المؤتمر القومي الكلداني العام وتساؤل غير مشروع

خاهه عَمّا كلذايا

في كل مؤتمر تُبذل جهود غير طبيعية، أي جهود إستثنائية، وذلك لغرض إنجاح المؤتمر والخروج بالصيغة المطلوبة لإرضاء جميع المؤتمرين، ويكون القائمون على المؤتمر كخلية نحل، تراهم يعملون لساعات متأخرة من الليل، إتصالات ، متابعات، لجان، تحضير، تهيئة، تخصيص، مراضاة، تبديد غيوم وما إلى ذلك من الأمور الأخرى، ولكن ( إرضاء الناس غاية لا تُدرك) لذلك نقول شكراً لكم يا رجال المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد على كل جهد بذلتموه، وذلك في سبيل لم شمل الإخوة والأخوات، أحزاباً وتنظيمات، قومية، إجتماعية، دينية، ثقافية، وشخصيات، المهم أن يلتئم هذا الجمع المبارك، وكل تجمع هو بالتأكيد لصالح أمتنا الكلدانية، ونتأمل منه كل الخير، ولكن أقرأ في بعض المقالات عن تساؤلات أنا شخصياً أعتبرها غير مشروعة مطلقاً، وبالأخص التساؤل الذي على ألسنتنا جميعاً ، وهوتمنياتنا جميعاً بأن يكون إنعقاد المؤتمر في العراق العزيز، ولكن ( ما كل ما يتمنى المرء يدركه،،،،،،،،، تجري الرياح بما لا تشتهي السَّفّنُ )

قرأتُ موضوعاً لأحد الإخوة يتساءل فيه لماذا لا ينعقد المؤتمر في العراق وخاصة أن موطن الكلدان الأصلي هو العراق وما تواجدهم في بلدان المهجر إلا حالة إستثنائية، ونيل الحقوق القومية والوطنية يجب أن تكون في العراق حصراً، ولكن أنا أقول مهلاً مهلاً إخوتي، هناك ظروف ذاتية وموضوعية لا تشجع على عقد المؤتمر في وطننا الأم العراق، العراق اليوم على حافة حرب أهلية، لم يستقر له مستقر منذ عام 2003 ولحد الآن، التناحر حدّث ولا حرج، بين أبناء الدين الواحد، وبين ابناء المذهب الواحد، وبين القوميات المختلفة وحتى بين القومية الواحدة، بين الأحزاب والكتل والكيانات، بين العرب والأكراد، بين السّنة والشيعة، دبت الخلافات حتى بين أطفال المحلة الواحدة، إنعدام الأمن والأمان، المسائل المتخلفة التي تجاوزها العراقيون بدأت تطفو على السطح ثانية، الأخذ بالثأر، الدية، تصفية الحسابات القديمة، الإغتيالات، والكثير من العادات الموروثة السابقة التي كنا قد تجاوزناها، لا بل حتى آباؤنا تجاوزوها وكان يجب علينا أن لا ندعها تعود خاصة في ظل الديمقراطية والأنظمة التحررية وفي ظل التطور المعارفي والمعلوماتي، وفي عصر الأنترنت الثورات التقدمية والربيع العربي وغيره، بالأمس القريب في 4/5/2013 أغتالت أيادي مجهولة لا تعرف للثقافة معناً أستاذاً جامعياً وعميداً لكلية الآداب في جامعة الأنبار، معارك طاحنة وقودها إخوتنا العراقيين، ساحات ملتهبة، عنصرية، قبلية، تطرف ديني أعمى، حقد لم يخلق الرحمن له مثيلا، كل هذا يحدث في ظل الدول التي وعدتنا بالحرية والديمقراطية فتبين إنها دول غازيّة لا أكثر،

عزيزي السائل لماذا لا يعقد المؤتمر في أرض الوطن/ اقول لك إن أعلى سلطة في البلد لا يمكنها توفير وتأمين الحماية لنفسها فكيف تؤمنها للقادمين من خارج البلاد؟ مَن سيقوم بالإعداد للمؤتمر ؟ وهل سيفرض شروطه على المؤتمرين ؟ هل ستكون هناك خارطة طريق أم مصالح وتبعية للكفة الثقيلة ؟ وهل يمكن عقد مؤتمر في العراق بعيداً عن التأثيرات الحزبية والكتل السياسية والضغوطات الأخرى؟ هل تعرف ماذا يعني قدوم شخص من خارج العراق ؟ يعني ذلك نشاط الأفراد والمنظمات، نشاطاً تفخيخياً، يعني خطف، تفخيخ، أستهداف، واي فرد من هؤلاء يمكن أن يوفر فرصة العمر أثناء خطفه، هل نسينا المتشددين والتكفيريين؟ ألا يلعبوا لعبتهم في مثل هذه الأجواء ؟

أنا أتساءل / أين نعقد المؤتمر ؟ هل نعقده في المنطقة الخضراء ؟ أم في نينوى الحدباء ؟ أم في البصرة الفيحاء ؟ألم تبقى كل هذه فارغة مجردة فقط أسماء ؟ أين نعقد مؤتمرنا وتحت أية سماء ؟

ولمن تعقد المؤتمر داخل العراق وأهل العراق حازمين حقائبهم للهرب منه، العراق نفسه يريد أن يهرب من نفسه، لا ماء ولا كهرباء، لا أمن ولا أمان، والجميع يلسعه ذلك الغلاء، ولا سلطة ولا نظام، فالكل ميليشيات تعمل بلا نظام، بالأمس شاهدتُ فلماً على اليوتيوب، عن أحداث الحويجة( ومهما تكن الحويجة فإنها أرض عراقية يسكنها جزء من شعب العراق) رأيت كيف أن الجيش الذي مهمته هو حماية ممتلكات ابناء الشعب، هو نفسه يقوم بإطلاق الرصاص على سيارات أبناء الشعب، ويحرق قسماً منها ويحطم القسم الآخر، دعنا من التساؤل عن عائدية هذه السيارات وأن المدفوع لشرائها هو من النقود العراقية وأن الغرب يرقص طرباً لذلك ، لكونه وجد سوقاً كبيرة لتصريف منتجاته وبمليارات الدولارات، المهم في ذلك أن الجيش الذي مهمته حماية وصيانة ، قام هذا الجيش بالحرق والتدمير، أليس من المفروض إلقاء القبض على المسيئ وتقديمه للعدالة ليحكمه الحاكم دون المساس بممتلكاته أو أطفاله أو غير ذلك ( وهل يؤخذ إنسان بجريرة إنسان آخر ؟؟؟ ) وهل بعد كل هذا نتشجع لنعقد مؤتمراً في العراق؟ أو لنحضر مؤتمراً في العراق ؟

أخي الكاتب العزيز/ ليس الكلدان فقط هم الذين هاجروا وتركوا العراق، دول المهجر مليئة بالعراقيين على مختلف إنتماءاتهم ودياناتهم ومذاهبهم وقومياتهم وأصولهم وثقافاتهم وإرتباطاتهم وإنتماءاتهم وغيرها الكثير، ويندر في زمننا هذا أن تجد دولة لا يوجد فيها عراقي ، هذا هو حال العراق اليوم، والذي نأمل أن يتحسن ويستعيد فيه العراق عافيته لنتأمل ونتشجع ونعقد كل مؤتمراتنا في العراق

حلمٌ جميل وإلى أن يتحقق هذا الحلم نحن بالإنتظار

تحية لكل عراقي شهم شجاع شريف وغيور تهمه مصلحة العراق وشعب العراق وفي المقدمة منهم الكلدانيون أهل العراق الأصلاء.

تحية لرجال المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد

تحية لكل جهد مبذول في سبيل خدمة العراق وابناء العراق وشعب العراق

المجد والخلود لشهداء الكلدان وشهداء العراق جميعا

عاش العراق وعاشت الأمة الكلدانية جمعاء

نزار ملاخا

6/5/2013

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *