الكلاب السائبة تثير الرعب في الموصل


عدد الكلاب الضالة في العاصمة بغداد وصل الى النصف مليون، فيما يتوقع وجود نفس هذا العدد في محافظتي نينوى والبصرة.

ميدل ايست أونلاين
الموصل (العراق)ـ من محمد عمر القيسي

داء الكلب يتربص بأطفال العراق

انتشرت ظاهرة الكلاب السائبة في اغلب المدن العراقية، ويقدر باحثون مختصون وبعض الأطباء البيطريون، “بأن أحدث الإحصاءات تتحدث عن تزايد كبير في اعداد الكلاب السائبة، حيث بلغت في بغداد وحدها النصف مليون، فيما يتوقع وجود نفس هذا العدد في محافظة نينوى والبصرة”.
وامام مبنى محافظة نينوى وعلى بعد عشرات الامتار يوجد منتزه الموصل الذي تعيش فيه الكلاب السائبة بدل ان ينعم به سكان المدينة.
وتتخذ عشرات الكلاب السائبة من المنتزه مقرا لها بعد ان اغلق لسنوات كثيرة دون اهتمام من قبل السلطات المحلية، لتتكاثر فيه وتشكل أسر مستغلة عدم تعرضها لمضايقات المواطنين، مع وجود الحماية الامنية المشددة لقربها من مبنى المحافظة.
وتقتات هذه الكلاب السائبة من محلات اللحوم وأسواق الخضار المتاخمة للمنتزه.
تختلط الروائح الكريه المنبثقة من فضلات الكلاب بعطر الزهور في المنتزه، وتتناثر بقايا العظام بين الحشائش، التي خلفتها الكلاب من وجبة طعام سرقتها من احد محلات اللحوم، او القى بها احد المعجبين.
وتحذر احدى الطبيبات من تواجد هذه الكلاب في الاماكن العامة جراء ما تسببه من أمراض انتقالية خطرة مثل “داء الكلب والأكياس المائية”، فضلا عن ما تحمله اجسادها من فطريات تتساقط مع فروها باستمرار، لتنتقل بسهولة الى الانسان عن طريق الهواء.
وتهدد هذه الكلاب كل من يعبر بقربها وتحدث الهلع بين المارة، خاصة في الشوارع الفرعية القريبة من المنتزه اين تتكدس النفايات والاوساخ التي خلفت امراضا خطيرة في الكلاب والجراء.
وتقول الطبيبة ان بعض الكلاب لا يمكن النظر اليها لإصابتها بأمراض جلدية.
وتؤكد دائرة صحة نينوى انها سجلت اصابتين بداء الكلب هذا العام، فيما لم تسجل أي اصابة عام 2010.
ويذكر اطباء الصحة “ان لداء الكلب أعراضا خطيرة تصل حد الوفاة”، ويصيب الفايروس الجهاز العصبي ويؤدي الى انتفاخ في الحنجرة يليه الهذيان، بينما تصيب الأكياس المائية الجسم في مناطق مختلفة مسببة مضاعفات خطرة، ويستوجب علاجها عملية جراحة في حال عدم تعذر ازالتها.
ويقول المواطن عمر احمد “نحن نخشى على أطفالنا عند ذهابهم إلى المدارس في الصباح الباكر، لان الكلاب السائبة تشكل تجمعات عند منعطفات الشوارع الداخلية، وقد حدثت بعض حوادث الاعتداء من قبلها على صغارنا، بالفعل إنها ترعبهم”.
ولا يكاد يخلو أي شارع أو حي سكني من الكلاب السائبة، بل امتد وجودها حتى داخل بعض المباني والمؤسسات الحكومية، بما فيها جامعة الموصل مركز العلم والثقافة.
ويطالب المواطنون في مدينة نينوى وضع حد لتزايد اعداد الكلاب السائبة.
وتؤكد دائرة قائممقامية قضاء الموصل”على مر عشر السنوات الماضية، وفي مطلع كل عام، تطلق الحكومة المحلية حملة لمكافحة هذه الكلاب”.
وتضيف “ان مكتب المحافظ وجه أمرا اداريا الى الدوائر المعنية في كافة اقضية نينوى، يقتضي ببدء حملة جديدة للحد من انتشار الكلاب السائبة والقضاء عليها، منذ الشهر الاول من العام الجاري”.
وتعمل ثلاث دوائر معنية بانتظام ، تحت اشراف لجنة مركزية مشكلة من قبل محافظة نينوى وهي “مديرية المستشفى البيطري وبلدية الموصل والشرطة المحلية” التي شكلت فرق عمل مشتركة تنطلق في كل صباح، حسب المعلومات التي تردها من دوائر الدولة، او شكاوي المواطنين للحد من انتشار الكلاب السائبة.
ويقول نور الدين محمود مسؤول شعبة الوبائيات في المستشفى البيطري في محافظة نينوى، “لجنتان تعمل بشكل يومي على مر السنوات الماضية لمكافحة الكلاب السائبة، الاولى مركزية شكلتها المحافظة برئاسة معاون مدير بلدية الموصل، والاخرى تضم فرق تابعة للمستشفى البيطري”.
ويتابع محمود “ان اللجنة المركزية قسمت الفرق حسب المناطق الجغرافية للأقضية والنواحي التابعة لمحافظة نينوى، وتقوم هذه الفرق بقتل الكلاب السائبة بواسطة السموم بعد تحديد موقعها، وعندما تنفق هذه الكلاب يعمل منتسبو بلدية الموصل بإزالة جثثها”.
وتبين احصاءات المستشفى البيطري ان عدد الكلاب السائبة التي قتلتها اللجان باستعمال المبيدات السامة بلغت “10975” كلبا منذ مطلع 2011 .
لم تشير الاحصاءات الى استخدام الفرق للخراطيش بصورة كبيرة، حيث اقتصر ذلك في بعض النواحي من المدينة، ولم تتجاوز “147” حالة، لان “العديد من المعوقات تواجه الفرق في استعمال الخراطيش، منها الاوضاع الامنية التي تعيشها المدينة، وعدم حصول موافقة مديرية شرطة نينوى ععلى استعمالها”.
ويقول اعلام مستشفى البيطري في تصريح صحفي لا وجود لدور يذكر لمنظمات حقوق الحيوان، فعلى نطاق محافظة نينوى هناك منظمة واحدة تعمل تحت شعار “حقوق الحيوان”، وهي لا تمتلك مقومات المنظمة، خاصة وانها تعمل في بلد باتت فيه شعارات حقوق الانسان تعلق فقط “كلافتات” على بوابات منظمات المجتمع المدني.
ويدعو بعض الباحثين حلول بديلة لظاهرة قتل الكلاب السائبة، من خلال حملات جمعها وعزلها، ثم القيام بعملية خصي منظم للذكور منها، بغية التقليل على المدى البعيد من أعدادها المتزايدة.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *