المؤتمر الكلداني في عنكاوا ، الواقع والطموح(2)


حضور المؤتمر بتنوعه الفكري وحتى أختلاف في وجهات النظر هو قوة للمؤتمر وليس العكس كما يراه الآخرين ذوات النظرة الأحادية الغير الخادمة لقضية شعبنا القومية من حيث يعلمون ذلك أو لا يعلمون ، أنها كالورود المتنوعة الألوان في مزهرية كبيرة جامعة (الكلدانية) ، أصحاب الشأن والباع الطويل الواضح بمعالمه الوطنية والديمقراطية المتفاعل مع جميع المثقفين الوطنيين والديمقراطيين من مستقلين كلدان وحتى سياسييهم والى جانبهم القوى الوطنية المخلصة ، كون الجميع يلتقون على محصلة فكرية ثقافية قومية وطنية مدنية ديمقراطية مشتركة ضمن الوعي القومي الكلداني والحفاظ عليه وتطوره وتقدمه من الأوجه الحضارية والتاريخية والوطنية والأنسانية ، لقلع بذور التهميش والتغيب
والتغليب والأضطهاد للمكون الكلداني وطنياً وأجتماعياً وسياسياً وأقتصادياً والخ ، لقلع وانهاء دوابر ومكائد اقلاعه واقصائه في عرق داره الاصيل هو العراق الواحد الموحد الخادم للأنسان كي يدخل في  الحفاظ على هويته الكلدانية التي يفتخر بها كل كلداني وطني ديمقراطي أصيل.
لذا علينا جميعاً الأبتعاد عن التعصب القومي المقيت من جهة ، والعمل الجاد والفاعل لبناء الصرح الكلداني القومي الكبير لسببين:
الاول: محاولات أيجابية فاعلة لايجاد الروابط والقواسم المشتركة الجامعة حتى في حدها الأدنى مع بقية مكونات شعبنا من السريان والآثوريين والأرمن ومعهم بقية المكونات العراقية الوطنية الأخرى من الشفافيين الشرفاء أصحاب الضمائر الحيّة ، لخلق نقاط الألتقاء مع هذه الفصائل المضطهدة وجعل العمل الاجتماعي والثقافي والأدبي والأقتصادي وحتى السياسي مفروضة على الجميع
ليكون جماعياً منتجاً ، لخدمة هذا الشعب القابل للزوال وهو في طريقة الى معاناة جمّة وخصوصاً عامل الهجرة الناخر في جسد أمتنا الكلدانية وبقية أبناء شعبنا المسيحي ، ناهيك عن هضم وضياع حقوقهم في حده الأدنى ، وهم أصحاب الأرض والتاريخ والحضارة والعلوم والقانون واللغة والفنون والعمران والخ.

ليس عيباً لرجال الكنيسة أن تدعم شعبها بل حالة منفذه على الأرض معلومة ومطلوبة العمل وفقها وواضحة للجميع ، لذا تبقى فاعلة التعامل معها تجاه شعبها المؤلم والمهمش والمظلوم والمغيب والمرحل قسراً من دياره العامرة لعقود من الزمن ، لذا يحتم على رجال الكنيسة أستمرارهم وتواصلهم في دعم ومساندة شعبهم بمختلف الطرق والوسائل القانونية والأدبية والأخلاقية والخدمية وحتى المالية أن توفرت وهي بالتأكيد موجودة على مستوى المنطقة والعراق عموماً.. ولما لا؟؟!! لأن أموال الكنيسة هي رصيد شعبنا التاريخي ، فالتضامن والتعاون مطلوب من الطرفين(أكليروس والعلمانيين)  لعبور هذه المرحلة الصعبة والمعقدة جداً في هذا الزمن الرديء القاسي المؤلم ، لأن الكنيسة بشعبها وليس ببناياتها العالية وآثاثها الفخمة وووالخ ، وما يصيب شعبها يصيب الكنيسة ورجالها والعكس هو الصحيح .. لذا المؤتمر يعقد بمباركة من رجال الدين الكلدان وفي مقدمتهم الباطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو والأكليروس في العالم ، ودعوتهم واجدة وحضورهم مطلوب ومشاركتهم في حيثيات وجوانب المؤتمر ، ممكن كأفراد ضمن هذا المجتمع لترتيب بيتهم الكلداني وهم جزء منه ، بعيدا عن فرض الراي والقمع الفكري بأحترام متبادل للرأي والرأي الآخر مهما كان نوعه ومصدره ، كونها حالة متقدمة ومطلوبة التفاعل بين العلمالنيين وأخوتهم من الأكليروس لدعم ومساندة حقوقهم المسلوبة والمغيبة ومنتهكة قومياً ، وهو حق مشروع ومقبول ومقيم من قبل شعبهم كونه في احوج ما يحتاجونه. كون الدعم والمساندة من رجال نذروا انفسهم في خدمة الدين والانسانية والوطن ، واجب أخلاقي وأدبي ووطني يحتم عليهم فعله والعمل وفقه ، أضافة لتنفيذهم خدماتهم الروحية الملقاة على عاتقهم بمحض أرادتهم وحرية تفكيرهم وفقاً للقوانين المرعية ، داعين جميع رجال الدين الافاضل من اعلى هرم ديني المتمثل بغبطة الباطريرك الكلداني لويس روفائيل الاول ساكو و جميع السادة المطارنة والآباء الكهنة في العالم ، لدعم ومساندة شعبهم بكل الوسائل المتاحة والمشروعة ، خدمة لقضيتهم الوطنية والشعبية وصولاً مستقبل منشود عامر ودائم ، لأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب المظلوم الفاقد لكل شيء في غفلة من الزمن الدامي ، بالتعاون والتلاحم والتفاعل مع جميع الجهود الخادمة لشعبهم الكلداني ووطنهم العراقي.
الثاني: على الكلدان وبقية المكونات القومية العراقية ابتعادهم وعملهم المستقبلي عن الطائفية المقيتة لجعل وجودهم في أمتهم وأثنيتهم ، معها ولها وأليها ، لقطع الطريق امام المتربصين من جهلاء التاريخ ، بأن الكلدان طائفة وليست قومية ، أنها جناية وجنحة تناقض الدستور العراقي المستفتى عليه شعبياً والمقر برلمانياً في عام 2005.

 عليه مطلوب من الكلدان العمل وفق أسس وآلية ومقومات وأركان وثوابت قوميتهم الحضارية العراقية ضمن وادي الرافدين ، تلك الثوابت تعني اللغة والتاريخ المشترك والموقع الجغرافي والمصالح الفاعلة والعادات والتقاليد المشتركة ، لذا لابد من أحترام لغتنا الكلدانية الأصيلة دون الأفراط بها ، كما الأعتزاز بوجودنا القومي كأمة قائمة بذاتها ، مع نبذ ومحاربة التسمية التوافقية القطارية القوقازية الهجينة السياسية الدخيلة بحجة الوحدة والتوحيد لكن في حقيقتها مفرقة ومبعثرة ونواياها مخجلة وعقيمة كونها مناقضة للتاريخ ورأي المجتمع الكلداني المعتز بوجوده وأصالته التاريخية.

العمل:

كل الدلائل تشير وتؤكد على تشخيص السلبيات وتقييم الايجابيات التي لابد منها في اي عمل كان ، داعين الجميع دراسة ذلك بأمعان وتمعن وتفحص دقيق ، لوضع الاسس السليمة تلافياً للنواقص وحتى السلبيات لتحديدها وتلاشيها مستقبلاً ، مستندين الى المقولة التالية (من يعمل يخطأ ومن لا يعمل لا يخطأ) وعلينا عدم الخوف من الاخطاء التي لابد منها بغية تجاوزها كونها حالة واردة دون الخوف أو التردد من مواجهتها ، لتتطلب حكمة وحنكة وقوة وجبروت من أدارة المؤتمر المنوي عقده في نهاية أيلول من هذا العام.

هذه الثوابت التاريخية المتوارثة من عروق قوميتنا الكلدانية يتوجب تطور لغتنا والحفاظ عليها ، بعيداّ عن المسميات الدخيلة بأجتهادات أفراد أو جماعات مفرقة وممزقة لنسيجنا المجتمعي العريق ، والسبب فقدان ركيزة أساسية في الوجود القومي الكلداني من جهة ، ومن جهة أخرى يقلل من شأن الوجود السرياني كمكون يؤمن بوجوده في الوطن العراقي شئنا ام أبينا ، بالرغم من تحفظنا على هذا المكون كونه جزء لا يتجزأ من النسيج الكلداني قومياً ولكن حرية الرأي مضمونة ومكفولة قانوناً.

كما ويفترض في المؤتمر أنهاء دور المرشد الروحي لأن شعبنا الكلداني يعي حتماً واجباته الروحية والكنسية من جهة ، فلابد أن نعمل منذ أنعقاد المؤتمر الكلداني الحر ، في أتجاه نبذ الطائفية المقيتة بيننا كأمة كلدانية من جهة ومن وطننا الغالي العريق (العراق) من جهة ثانية وصولاً الى دولة مدنية قانونية ديمقراطية تحمي وتنصف وتقيم وتخدم جميع العراقيين على حد سواء.

أضافة الى تثبيت عيد كلداني سنوي علماني غير ديني ، كونه مطلب شعبي كلداني لعدم المزج بين الروحانيان من جهة والعلمانيات من جهة أخرى ، مع تثبيت يوم الشهيد الكلداني والعلم الكلداني والشعار الكلداني والنشيد الكلداني ، وكل ما يخدم قضية أمتنا وشعبنا الكلداني والعراقي وطنياً ، من خلال دراسة وتقييم مشروع منهاج العمل المستقبلي الكلداني كخارطة طريق عملية لخدمة ونهاية معاناة الشعب العراقي عموماً والكلداني وبقية المسيحيين خصوصاً.
لذا نحن نعمل من أجل ذاتنا وبنائنا الكلداني المطلوب وهو حق مشروع ، لابد من مد جسور الألتقاء  واللقاء بحوار بناء وجاد مع بقية المسميات الأصيلة في عراقنا العريق ، بعيداّ عن التهميش والأقصاء والأبعاد لأي مكون عراقي أصيل ، ومع الأصالة والتوحيد والتجدد بروح أنسانية وطنية سمحاء ، بعيداّ عن تقليد الأخرين في النهج التعصبي التغييبي ، كما يفعل قسم من اخوتنا من المسميات الأخرى ، كوننا نعي تماماّ حق الشعوب والأمم صغيرها قبل كبيرها في الحياة وتقرير المصير ، دون الغاء او تغييب او أضطهاد و… الخ.


حكمتنا:أجمل الحياة في التفاهم والحوار البناء ، لخدمة الأنسان أينما وجد في الكون.

منصور عجمايا

18\آب\2016

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *