وتسند وحدتها وتماسكها وتحمي قوتها ومتانتها، وسيادتكم أعرف مني بذلك،

سيدي البطريرك الجليل/ ألا يمكننا أن نعتبر سيادة المطران مار باوي من السادة المطارنة المجددين والمصححين لمسيرة كنيسة المشرق ؟ إن سيادة المطران مار باوي لم يرتكب جرماً ولم يتجاوز على العزة الإلهية، كما أنه لم يطعن بالثالوث الأقدس أو بطبيعة يسوع سواء الإنسانية أو الإلهية، كما أنه يعترف كاملاً بأمومة مريم العذراء للكلمة الإلهية، إن كل ما فعله المطران مار باوي سورو هو أراد لم شمل كنيسة المشرق، أراد توحيد صفوف هذه الكنيسة، أراد ردم الحفرة والهوة والشق الذي يفصل إخوتنا عنا، هكذا رجل دين وداعية سلم حقيقي ألا نرتكب نحن جرماً وبحقه عندما نحجمه ولا نعير لحركته أي إهتمام؟ أليس من الواجب أن نسنده وندعمه ونرعى أفكاره ؟ أليست الوحدة المنشودة هي أمل الجميع ؟ لن أنسى كلمته التي صرح بها في مؤتمر النهضة الكلدانية المنعقد في أمريكا عام 2011 حينما قال ( أقف بينكم كمسيحي وآثوري وأقدم لكم التهاني بإسمي وبإسم إخوتي الآثوريين وأقول لكم بأن النهضة الكلدانية هي نهضتنا نحن أيضاً،

سيدي البطريرك الجليل/ إنه لمن الضروري جداً أن يحسم موضوع سيادة المطران مار باوي سورو وجماعته والذين يحق لنا أن نسميهم جماعة الوحدة والتصحيح. نتمنى وما كل ما يتمنى المرء يدركه، نقول نتمنى أن يتم تعيين سيادته في أبرشية من أبرشيات كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية وكم نحن بحاجة إلى ذلك، وحتى لو كانت أبرشية فخرية، فكنيستنا لها اساقفة كانوا وما زالوا بدون أبرشيات مثل سيادة المطران مار شليمون وردوني وسيادة المطران مار جاك إسحق عميد كلية بابل للدراسات الفلسفية واللاهوتية وغيرهم .

إنه لمن الضروري أن تدرج هذه المسألة في جدول نقاشاتكم في السنهادس القادم، لا بل يجب أن تكون من أولويات إهتماماتكم والعمل على حسمها، فليست تلك المشكلة المستعصية والتي يصعب حلها، بل أن حلها يتطلب حكمة أولاً ومن ثم شجاعة وقرار جرئ ، وانتم الشجعان والحكماء، وإلى أن يتم حسم الأمور لصالحه نبقى بالإنتظار .

ولمعلومات إخوتي القراء الكرام فإن سيادة المطران مار باوي سورو حامل شهادتي ماجستير إحداهما عام 1991وهي ماجستير آداب في اللاهوت المقدس من الجامعة الكاثوليكية في واشنطن، والثانية من جامعة مار توما في روما عام 1997، وشهادة دكتوراه في اللاهوت التاريخي عام 2003، وحلم هذا الرجل المصحح أن تتحقق الوحدة بين شطري كنيسة المشرق فهل يتحقق حلمه !!!.

نزار ملاخا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *