المبادرة القومية لحل الأزمة الكلدانية -إعادة ترتيب البيت الكلداني- أفكار ومقترحات

*عامر حنا فتوحي*

طرحت هذه المبادرة القومية لأول مرة بشكل دعوة من بضع نقاط في لقاء أقيم في المركز الثقافي الكلدني الأمريكي وذلك بعد مراسيم أفتتاح المتحف الكلداني البابلي (للفنون والتراث) في الحادي والثلاثين من شهر آب عام 2002م، ومن ثم قدمت كجزء من مشروع ثقافي قومي أثناء لقاء عقد عام 2003م في قاعة (فيلج هول) في مدينة هيزل بارك، ثم نشرت هذه المبادرة بشكلها الأولي عام 2004م في موقع عنكاوا (يوم كان الموقع محايداً وغير مخترق من قِبل من يضمرون الأذى للكلدان)، أرسلت بعد ذلك بشكل ملزمة تزيد على عشرين صفحة إلى ناشطين في أستراليا بطلب من الصديق العزيز المهندس بسام فريتي وذلك لطرحها في مؤتمر كلداني عقد في ألقوش، كما وزعت بشكل ملزمة بعد إضافة تعديلات ومقترحات عليها تتناسب مع واقع الظروف المرحلية التي تمر بها الأمة الكلدانية، وذلك أثناء لقاء ضم نخبة تمثل عدد من التنظيمات التي شاركت في لقاء عقد في مدينة ساوثفيلد- متروديترويت كان من بينها الأتحاد الديمقراطي الكلداني والمنبر الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني وعدد من الناشطين والمثقفين المستقلين الكلدان، كما تم إرسال ملخص المبادرة إلى مؤتمر النهضة الكلدانية الذي عقد في سان دييكو بتاريخ الثالث من شهر آدر عام 7310 كلدانية الموافق ليوم الثالث من شهر آذار 2011 م وقد قرأه على الحضور مشكوراً الكاتب الكلداني زيد ميشو. وعلى الرغم من مرور عشر سنوات على طرح هذه المبادرة، وبرغم ديناميكية المبادرة من ناحية وعدم التعامل الجاد معها من قبل الجهات المعنية بالشأن القومي الكلداني من ناحية أخرى، إلا أن ذلك لم يؤثر فيّ أو يقلل من قناعتي الراسخة بأهمية هذه المبادرة قيد أنملة.

وها أنذا أنشر ملخص هذه (المبادرة الكلدانية) المخلصة، آملاً هذه المرة أن يتم قراءتها بشكل متمحص من قبل الناشطين والمثقفين الكلدان والإستفادة العملية مم قد يجدونه قابل للتنفيذ منها، من أجل حلحلة حالة الشد والشد العكسي التي تستنفذ طاقات المثقفين والناشطين الكلدان وتضيع علينا فرصة الخروج من عنق الزجاجة التي حبستنا فيها عوامل عديدة لا تخفى على المعنين بالشأن الكلداني والتي لا مجال لذكرها هنا.

يهمني أيضاً قبل الولوج في الموضوع أن أكرر دعوتي لكل من يعتز بالأسم القومي الكلداني وكل من يؤمن بحتمية إستحصال الحقوق القومية (للأمة الكلدانية) في وطننا الأم وبلدان المهجر، أن يتجاوز إشكالات الماضي (العامة منها والخاصة) ويسعى للحوار مع بقية الواجهات الكلدانية والناشطين الكلدان بقلب صاف ويد ممدوة للعمل وشد اللُحمة ما بين الفرقاء للخروج من (حالة الأزمة) التي نمر بها ولا نعترف بوجودها!

آملاً أن يساهم الكلدان جميعاً في مناقشة نقاط هذه المبادرة وتطويرها وإنضاجها وشرعنتها وتنفيذ مقترحاتها كلاً أو جزءً بما يخدم مصلحة الأمة الكلدانية العريقة والوطن الأم على حد سواء.

أن الخطوة الأولى لنجاح أية مبادرة تكمن في الإعتراف بوجود خلل ومحاولة تشخيصه ومن ثم البحث عن طرائق علاج ناجعة. علينا أن نعترف إبتداءً بأن أكبر المعوقات التي تواجهنا اليوم لا تأتي من خصومنا الذين لا يفعلون سوى اللعب على وتر إسالة لعاب البعض بمكاسب شخصية أو دغدغة مشاعر البعض الآخر من المغرمين بالسلطة، لكن أشد ما يؤذينا ويعيق تقدمنا هو تأجيج خصومنا لحالة التشرذم الكلداني والدفع (من خلال وسائل عديدة) بإتجاه ترسيخ حالة الرخاوة التي تعيشها بعض رئاساتنا.

وبطبيعة الحال فأننا (نحن وليس أحد غيرنا) من يساعد خصومنا على النجاح في إختراق الصف الكلداني وزرع الفرقة والبلبلة وتأجيج حدة المهاترات في مواضيع جانبية متناسين دورنا في توعية وتعبئة الكلدان، وبالتالي منح خصومنا الفرصة الذهبية والأداة المناسبة لتهميشنا وأحتواءنا.

ولو راجعنا (على سبيل المثال لا الحصر) الإيميلات التي يتبادلها المثقفون والكتاب والناشطون السياسيون الكلدان مع بعضهم لهالنا بعض ما يرد فيها من عبارات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها (تضر ولا تنفع)، وقديماً قيل: أن كنت لا تريد أن تنفع فلا تضر!

أن من أكبر المعوقات التي نواجهها اليوم إنما تتمثل في هؤلاء الذين يبحثون عن أمجاد وعروش وزعامات ومكاسب زائلة. مثل هؤلاء ينبغي مواجهتهم ووضعهم على المحك ونقول لهم بأن شعبنا يريد منهم: (أفعال لا أقوال)، وكما قال رب المجد (من ثمارهم تعرفونهم)، لذلك على من يريد أن يمثلنا أن يرينا (طحناً لا جعجعة) وكما يقول المثل الشعبي العراقي عن هؤلاء الذين يقولون ولا يفعلون: (دخانك عماني وطبيخك ما جاني).

أن من يؤمن بالقضية الكلدانية عليه أن يضحي بالغالي والنفيس من أجلها لا أن يضحي بالكلدان من أجل كل ما هو غال ونفيس!

أما هؤلاء المتواضعون المؤمنون بقدرنا كأمة (خلاقة، مسالمة ومتسامحة) ممن يعملون في الظل بصمت، فأنهم قادرون بالإيمان والرجاء والمحبة أن يساعدوا في تجاوز كل العقبات بوعي وإرادة صلبة. هؤلاء هم بحق، أمل هذه الأمة وضمانتها الأكيدة للديمومة والبقاء، وبوصلتها التي لا تنحرف عن جادة الصواب، وخطوتها الواثقة التي لا تتردد عن أجتياز جميع العقبات والتحديات من أجل ولوج بوابة المستقبل بأمان.

إن الذي يسعى لأن يلحق بقطار (المستقبل) الزاهر، عليه أولاً أن يؤمن بضرورة (الصعود إلى القطار)، أما الذين يراوحون في أماكنهم مكتفين بترديد الشعارات في ساحات الإنتظار، فإنهم ومن دونما جدال، لن يفوتوا على الأمة الكلدانية فرصة إحتلال المقعد المناسب في هذا القطار حسب، وإنما لن يخطوا بأمتنا خطوة واحدة في أي إتجاه إيجابي أو مشوار تعبوي وحدوي كلداني على المديين القريب والبعيد.

وكتحصيل حاصل فأنهم سيضيعوا أنفسهم ويضيعوننا معهم، وعندئذ لن ينفعنا الندم ولو عضضنا على العشرِ بالنواجذ!

* مدخل *

الكلدان.. تاريخ وهوية

لو راجعنا المعنى الدقيق للتسميات التي أطلقت على سكان العراق القديم منذ العصر المجهول وحتى نهاية الحكم الوطني الشمولي لعموم وادي الرافدين عام 539 ق.م أي مع نهاية الإمبراطورية البابلية الحديثة/ السلالة الكلدانية الإمبراطورية الأخيرة لأستوقفتنا حقيقة دامغة ومثيرة في آن، وهي أن من بين جميع التسميات القديمة سومر وأكد، بابل وآشور وغيرها لم يعرف العراق القديم إلا تسمية قومية واحدة تنتمي إليها كافة السلالات الرافدية العظيمة (غير السومرية) تلك هي تسمية كلدو (الكلدان) فيما أستمدت التسميات الأخرى سومر وأكد وبابل وآشور وأخلامو- آرامو تسمياتها إما بدلالة كينونتها سياسياً (دولة إقليمية أو تحالف قوى) أو بسبب موقعها الجغرافي أو الطبوغرافي (مناطقياً)، وقد تناولت هذا الموضوع بشكل تفصيلي في كتابي الموسوم (الكلدان .. منذ بدء الزمان) بطبعتيه العربية 2004م و2008م وكذلك بطبعته الأنكليزية المنقحة والمزيدة

(The Untold Story of Native Iraqis) 2012

لذلك أحيل من يرغب بقراءة المزيد من التفاصيل إلى مراجعة فصول الكتاب الخاصة بهذا الموضوع.

أن من حقنا اليوم ونحن نجتمع لنتدارس الوضع الكلداني أن نفخر (بكلدو) الأسم القومي العريق والجامع لكل الرافديين الأوائل (الكلديين / الكلدان) مثلما ينبغي علينا أن نفخر بكوننا السكان الأصليين (Native Mesopotamians) لوطننا الأم بيث نهرين / وادي الرافدين.

المهم أيضاً أن لا نقف عند حد الأفتخار حسب، بل أن ندعوا جميع الجهات السياسية ولجنة الدستور في البرلمان العراقي إلى تمييزنا في التعديلات الجديدة بصفتنا (السكان الأصليين) للعراق مع الإستعانة بالضغوط الدولية والجهات المعنية بهذا الشأن ومن بينها (المنبر الدائم للشعوب الأصلية) التابع لمنظمة الأمم المتحدة.

لأن ما نطالب به هو حق مشروع أكدت عليه الشرعة الدولية للأمم المتحدة ودساتير الشعوب المتحضرة ولعل أفضل ما أعتمد بهذا الصدد، هو ما ورد في الدستور الأمريكي من تعديلات (Amendments) تؤكد على ضمان حقوق (الهنود الحمر) بصفتهم السكان الأصليين للولايات المتحدة الأمريكية (رغم أنهم لا يشكلون اليوم إلا أقلية صغيرة جداً). إلا أن تعديلات الدستور الأمريكي لم تنظر إلى (نسبتهم العددية) وإنما إلى (مكانتهم النوعية) فمنحتهم أمتيازات عديدة تميزهم عن بقية مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، كما أكدت تفاصيل هذه التعديلات على التعامل معهم بصفتهم (سكان أميريكا الأصليين) وهو أمتياز (يليق بهذه المنزلة العظيمة)، التي تشيع مظاهر الأحترام المتبادل بين السكان الأصليين الذين يشكلون (أقلية لا تذكر) وبين (الأكثرية) من سكان الولايات المتحدة من المهاجرين إليها من كل حدب وصوب.

وإذ كانت تعديلات الدستور الأمريكي الذي كتب قبل 225 عاماً قد رفعت الغبن عن سكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر) بعد ما يقرب من مائة وخمسين عاماً من الإضطهاد والتهميش فمنحهم أمتيازات عديدة يستحقونها، فكم بالحري أن يرفع الدستور العراقي الغبن الواقع على سكان العراق الأصليين (الكلدان)، الذين يعانون من التمييز والتهميش والصهر وشتى صنوف الإضطهاد لما يزيد على ألفين وخمسمائة وخمسين عاماً؟!!

علماً أننا بصفتنا سكان العراق الأصليين (رئاسة وشعب كلداني)، لا نريد من وطننا الأم أكثر من معاملة عادلة تنظر إلى جميع المواطنين دونما تمييز عرقي أو ديني أو طائفي!

ونحن هنا لا نقتدي إلا بأسلافنا العظام أمثال (ميشالم وسركون الأول وحمورابي ونبوخذنصر صاحب آخر تشريع رافدي)، الذين سنوا القوانين وأشاعوا روح العدالة والمساواة بين جميع المواطنين، ولا يسعني هنا إلا أن أذكركم بمقولة حمورابي الشهيرة: أنا الراعي الذي لا يغفل… أحرس جيداً وعصاي مستقيمة!

البيت الكلداني.. أفكار ومقترحات

منذ أن أنتبه الكلدان (بالمعنى القومي للكلمة أي جميع الرافديين الأصلاء) إلى أهمية التصدي للطروحات الشوفينية الآشورية المختلقة وتركيبة منظماتهم السياسية الإحتوائية (المستوردة) التي لا ترى في الكلدان إلا ورقة رابحة تدعم مشاريعهم الفنتازية والبعيدة عن المنطق، لا سيما إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار حقيقة أن الكلدان بصفتهم (سكان العراق الأصليين) كانوا دائماً وأبداً أمناء على تربة بيث نهرين وطنهم الأم، وأن إنتمائهم الوجداني لا جدال فيه عندما يتعلق الأمر بالعراق أرضاً وشعباً.

لذلك عندما بلغ السيل الزبى نهضت منذ عام 2000م تنظيمات سياسية كلدانية (قومية التوجه) كان في مقدمتها الحزب الديمقراطي الكلداني ثم المجلس القومي الكلداني (قبل تشتته) ثم إبتلاعه، تبعها المنبر الديمقراطي الكلداني (قبل وبعد إنقسامه)، وصولاً إلى التجمع الوطني الكلداني الذي أفصح وبشكل مشجع عن هويته القومية الكلدانية، مما غمرني بفرح عظيم ، ذلك أنني رغم عدم تمرسي بالشأن السياسي وعدم إهتمامي به إلا بقدر ما تمثله إنعكاسته على الساحة الثقافية، إلا أنني كنت منذ مطلع عقد الثمانينات أتبادل الأراء مع أصدقائي حول ضرورة أن يكون لنا واجهة علمانية كلدانية، ولهذا عملت منذ عام 1985م على إبتكار وتصميم علم الكلدان القومي (أنظر www.chaldeanflag.com )، ولهذا أيضاً لم أكن أفوت أية مناسبة لكي أصرح فيها بهويتي القومية الكلدانية سواء في الصحافة العراقية أو الدولية بغض النظر عن الإنعكاسات أو التأثيرات المؤذية لمثل هذه التصريحات عليّ شخصياً، ولعل خير مثال على ذلك اللقاء الذي أجري معي عام 1985م على هامش معرضي التشكيلي (بيت الجنون) المنشور في مجلة (اليمامة) السعودية (الطبعة الدولية) التي كانت توزع في العراق. حيث أدليت آنذاك (1985م) بتصريح يؤكد وبشكل قاطع (إنتمائي القومي الكلداني) برغم التوجهات العروبية التي كان يروجها النظام البائد آنذاك وبرغم يقيني من مرور المجلة قبل توزيعها على الشارع العراقي في مرشحات الجهات الأمنية العراقية وما يترب على مثل تلك التصريحات الرافضة للتعريب من نتائج غير حميدة.

في العدد الثاني من مجلة (كلدو) بتاريخ كانون الأول من عام 2002م أشرت في الصفحة التاسعة عشر إلى ضرورة عقد (مؤتمر عالمي للمنظمات الكلدانية) وهو ما أعدت كتابته في القسم الأول من موضوع (البيت الكلداني .. أفكار ومقترحات) الذي نشر على موقع عنكاوا في شهر أيار من عام 2004م، ومع أنني أوردت العديد من المقترحات وأرسلت الرسائل الإلكترونية (إيميل) لمعظم المنظمات الكلدانية والناشطين الكلدان، إلا أنني ومع شديد الأسف لم أشهد إلا إستجابات واهنة وخجولة!!

لذلك لا يستغرب أحد من الكلدان اليوم إذ ما صدم بحجم التجاهل المفرط لحقائق التاريخ والإيغال المتعمد في الخطأ بحق أبناء أمتنا الكلدانية من قبل المعجميين والموسوعيين وبخاصة في إصدارات عقد التسعينات من القرن المنصرم ومطلع العقد الأول من القرن الواحد والعشرين التي تعمد إلى تقديم الكلدان قومياً تحت تسميات هجينة ووهمية!

وكيف يمكن للبعض أن يتوقع عكس ما يحدث، طالما أن خصومنا المتأشورين يعملون ليل نهار لطمس هويتنا القومية الكلدانية، وطالما ليس هنالك من يتابع أو يصحح من جانبنا هذه المواضيع الحساسة والبالغة الأهمية. أن حجم التجاهل غير العلمي لقومية الأمة الكلدانية وعراقة تاريخهم الرافدي وبالتالي وتجييرهم (دون معرفة أو بتعمد) لتسميات أجنبية ودخيلة أمر لا يقبله عقل أو منطق، ولكنه في المقابل أمر قابل للتصحيح إذ ما وجدت الإرادة وتواجد المدافعون عن الحقيقة، وقديماً قيل: ما ضاع حق وراءه مطالب!

كما أشرت آنفاً، تأسست قبل وبعد سقوط النظام البعثي البائد بسنوات تعد على أصابع اليد الواحدة منظمات قومية كلدانية، وكانت هذه بادرة أمل وبوابة خير للأمة الكلدانية، ومع كل ولادة جديدة كان لا بد من ساعات مخاض عسيرة، لكن الأكيد أن بعد كل مخاض لا بد من فرحة كبرى!

المشكلة التي ما تزال بعض هذه المنظمات المزدوجة التوجه تعاني منها، هيّ أنها لم تفصح عن ورقة عملها وأهدافها كاملة بعد.

وبسبب من حداثة تكوينها فقد وقعت في منزلقات متوقعة كما تم إختراق عدد من مفاصلها، ثم ما لبث أن دخل البيت الكلداني في صراع أشبه بالحرب الباردة حول الزعامة والرئاسة وهيّ (علة العلل)، وسواء أعترف البعض أم لم يعترف بهذا الأمر الواقع، ذلك أن شمس الحقيقة أكبر من أن نغطيها بغربال!

لذلك حرصاً مني كأبن لهذا البيت العريق (البيت الكلداني) فقد وجدت أن أفضل طريقة للخروج من هذه الأزمة المستفحلة وإيجاد علاج للمعوقات التي نواجهها، أن نقتدي بأسلوب الطبيب الماهر الذي يؤمن بأن عليه قبل أن يصف العلاج المناسب أن يعاين مريضه ويشخص علته أولاً، ثم يسعى بعد ذلك لعلاجه.

لذلك يهمني أن أبين أبتداءً بأنني أحترم كل الآراء ووجهات النظر الأخرى التي قد لا تتفق مع طروحاتي، لكن هذا لم ولن يقف حائلاً أمامي وبين توضيح الحقائق العلمية التي أعتبرها مدخل أساسي لهذا البحث المبتسر، فإن كان هنالك من يعتقد بأنه قومياً (آشوري أو سرياني) أو يسعى عن عدم معرفة بالنتائج المستقبلية الوخيمة إلى تبني التسمية التوفيقية المزدوجة أو الثلاثية القطارية مثلاً، أو كان هنالك من يعتقد أننا ثلاث قوميات لأننا متنوعون كنسياً، فإن واجبي كمختص في مجال التاريخ الرافدي هو أن أبين له خطأ موقفه علمياً كما فعلت في ردي العلمي على الدكتور دوني جورج فلم يحر جوباً حتى إنتقاله إلى الأخدار السماوية (رحمه ألله).

ولعل كتبي وكتاباتي بهذا الصدد خير ما يعبر عن موقفي ورؤيتي العلمية والواقعية هذه، مع ذلك إن كان هنالك من لا يريد أن يقتنع بطروحاتنا الأكاديمية فإنني أتفهم وجهة نظره تلك رغم خطلها، لكن في المقابل، لا يمكنني أن أقبل من أي كان أن يفرض عليّ أو على أحد من الكلدان أفكاراً غير صائبة، أو أن يملي علينا قناعات فوقية توفيقية بحجة أو بأخرى.

القناعات الراسخة التي ينبغي على كل كلداني أن يؤمن بها وأن لا يساوم عليها هيّ:

1- أن الأمة القومية الوحيدة التي ننتمي لها ونعترف بها هيّ (الأمة الكلدانية) التي يشكل الناطقون بالسورث (لهجة كلدانية) عمقها (قاعدتها الجماهيرية).

2- أن مفهوم (الأمة الكلدانية) هو مفهوم لا يقبل القسمة أو التجزيئ أو التركيب.

3- أن أبناء الأمة القومية الكلدانية هم السكان الأصليون (Native Mesopotamians) لوطننا الأم بيث نهرين (العراق) العزيز.

4- أن أبناء الأمة الكلدانية هم جزء لا يتجزء من أبناء الشعب العراقي (الأمة العراقية) على تنوع إنحدارته القومية والطائفية، وإن (مصلحة وطننا الأم) هيّ حجر الزاوية للهوية الوطنية العراقية.

5- أن أية طروحات تتجاوز على مفهوم (الأمة الكلدانية) هيّ طروحات غير واقعية، تشكل دونما جدال عقبة رئيسة أمام عملية بناء البيت الكلداني، ينبغي علينا التصدي لها وتفنيدها بشكل علمي وحضاري.

6- أن التسمية السياسية التوفيقية (كلدو آشور) التي أبتكرها عرابو زوعة أو غيرها من التسميات المركبة (التكتيكية) وبخاصة التسمية القطارية الأغجانية (كلدان سريان آشوريين) بواو أم بدونها، ما هيّ إلا إجراءات (تكتيكية) مؤقتة تم إستحداثها لإحتواء الكلدان على المدى (الستراتيجي)، بخاصة وأن رجالات الكنيسة الكلدانية لم يستخدموا على طول التاريخ الكنسي (مطلقاً) كلمة آشور وإنما كلمة (آثور الجغرافية) مثلما أستعمل نساطرة حيكاري مفردة (تياريا وآطوريا) لتي لا تعني (آشوري) وإنما تعني تحديداً (جبلي)، مثلما أستعملت الكلمة (آثور) بدلالتها الكتابية والجغرافية، لكنها لم ولن تكون في يوم من الأيام تسمية قومية، أما التسميات التكتيكية المستحدثة ومنها التسميات (الثلاثية الآغجانية) كما أشرت آنفاً فما هيّ إلا تسميات توفيقية مرحلية (سياسية)، الهدف منها الإلتفاف على الكلدان ثم إحتوائهم، ومن يعتقد عن سذاجة ببقاء مثل هذه المصطلحات التوفيقية المركبة، فأنه واهم لا محالة، ذلك أنها مصطلحات مفرقة غير جامعة، تحمل في طياتها بذرة التطاحن والإقتتال الأخوي على المدى المستقبلي البعيد.

7- أن الواجب الرئيس لرجال الكنيسة الأفاضل الذين هم مصدر بركة ونعمة بالرب هو (ترسيخ الحصانة الروحية للمؤمنين)، إذ وفقاً لما بينه رب المجد في الكتاب المقدس، فأن (مملكة الرب) التي ينتمي لها رجال الأكليروس (المكرسون للتبشير بالملكوت) ليست من هذا العالم، أما شؤون الأمة الكلدانية وتطلعاتها القومية المشروعة فهيّ مطالب زمنية مرتبطة بالوطن الأم وحقوق الكلدان في المهجر، لذلك ينبغي تحصيلها ضمن القنوات العلمانية (المدنية) ووفقاً للمعايير السياسية حسب.

إلا أن ذلك لا يمنع قادة الكنيسة من مباركة ودعم النشاطات القومية التي تسعى للحفاظ على حقوق الشعب ورفع الغبن عنه دون الوقوع في ذات المنزلق الذي وقعت فيها الكنائس النسطورية الآثورية التي هيّ اليوم أشبه (بخلايا حزبية) ومنظمات سياسية متناحرة يذبح بعضهم بعضاً مقتدين بالتاريخ الدموي لبطاركتهم منذ مار بنيامين شمعون الثالث عشر الذي أمر بتوصية من أخته سورما خانم بذبح عائلة نمرود عام 1915م، ثم ما لبثت أخته سورما خانم حتى تواطئت مع سادتها الإنكليز لذبح أخيها البطريرك عام 1918م، وصولاً إلى مار دنخا الرابع الذي تسنم منصبه بعد أغتيال سلفه مار شمعون الثالث والعشرون إيشاي في عام 1975م الذي أغتيل رغم تنازله عن المنصب البطريركي وذلك قبل أسبوعين من تسلم مار دنخا الرابع للسدة البطريركية ورئاسة تلك الكنيسة – الحزب.

أن ما يميز كنيستنا المباركة هيّ إلتزامها بالقيم المسيحانية التي لا تفرط بحقوق الشعب من دون التحول إلى (وكر حزبي) كما فعلت رئاسات الكنائس المتأشورة في سنهودس الكنائس الآثورية عام 1978م عندما تبنت التسمية السياسية الآشورية.

لذلك عندما تتصدى رئاسة الكنيسة ممثلة بتصريح نيافة الكاردينال غبطة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى أو يصدر تصريح عن سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الأحترام فأن ذلك لا يتعارض مع مكانتهما الدينية، لا سيما وأنهما لا يفعلان سوى حماية حقوق رعيتهم وهذا ما يفعله عادة كل راع صالح.

علماً أن هذا ليس بجديد على الكلدان، ذلك أن أول (عين) يمثل مسيحيي العراق في أول (مجلس أعيان عراقي) كان غبطة مولانا البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني الكلي الطوبى، تبعه في تكملة هذا المشوار غبطة مولانا البطريرك مار يوسف السابع غنيمة الكلي الطوبى.

8- أن وحدة أبناء البيت الكلداني لا يمكن أن تتم بقرارات فوقية، وإنما ينبغي أن تتم وفق أسلوب التعبئة الجماهيرية القائم على أسس التوعية والتعبئة القومية، مما سيؤدي بالمحصلة إلى خلق الحصانات المطلوبة التي سترسخ بدورها للقناعة المطلقة والإيمان الكامل بحتمية الدفاع عن حقوق الأمة الكلدانية وعدالة مطاليبها المشروعة، وبما يضمن حقوقها المدنية والدينية أسوة بالمكونات العراقية الأخرى في الوطن الأم وأسوة بالجاليات التي تتكون منها بلدان المهجر.

مقترحات وتوصيات

من أجل ترسيخ عملية إعادة بناء البيت الكلداني، أدعو إلى تبني ما يلي:

1- دعوة جميع المنظمات الكلدانية (العلمانية/ المدنية) ذات الطابع السياسي القومي والإجتماعي والثقافي والخدمي لحوار تفاهم ومصالحة لتجاوز أشكالات الماضي، وتوقيع (ميثاق شرف) بين جميع المكونات الكلدانية يتضمن (الإتفاق على ورقة عمل سنوية) مشتركة وتحديد مسؤولية كل جهة للتحدث ضمن مجال إختصاصها فيما يخص الشأن الكلداني، مع تبني القرارات التي يتم الإتفاق عليها بالأغلبية وتعميمها على جميع المنظمات الكلدانية والشارع الكلداني.

2- تبني المناسبات القومية الكلدانية والإحتفال بها جماهيرياً ، مع محاولة إدراج المناسبات القومية الكلدانية ضمن المناسبات الوطنية العراقية أسوة ببقية القوميات العراقية المتآخية، وإعتماد التاريخ الكلداني بجانب التاريخ الميلادي في المراسلات الرسمية للتنظيمات الكلدانية، مما سيرسخ من مشاعر الإعتزاز عند أبناء الأمة بتاريخهم ومناسباتهم ورموزهم القومية.

3- رفع وإستخدام علم الكلدان القومي (ذو النجمة الثمانية الكلدانية البابلية) على أسطح المباني الكلدانية أو الساحات الأمامية لتلك المباني مع وضعه في مداخل المباني التي تمثل شعبنا، علاوة على تضمينه في اللقاءات التلفزيونية وإستقبال الشخصيات والوفود وزوار المؤسسات الكلدانية، إضافة إلى تضمينه في كافة المطبوعات الكلدانية وفي كافة الناشطات والأحتفالات والمسيرات والفعاليات الكلدانية المتنوعة، مع تقديمه كهدية رمزية لضيوف منظماتنا في الوطن الأم.

4- إستخدام النشيد القومي الكلداني وإنشاده في كافة المناسبات القومية الكلدانية وبخاصة أثناء مراسيم رفع العلم الكلداني ولاسيما أثناء الأصطفاف الصباحي في المدارس الكلدانية، مع حث المحلات والأسواق المملوكة من قبل الكلدان إلى تضمينه كفقرة موسيقية من فقرات تلك الأسواق التي تشكل الموسيقى والأغاني جزءً من آلية عملها اليومي.

5- أن يقوم وفد كلداني رفيع المستوى بزيارة إلى رئاسة (المنبر الدائم للشعوب الأصلية) الذي يطلق عليه إختصاراً (UN-PFIP) وهو مكتب تابع إلى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك لإهداء نسخ من (العلم الكلداني)، وزي فولكلوري، ونسخة من كتاب

(The Untold Story of Native Iraqis)

الذي يؤكد بأن الكلدان هم سكان العراق الأصليين، علاوة على مصغرات تمثل (أسد بابل) و(شريعة حمورابي) ولوح فخاري أو معدني بسطحين يحمل في أعلاه صورة (علم الكلدان) وفي الجانب الآخر صورة (بوابة عشتار) وتحت الصورتين أسماء سرجون الأكدي وحمورابي ونبوخذنصر بالقلم المسماري في الواجهة التي تضم صورة بوابة عشتار، وبالقلم الكلداني في الواجهة الأخرى، وأنا مستعد للتطوع من أجل تنفيذ هذه التصاميم وتقديمها لمنظماتنا الكلدانية.

خلال ذلك اللقاء يتم تقديم طلب إلى رئاسة المنبر بأسم الأمة الكلدانية لإدراج عملية رفع (علم الكلدان القومي) ضمن أعلام الشعوب المحرومة من حق التمثيل في وطنها الأم.

أن مثل هذا الإنجاز سيحسم وإلى الأبد مسألة تمييع خصوصية الأمة الكلدانية وحق أبنائها التاريخي بصفتهم السكان الأصليين للعراق. كما سيمنحهم مثل هذا الحق فرصة المشاركة في إجتماعات الأمم المتحدة بصفة أعضاء غير مصوتين، وهو منجز عظيم الأهمية على المديين التكتيكي والستراتيجي.

6- التأكيد على الإنفتاح على شركائنا في الوطن الأم وبخاصة الكورد في الشمال ونبذ ضغائن الماضي المتولدة عن إضطهادات (الأغوات الكورد) ومحاولة حل إشكالات القرى والبلدات المغتصبة بأسلوب حضاري، وكذك الإنفتاح على العرب الشيعة والسنة مع التأكيد على الوشائج التي تربطنا بشكل خاص مع شيعة العراق ولا سيما موقف الكلدان الإيجابي تاريخياً من الثورات الشيعية الكبرى كثورة (الأشعث في الكوفة) وثورة (أهل التسوية) وغيرها وكذلك موقف وهب النصراني والمواقف الأخرى التي كان فيها للكلدان أياد بيضاء على العراقيين الشيعة بحكم الأخوة في الوطن والمصالح المشتركة والجذور التي تربط معظم شيعة العراق بجذورهم البابلية الكلدانية، والتأكيد من ناحية أخرى التأكيد على العلاقات الطيبة والتاريخية بين المسيحيين العراقيين وبين عشائر شمر وبقية عرب العراق وتركمانه ويزيديه وبقية المكونات الصغيرة وشرح أبعاد القضية الكلدانية ومبررات مؤازرة الكلدان في طروحاتهم القومية، وعلى سبيل المثال أخبرني النائب اليزيدي في البرلمان العراقي السيد أمين فرحان بأنه قد رزق بطفل ذكر أسماه (نبوخذنصر) وذلك لأن اليزيديين يؤمنون بإنتمائهم البابلي وبكون الملك الشمس نبوخذنصر نبي ومعلم خصه ألله بالعديد من الكرامات.

أن من شأن مثل هذا الأنفتاح أن يساهم في دعم الممثلين السياسيين الكلدان والضغط على الحكومة المركزية وحكومة الإقليم لمنح كوتا كلدانية يتم بموجبها تحديد نسبة من النواب الكلدان المنتمين إلى أحزاب وتنظيمات كلدانية لتمثيلنا (قومياً) في مجلس النواب المركزي ومجلس نواب الإقليم.

7- تأسيس آلة إعلامية قادرة على مواجهة الآلة الإعلامية المتأشورة المدعومة شرقاً وغرباً، مع التأكيد على إيصال الصوت الكلداني إلى صناع القرار الدولي باللغة (الإنكليزية) من ناحية، ومن ناحية أخرى تعبئة الشارع الكلداني ببرامج تثقيفية وبطريقة تمزج ما بين الحداثة أخراجاً وتقنية وبين السلاسة مع التأكيد على عنصري الجذب والتشويق، وذلك باللغتين العربية والكلدانية علاوة على اللغة الإنكليزية.

كما ينبغي أرسال وفد إلى (الكونغرس الأمريكي) بحضور ممثل من (وزارة الخارجية الأمريكية) ولعل أفضلهم نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السيد مايكل كوربن (رئيس الملف العراقي)، وذلك لتوضيح أن مبلغ المليونين والستمائة ألف دولار التي أستلمها يونادم كنّا لمساعدة المسيحيين العراقيين من خلال وسائل الإعلام قد أستخدمها لشراء تلفزيون شخصي يروج له ولحزبه فقط.

وخلال تلك المقابلة يتم طرح مقترح منح الكلدان (مبلغ مشابه) لتأسيس تلفزيونهم الخاص، لأن المبلغ الأول الذي منح لكنّا قد أستخدمه لضرب الكلدان وتهميشهم، وأنهم بذلك قد ساهموا دون قصد في فقدان الكلدان لحق تمثيلهم في الوطن الأم، مما أدى ألى تهميشهم وتحولهم إلى ضحية لذلك الأجراء غير المدروس، وإنطلاقاً من مبدأ العدالة والمساواة، ينبغي على الولايات المتحدة رفع الظلم عن الكلدان من خلال منحهم ذات الفرصة التي منحوها لكنّا، مع الإشارة أن تقديم هذه المنحة لا يتعارض مع الدستور الأمريكي الذي (يفصل بين الدين والدولة)، لأن الكلدان أثنية وليس طائفة دينية. وكتأكيد على ذلك يتم خلال تلك المقابلة تقديم نسخ من كتاب (The Untold Story of Native Iraqis) الذي يوضح دونما لبس بأن الكلدانية هيّ صفة قومية وبأن الكلدان هم سكان العراق الأصليين (Native Iraqis).

8- الإتفاق على المناسب من الصيغ والمصطلحات العلمية (Terms) التي تعرف بالكلدان وتزكيتها بعد مناقشتها من قبل لجنة مختصة برئاسة ودعم سيادة المطران سرهد يوسب جمو الجزيل الأحترام. ومن ثم دعوة الأكاديميين الكلدان كل بحسب إختصاصه لكتابة تعريفات ودراسات موجزة وميسرة تعرف بالكلدان تاريخاً وعرقاً وتنوعاً طقسياً، وتقوم هذه الجهات الكلدية بتوفير هذه المعلومات على أقراص ليزرية مدمجة بأكثر من لغة، الغرض منها توفيرها وإرسالها عند الطلب إلى الجامعات والمكتبات والمؤسسات العلمية، ناهيكم عن توفيرها لصناع القرار من السياسيين في الوطن الأم وبلدان المهجر. وللعلم فأن هنالك منظمات ثقافية أمريكية غير حكومية تقدم منحاً كبيرة للأثنيات للتعبير عن هويتها، وإن بأمكان المركز الإعلامي الكلداني في سان دييكو الحصول على تلك المنح التي تقدم للمنظمات غير الربحية لتغطية نفقات المشروع.

9- الأحتفاء بمناسبة رأس السنة الكلدانية البابلية (أكيتو) ويوم (العلم الكلداني) ويوم (بابل)، من خلال مسيرات ثلاثية اللون (أزرق أحمر أصفر) ألوان العلم الكلداني مع أرتداء قمصان بيضاء وذلك في الوطن الأم وبلدان المهجر، على أن تتضمن عملية الإحتفاء السنوي إقامة فعاليات ثقافية تغطى إعلامياً، مثال على ذلك (معرض أكيتو السنوي) للفنون التشكيلية الذي أسست له الرابطة العالمية للفنانين التشكيليين المحترفين الكلدان

http://chaldeanflag.com/about.html

والذي أقيم لأول مرة بتاريخ الثاني والعشرين من شهر نيسان لعام 2005م وذلك في مجمع ميسوبوتاميا للثقافة والفنون/الولايات المتحدة، وكذلك تشجيع المهرجانات الكلدانية وحث منظميها على إستخدام الأعلام والشعارات والرموز الكلدانية ولعل من أبرز هذه المهرجانات تلك التي أقيمت في سان دييكو – أميريكا، وملبورن – أستراليا، ووندزر – كندا، وميشيغان- أميريكا.

علماً أننا لا يجب أن نحصر أحتفالاتنا بالأعياد الرسمية حسب، مثل (أكيتو) و(يوم العلم الكلداني) و (ويوم بابل) على أهميتها، بل ينبغي علينا أن نأخذ بنظر الإعتبار إقامة مهرجانات مشتركة مع الأثنيات الأخرى على شرط أن تكون إستفادة الكلدان من تلك المشاركات واضحة ومفيدة للتعريف بخصوصية الأمة الكلدانية، كما ينبغي التأكيد على المشاركة في المهرجانات العالمية، مثل مشاركة كلدان أستراليا في (مهرجان اليوم العالمي للشبيبة) حيث شمخت الأعلام الكلدانية بين أعلام دول العالم أجمع، وكان الشبيبة الكلدان في أستراليا خير سفير للأمة الكلدانية في تلك المناسبة العالمية التي تمت تغطيتها دولياً.

10- تأسيس جريدة مركزية (إلكترونية) باللغتين (العربية والإنكليزية) تنطق بأسم كل الأحزاب والتجمعات القومية والثقافية الكلدانية، ويمكن طبع صفحات (pdf) هذه الجريدة وتوزيعها عالمياً، وليكن أسمها المقترح (كلدو) أو بأسم عاصمة الكلدان الأولى (أريدو). يكون الهدف من الجريدة تغطية النشاطات السياسية والحياتية والإبداعية لأبناء الأمة الكلدانية علاوة على التواصل الإجتماعي. ويمكن أعتبار جريدتي (بيثا كلدايا) و(فجر الكلدان) والصحف المشابهة الأخرى نموذجاً يحتذى به.

11- دعوة مكتب نيافة الكاردينال، غبطة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي الكلي الطوبى ومكتب سيادة المطارنة السريان الكاثوليك والأرثودوكس الجزيلي الإحترام في العراق إلى الكتابة للموسوعة الكاثوليكية وتصحيح الأفكار التي أشاعها الكتاب الكلاسيكيون الإغريق عن الكلدان واللغة الكلدانية/ السريانية مجازاً.

12- تأسيس لجنة متابعة وتصويب لما ينشر في مواقع الإنترنيت والموسوعات والمعاجم الشهيرة كمعجم أوكسفورد ومعجم ويبستر ومعجم لاروس والمعاجم العربية كمعجمي المورد والعصري والمعاجم الصادرة بالكلدانية وكذلك الموسوعات الشبكية مثل وايكيبيديا وما يشابهها، والإعتراض على تداول تلك الجهات الدولية التأثير لمغالطات تتجاوز على المبادئ الأساسية للأمة الكلدانية، على أن تضم هذه اللجنة العليا لجان فرعية تضم مختلف الإختصاصات الأكاديمية، مهمتها الرئيسة تصويب المعلومات وإرسالها إلى تلك الجهات مع التلميح لها بأسلوب حضاري وحاسم عن نيتنا في مقاطعة أية جهة تعمد إلى تلك الممارسات مستقبلاً، وفي حالة تكرار الخطأ المطبعي في الطبعات الجديدة أو تعنت الناشرين يتم مقاطعة تلك الجهات لفترة محددة (ستة أشهر كفترة إختبارية)، لمنح تلك الجهات فرصة ثانية قبل مقاطعتها بشكل نهائي إذا ما أستمرت بالخطأ أو تكررت تلك الممارسات، مع إستخدام كافة وسائل الإعلام المتاحة لتوضيح مبررات المقاطعة ودعوة أبناء الأمة للتكاتف بهذا الخصوص، ويمكن للأتحاد الدولي للأدباء والكتاب الكلدان أن يلعب دوراً فاعلاً في مجالي التوعية والتعبئة الجماهيرية. مع الإيعاز إلى (جمعية المحامين الكلدان) في الولايات المتحدة الأمريكية لرفع قضايا الإساءة (Defamation & Discrimination) الأدبية والعلمية والتمييز العنصري على المؤسسات التي لا تأخذ بنظر الأعتبار المطاليب الكلدانية وتتعمد إلى إعادة نشر المعلومات الخاطئة، وتحميلها تعويضات مادية كبيرة تخصص لتغطية النشاطات القومية والثقافية والتعليمية الكلدانية.

ولعل خير مثال على نجاح هذا الإسلوب المتحضر، إتصالي شخصياً بمؤسسة نشر عالمية مقرها كندا أصدرت ثلاثة كتب عن العراق أدرجت فيها الكلدان تحت التسمية السياسية الآشورية المستحدثة ، وقد أدى إتصالي بخبراء مؤسسة

(Crabtree Publishing Company & Bobbie Kalman)

إلى الإتفاق على الإستئناس بمعلوماتي وخبرتي لتصويب طبعاتهم المستقبلية، وذلك أثر تأكدهم من صحة المعلومات التاريخية الدقيقة التي ناقشتهم فيها.

13- تأسيس لجنة المناهج الأكاديمية في الوطن الأم، تكون مهمتها متابعة مناهج الجامعات والمدارس التي يتم فيها تدريس الكلدانية (السريانية) بأشراف مديريات (التعليم السرياني)، وعدم السماح بتوزيع منشورات تدعوا لإحتواء الكلدان أو تشويه طريقة لفظنا للحروف أو إدخال مفردات ذات أصول هندوأوربية (إيرانية تركية كردية). كما تكون مهام هذه اللجنة الأتصال بمديريات المناهج المدرسية ومناهج الجامعات ولجنتي التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي ووزارة حقوق الإنسان لضمان مناهج تعليمية تؤكد على الروح الوطنية من ناحية ومن ناحية أخرى تعرف بالأيادي البيضاء للكلدان في تأسيس الوطن العراقي والحفاظ عليه والمساهمة في إزدهاره.

14- إنشاء متحف كلداني بابلي على غرار المتحف الذي أفتتحه المركز الثقافي الكلداني الأمريكي عام 2002م في متروديترويت ولم يكتب له الإستمرار لأسباب عديدة، علماً أن معظم (موجودات المتحف ما تزال محفوظة). إن إنشاء متحف كلداني بابلي هو مشروع كبير يتطلب خبرة ودراسة وميزانية مناسبة. في المقابل فأن المتحف هو بؤرة إستقطاب مهمة علاوة على أنه مصدر هام لإستحصال المنح الحكومية ومنح المنظمات الثقافية والبنوك والمؤسسات التعليمية. وفي حالة عدم توفر مبان كبيرة، يمكن عندئذ إستخدام غرف عرض تاريخية صغيرة (History Show-room)، وذلك داخل مباني منظماتنا ومؤسساتنا الثقافية في العالم كله.

من الجدير بالذكر هنا، هو توفر دراسة جاهزة عملت عليها لمدة تقرب من عام تكللت بأنشاء المتحف الكلداني البابلي في متروديترويت، كما قمت بكتابة دراسة ثانية معززة بصور وخرائط ووثائق، وذلك بطلب من المركز الثقافي الكلداني في ويست بلومفيلد أستغرق تنفيذها ما يقرب من ثلاثة أشهر من العمل المرهق والإتصال بالمتاحف العالمية والمؤسسات ذات العلاقة، وأنا على استعداد للتشاور وتقديم خبرتي في هذا المجال لأية جهة كلدانية تسعى لإنشاء متحف مصغر بميزانية متواضعة تتراوح بين 10 و 50 ألف دولار.

15- كتابة قصائد إعتزاز كلدانية (مغناة) للأطفال بجميع اللغات العالمية مرفقة باللفظ الكلداني وكذلك بشكل (كتيبات وكراريس)، مما يرسخ إعتزازنا بالأسم الكلداني وهويتنا القومية في الأجيال الجديدة منذ الصغر، مع تأكيد ذات المبدأ في مناهج التدريس العلمانية والدينية.

16- إصدار (تقاويم قومية) مشابهة للتقاويم التي أصدرها المركز الثقافي الكلداني الأمريكي في ديترويت ومجمع ميسوبوتاميا للثقافة والفنون

(Mesopotamia Art, History & Beyond)

وذلك من قبل المنظمات العلمانية الكلدانية على أن تشتمل تلك التقاويم على معلومات عن التاريخ القومي للأمة الكلدانية، والإنتباه إلى عدم مزاحمة الكنيسة في نشرها للتقاويم الدينية، لأن التقاويم الدينية هيّ بالأساس من إختصاص المؤسسة الدينية التي تعد المرجع الوحيد فيما يخص الشؤوون الدينية، ويمكن للمركز الأعلامي الكلداني في سان دييغو أن يستخدم ذات التصميم (Layout) الذي أستخدمناه في المركز الثقافي الكلداني في متروديترويت لأخراج التقويم باللغتين (الكلدانية-الأنكليزية) و(الكلدانية- العربية)، ولن أتردد للحظة واحدة عن تقديم خبرتي في هذا المجال مشفوعة بأرشيفي الخاص إلى المركز الأعلامي الكلداني في سان دييغو في حالة تبنيهم للمشروع، الذي يعني دخلاً أضافياً يساعد في تطوير المركز.

17- طبع رسوم تراثية وتاريخية كلدانية وعبارات مبسطة على أقلام الرصاص والمساحات والمساطر وتوزيعها على تلاميذ المدارس الإبتدائية والمتوسطة المتواجدة في قرانا وبلداتنا في الوطن الأم وكذلك في المدارس المسيحية المتواجدة في عموم العراق، وذلك من أجل زرع بذور تنشئة كلدانية طيبة في قلوب وعقول الصغار منذ مرحلة الطفلة. ذلك أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر، والعلم هنا يشير إلى التنشئة القومية الكلدانية منذ الصغر، وقديماً قيل (من شب على شيء شاب عليه).

18- تشجيع الكتّاب والباحثين الأكاديمين من خلال مساعدتهم في نشر نتاجاتهم الإبداعية في شتى شؤون المعرفة المتعلقة بالأمة الكلدانية ولغتها وتاريخها وتأثيرها الحضاري الحالي وإقامة (سوق سنوي دولي للكتاب الكلداني) يتضمن مطبوعات كلدانية أو مطبوعات عن الكلدان كلاً أو جزءً، ويتم تخصيص نسبة من ريع مبيعاته لدعم مشاريع الكتّاب و الأدباء الكلدان.

إضافة إلى تأسيس صندوق مالي كلداني يعمل على دعم منجزات الكتاب والباحثين الكلدان مادياً، وذلك من أجل نشر دراساتهم وبخاصة تلك التي تدور في دائرة البحوث القومية والتاريخية والتراثية والإجتماعية واللغوية.

19- تشجيع المؤسسات الثقافية والأفراد على أفتتاح (أسواق كلدانية) تحتوي على المطبوعات الكلدانية والعلم الكلداني (www.chaldeanflag.com) علاوة على التذكارات والهدايا والملابس التي تحمل رموزاً أو صوراً تؤكد على الهوية القومية الكلدانية، لكي تتعايش معها الأسر الكلدانية وتصبح جزءاً لا يتجزء من أسلوب حياتها وتفكيرها اليومي.

20- شرح أبعاد الخصوصية الكلدانية ضمن أطياف الشعب العراقي الأخرى، وذلك في لقاءات متواصلة مع المسؤولين في أجهزة الدولة العراقية، ومحاولة تقريب الصورة للمسؤولين الحكوميين بمقارنة عمليات الإضطهاد المتواصلة علينا منذ فقداننا لإستقلالنا السياسي عام 482 ق.م مع ما حصل للهنود الحمر في القارة الأمريكية خلال القرون الأربعة الماضية، وعملية تعويض الهنود الحمر الحاليين التي تبنتها التعديلات الدستورية الأمريكية اللاحقة (Amendment) التي تمييزهم عن بقية الأميريكان بصفتهم السكان الأصليين للبلاد (Native Americans)، وذلك من أجل حماية حقوقنا في الدستور العراقي والشارع العراقي مع التوضيح بأن الحزب الديمقراطي الآشوري (زوعة) الذي يقدم نفسه كممثل للمسيحيين العراقيين لا يمثل إلا مكون صغير جداً من المسيحيين وبأنه لا يعمل إلا من أجل المنتمين للحزب، ولعل خير مثال على ذلك من قام الحزب بتعيينهم في مؤسسات ومرافق الدولة وهم جميعاً ومن دون إستثناء أعضاء في الحزب الذي شعاره (القومية الآشورية) حسب، ناهيكم عن فضيحة الإستبدال التعسفي لرئيس الوقف المسيحي والديانات الأخرى السيد رعد عمانوئيل الشماع التي تغض الحكومة العراقية الطرف عنها لأسباب معروفة، مع التوضيح بأن المجلس الآغجاني هو تنظيم كوردوي لا يخدم إلا الأجندة الكوردية بأدوات مسيحية لا تمثل المصلحة العليا للوطن العراقي أو الأمة الكلدانية.

21- أستخدام القنوات السياسية الكلدانية لمطالبة الجهات المعنية بالمناهج المدرسية العراقية للتأكيد على الهوية الوطنية العراقية وتدريس تاريخ العراق الوطني للفترة ما بين إحتلال العراق عام 539 ق.م والتوسعات الإسلامية أثر معركة القادسية عام 637 م، وعدم إقتطاعها من التاريخ الوطني العراقي، لأهميتها في تأكيد هويتنا القومية وإنتمائنا الوطني، وللمساهمة في إشاعة روح قبول الآخر والتسامح بين أبناء الوطن العراقي الواحد الذين يتعرضون منذ عقود لعمليات غسيل دماغ أفرزت نمطاً سلوكياً مستهجناً وغريباً على العراقيين.

22- مطالبة وزارة الثقافة العراقية برفع مذكرة عن طريق مديرية الآثار العامة لتصحيح الخطأ الذي أختلقته الجمعية الآسيوية الملكية عام 1857م عند تبنيها لمصطلح (علم الآشوريات) كدلالة على الكتابات المسمارية والمدونات الأدبية المكتوبة بالقلم المساري، وإستبداله بالمصطلح الشمولي والدقيق علمياً (Mesopotamialogy).

23- إصدار بيان يوضح أهمية الإبقاء على كتابة الأسم (كلدان) بالإسلوب اليوناني التقليدي (Chaldean) فيما يخص الشؤون والإستخدامات الكنسية مع التأكيد على إضافة مفردة الكاثوليكية عند كتابة أسم الكنيسة الكلدانية وكذلك عند الإشارة للنشاطات الكنسية. في المقابل، أعتماد الكتابة اللاتينية (Kaldean) عند كتابة أسم الكلدان (قومياً)، وكذلك أثناء تضمينه في كتابة أسماء المنظمات الكلدانية باللغات اللاتينية لقربه من الأصل الرافدي القديم للأسم (Kaldu)، مما سيساعد على عملية الفرز والتمييز بين المفهومين الروحي والقومي لأبناء الأمة الكلدانية ويفتح الباب على مصرعيه لأبناء الكنائس الرافدية الأخرى كالسريان الكاثوليك والأرثدوكس وأيضاً غير المنتمين إلى الكنيسة لإعتماد التسمية القومية الكلدية الصحيحة من دون أية حساسية طائفية تجاه التسمية الكلدانية التي أنحدر منها آبائهم وأجدادهم الكلدان القدامى قبل الإنقسامات الكنسية، وهذا ما سيوسع وبكل تأكيد من عمق القاعدة الجماهيرية للأمة ويزيد من حصانتها وصلابتها في مواجهة التحديات المستقبلية، وفي ذات الوقت يقطع على الأحزاب المتأشورة عملية أحتواء هؤلاء الكلدان بحجة أنهم (طائفة) تنتمي إلى الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المباركة.

24- مفاتحة الموسوعات والمؤسسات المعجمية وأقسام التاريخ والجورنالات الأكاديمية وأجهزة التفتيش الإلكترونية (Internet Search Engine) والجهات المعنية الأخرى بكتابة الأسم القومي بالصيغة الجديدة والتي تربطنا تاريخياً بأسلافنا الكلدان الأوائل بناة أريدو 5300 ق.م.

25- الأنسحاب الفوري من الوقف المسيحي والديانات الأخرى وتأسيس (وقف كلداني) أو إنشاء وقف كاثوليكي مشترك مع بقية الكنائس الكاثوليكية المعترف بها في العراق وذلك أسوة بالوقفين الشيعي والسني، علماً أن رعية الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وبقية الكنائس الكاثوليكية في العراق وفي مقدمتها الكنيسة السريانية الكاثوليكية وكنيسة اللاتين الكاثوليك والأرمن الكاثوليك وبقية الكنائس الكاثوليكية تشكل نسبة تقرب من 95% من نسبة مسيحي العراق. أن تأسيس مثل هذا الوقف هو حق دستوري، كما أنه سيمنحنا الفرصة لسحب البساط من تحت أقدام المتأشورين المتحكمين بالوقف وعلى رأسهم حزب زوعة ورئاسات الكنائس المتواطئة مع كنّا، مما سيضعف من شأنهم ويعزز من سطوة الكلدان.

أخيراً، إن من شأن الأفكار المطروحة في هذه المبادرة أن تعيد رسم (الخارطة الأثنية) في العراق الجديد وتعزز من مكانة الكلدان في وطننا الأم علاوة على بلدان المهجر. وكما سبق لي وأشرت، إن تطبيق هذه الأفكار كلاً أو جزءً ستشجع حكومات الدول التي تضم جاليات كلدانية ناشطة على تمييز الكلدان (أثنياً) كما حدث مؤخراً عندما أعترف الكونغرس الأمريكي رسمياً بالكلدان.

وكتحصيل حاصل فأنه سيكون بمقدور جالياتنا الكلدانية الحصول على التخصيصات والمنح المادية الملزمة بحسب قوانين الأمم المتحدة وقوانين الولايات المتحدة والدول المتحضرة الأخرى، وهيّ منح لايستهان بها أو بدورها في تغطية نفقات نشاطات المنظمات الكلدانية الثقافية والتعليمية والخدمية، والمساعدة في تنفيذ العديد من المشاريع التي تصب في زاوية ترسيخ الحس القومي والحضور الكلداني محلياً وعالمياً.

أما من الناحية الأدبية والمعنوية ، فأن من شأن هذه الأفكار إذا ما تم تبنيها وتفعيلها (تحويلها إلى أمر واقع) أن تشيع رؤية جديدة حول مكانة الكلدان (السكان الأصليين لوادي الرافدين). ونتيجة لذلك، ستعمد كافة الدوريات ووسائل الإعلام المختلفة وبشكل آلي إلى (إعادة نشر المعلومات المعدلة عن الكلدان) المستقاة من الموسوعات والمعاجم والجورنالات الأكاديمية المصححة، مما يوسع من مساحة نشر هذه المعلومات ويعزز أمكانية التعامل معها والإستفادة منها، ويصب في الأخير في مصلحة الأمة الكلدانية وحضورها عالمياً.

ومن البديهي أنه لا يكون هنالك ثمة من سقف زمني لتنفيذ هذه الأفكار والمقترحات، ذلك أن قوة فعل الكلدان وقدرتهم على التنفيذ مرهونة بنسبة تواجدهم وتأثيرهم في الوطن الأم وبلدان المهجر. مع ذلك يمكنني أن أفترض فترة خمس إلى عشر سنوات (من لحظة الفعل الأولى) للحصول على نتائج إيجابية واقعية وملموسة. وبطبيعة الحال فأن هذا يعتمد أساساً على مستوى حماسة وأندفاع الكلدان لتبني هذه المقترحات وتحويلها إلى واقع يومي، لاسيما إذا ما أقترنت آلية التنفيذ بالمزاوجة ما بين حكمة وإيثار القياديين من ناحية، ومن ناحية أخرى توفر الميزانية اللازمة، ناهيكم عن الزج والإستخدام الذكي والعملي لطاقات الشباب والأجيال الناشئة الجديدة.

ومن البديهي أيضاً، أن ما أدعو إليه من أفكار قد تجد ترحيباً وصدى في نفوس الغالب الأعم من أبناء الأمة الكلدانية، مع ذلك فأنني أعتقد جازماً بأن هنالك من سيعتقد بصعوبة تنفيذ هذه الأفكار أو بعضها على الأقل في الوقت الحاضر، لهؤلاء أذكرهم بالحكمة الشعبية التي تقول: (أتعب تلعب) ويقابلها باللغة الإنكليزية الحكمة التي تقول: (No pain no gain)، لذلك إذا ما أردنا تحقيق المقترحات التي تتضمنها هذه المبادرة القومية الكلدانية فأن علينا أن نبدأ فوراً (كل حسب أمكاناته) بتنفيذ الممكن منها كخطوة أولى في مسيرة الألف ميل الكلدانية، وكما يعرف الجميع فأن ما من مسيرة تبدأ دون خطوة أولى، أترك تقدير أختيار المناسب من الخطوات إلى تنظيماتنا ومؤسساتنا الكلدانية وإلى الخيرين والغيارى من أمة الكلدان (ناس الناس وتاج الراس).

عامر حنا فتوحي

مختص في مجال (التاريخ الرافدي)

مستشار أول في حقل (المجاميع الدينية في العراق والشرق الأوسط)

www.amerfatuhiart.com

مقترح شعارات للحملات الإنتخابية القادمة

من يقف في صف كنّا وآغجان فأنه مشارك في تهميش وإستلاب حقوق الكلدان

من يتعاون مع كنّا وآغجان فكأنه يطلق النار على الكلدان

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *