الكلدانية ….. هل هي لغة ؟ أم لهجة / الحلقة الثانية

الكلدانية ليست لهجة ،

بعد أن بينّا الفرق بين اللغة واللهجة ، نقول الآن أن الكلدانية هي لغة وليست لهجة ، بل هي لغة قائمة بذاتها ، ولنا أدلة كثيرة على أنها لغة وليست لهجة ،وبإسمها الكلداني .

في موقع للجمهورية العربية اليمنية / المركز الوطني للمعلومات : ــ

” ولعل من الغرابة بمكان أنه طالما تم ربط ذلك الكتاب بعصر تألق ما يسمى بالثقافات الثلاث في أسبانيا – العصر الوسيط – حيث أن كتاب “الاحجار الكريمة” رأى النور بناء على كتاب أصله باللغة الكلدانية،”

في خطبة الجمعة / علم الغيب بين الحقيقة والأفتراء يقول : ــ

” هناك في اللغة العربية في متن معجمنا يسمون هذا المتكهن ………. وفي أول صحيح البخاري هناك قصة أبي سفيان مع هرقل فذكروا ” وكان حّذاء ينظر في النجوم ، وهذه الكلمات ليست عربية الأصل بل كلدانية ، فحتى بعض مصطلحات العلم أخذها العرب من اللغة الكلدانية ” .

تنقسم اللغة الفصحى ، إلى لهجتين رئيسيتين : ــ شرقية وغربية

واللهجة الشرقية تسمى أحياناً ب الكلدانية وهي الأقرب إلى اللغة الآرامية ، واللهجة الشرقية هي لهجة الكلدان الكاثوليك والكلدان النساطرة حيثما كانوا ، وإن القلم الشرقي المعروف بالكلداني والمستعمل عند الكلدانيين هو الأقرب إلى الأسطرأنجيلي .

يقول  جرجي زيدان : ــ

” الآرامية وفرعاها السريانية والكلدانية ، فالآرامية هي لغة بابل القديمة ….. والكلدانية هي هذه بعد أن لعبت بها أيدي الزمن فغيرت بعض ألفاظها …… والسريانية هي الكلدانية المشار إليها مع بعض الت غيير في الفاظها ودلالاتها ” جرجي زيدان / الفلسفة اللغوية والألفاظ العربية ص 27 – 32 ” .

إذن بالأستناد إلى جرجي زيدان ، أنه لا فرق بين الكلدانية والآرامية كلغة .

بعد سبي اليهود إلى بابل في القرن الثامن ق . م تعلّموا اللغة الارامية التي كانت سائدة في بلاد ما بين النهرين ، وعند عودتهم من السبي عادوا باللغة الآرامية إلى فلسطين ، ولكن علماء الأفرنج يسمونها كلدانية  نسبة إلى الكدانيين الذين كانوا أشهر قوم في بابل أو العراق ، والعرب يسمونها اللغة البابلية النبطية ، وهذه اللغة النبطية أي التي تسمى كلدانية عند الأفرنج بقي منها أثر في النواحي الجنوبية الشرقية من بلاد العراق .

لقد كانت اللغة الآرامية لغة إبراهيم الخليل ، ابو الأنبياء، الذي نشأ وترعرع في أور الكلدانيين ، حيث كانت اللغة الآرامية هي اللغة السائدة آنذاك .

” يقول القديس جيروم إنه قام بترجمة السفر ( ويقصد به سفر يهوديت ) عن الكلدانية في ليلة واحدة ليقدم المعنى ولم يلتزم بالكلمات كما قال أنه عبّر باللاتينية فقط  بما أستطاع أن يفهمه عن الكلدانية ” المصدر السابق                        

  وفي موضوع : قانونية السفر : ــ  جاء في مقدمة هذا العمل للقديس جيروم أن هذا السفر يُقرأ بين Hagiographa   لدى اليهود باللغة الكلدانية .                                                                                                & nbsp;      ما معناه أن اليهود كانوا يفهمون اللغة الكلدانية ، وإلا بماذا نعلل قراءة السفر لهم بالكلدانية .

وجاء في سفر دانيال : ـــ ” ليتعلموا كتابة الكلدانيين ولغتهم ” دا 1 : 4

وجاء في التفسير : ــ وقد كتب سفر دانيال كله باللغة العبرانية فيما عدا الجزء من  دا 2:4 – 7 : 28  الذي كتب باللغة الكلدانية التي كان يجيدها دانيال .

لمن كتب دانيال باللغة الكلدانية ؟ وهذا يدل على المساحة التي غطتها اللغة الكلدانية وأنتشارها في أكثر من بلد ، وكانت لغة أكثر من قوم ، وهذه الشهادات تؤكد ذلك.

وعن تفسير مزمور 21 يقول Gaebelein   هذا المزمور مسياني. يُعلم الترجوم ( الصيغة الكلدانية للعهد القديم ) .

يقول المهندس حبيب حنونا : ــ

” إن رفاتها – ويقصد القديسة بربارة – لا زالت باقية مودعة في جدار السجن: الذي عليه لوحة من المرمر منقوش بحروف كلدانية داخل دائرة “

                                                          تاريخ كرمليس / المهندس حبيب حنونا / ص 69 السطر 21

أما كتاب ذخيرة الأذهان فإنه ملئ بالشواهد نختار منها ما يلي : ـــ

” وإنه قام ثمة مع الرهبان يقضي الصلوات في اللغة السريانية الكلدانية . “

                                    ذخيرة الأذهان. المجلد الثاني  / القس بطرس نصري الكلداني/  ص 95

” كان الملباريون يستعملون طقس السريان المشارقة وهم الكلدان ، واستعملوه في صلواتهم القانونية ، وبالحقيقة قبل أن بدل مجمع ديامير طقس الملباريين ن امر بحرق كتبهم الطقسية ، ولم يترك لهم سوى قداس الرسل أما فيما بقي فقد ترجمت لهم طقوس اللاتين إلى الكلدانية كما سنرى في محله على سنة 1599م كان الملباريون يستعملون طقس السريان المشارقة وهم الكلدان، كما بين عبد يشوع الخامس البطريرك في مذكراته التي طبعها في رومية 5 شباط 1896م و ش ج وجه564 – 577 أستناداً على شهادة كثير من المؤرخين الخبيرين بهذه المسألة، وخاصةً السمعاني ولكيان، ومن مقابلة رتبة العماذ التي طُبعت للملباريين بحروف كلدانية في روما  ………… ومن العريضة التي قدمها إيليا أسمر مطران آمد على يد الكردينال كرافا إلى غر يغوريوس الثالث عشر البابا ، بخصوص مصالح طائفته الكلدانية في بلاد آثور وملبار وأورشليم، ثم وجه 9- 96 ومن الكتب المخطوطة في ملبار بحروف كلدانية  . ”                                               المصدر السابق ص 96 و 97

لو كانت الكلدانية لهجة ، لماذا يكون لها أحرف ؟ وهل هناك أحرف مختلفة لجميع اللهجات ؟

” وهذه الصورة التي كتبت باللغة الكلدانية قد أرسلت مع الترجمة اللاتينية  .. ” المصدر السابق ص 145

” رسالة من بيوس الرابع أعطيت في 23 تموز 1536 إلى رئيس اساقفة ناجستان في أرمينية الكبرى يأمره أن يبعث إلى عبد يشوع البطريرك كاهناً من أقليروسه يحسن اللغة الكلدانية . ” المصدر السابق ص 146

” وبيدنا رسالة ثمينة ثم عدد 23 وجه 85 موقعة من وجوه الملباريين إلى غريغوريوس البابا سنة 1578 في أنكامال يؤيدون فيها أنهم منذ أقتبالهم الإيمان ببشارة مار توما الرسول كانوا يستعملون الصلوات والطقوس باللغة الكلدانية “

المصدر السابق ص 157

هؤلاء الملباريون لو لم يكونوا كلدان قومياً ، فمتى تعلموا اللغة الكلدانية ؟ ولماذا كانوا يستعملون أو يقرأون صلواتهم باللغة الكلدانية ؟ إذن هم بالأصل كلدان ، ويتقنون اللغة الكلدانية بحكم كونهم كلدان ، لذلك أدوا صلواتهم بالكلدانية ، ومفاد القول أن هؤلاء القوم قبل أن يقتبلوا بشارة الإيمان من مار توما كانوا كلدانيين  الهوية .

” جواب الحبر الأعظم البابا بولس الخامس إلى إيليا السابع في 8 نيسان 1614 قائلاً : ــــ

” فأمَرْنا أن تُكتب وتُشرح بكل تدقيق جميع المواد التي تبرهنت وتبينت لولدنا العزيز آدم ورئيس ديرك ، وأن تُستخرج على وجه الصحة إلى اللغة الكلدانية وتُرسل إلى إخوتك ” ص 180

” وألّف في مناسبة عقد هذا المجمع في الكلدانية الفصيحة قصيدتين طنانتين في مدح بولس الخامس ” المصدر السابق ص 185 .

يتبع في الحلقة القادمة

‏الاحد‏، 07‏ تشرين الثاني‏، 2010

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *