الفـرصة الأولى للمتـقـدّمين والفـرصة الأخـيرة للمتأخـرين

مثل عـراقي : حـب وإحـﭽـي ، وإكـرَه وإحـﭽـي

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني
بتأريخ 14 / 4 / 2001 وعـلى الرابط  http://alqosh.net/article_000/steve_sipo/ss_1.htm نشر السيد سعـيد سـيـﭙـو مقالاً بعـنوان ( الفـرصة الأخـيرة لسورايي العـراق ) يتـكلم فـيه عـن صحـفي مزعـوم إلتـقى هـنا وهـناك بأبناء شعـبنا فـسألهم وأجابوه ثم خـلـُـصَ إلى خلاصة الخـلاص والقـول بأن مشروع المحافـظة المسيحـية يمثـل (( فـرصتـنا التأريخـية الأخـيرة للبقاء في بلدنا )) . إن الصحـفي المجـهـول هـذا والذي ليس له إسم ، تـنـَـقـّـلَ من محافـظة جـنوبـية إلى أخـرى شمالية  ، ثم إلى مناطق كـردستان ، ولم يكـتـفِ بالتـنـَـقــُّـل بـين مربّـعات تلك الكـلمات المتـقاطـعة ، بل سافـر إلى دول الجـوار ( سوريا والأردن ولبنان وتركـيا ) ، ونـظراً لأن الصحـفي هـذا غـير المعـروف ولا هـو مُعـرّف ، ولكـنه يـبدو ثـرياً جـداً ، بدليل ذهابه وإيابه هـنا وهـناك بالإضافة إلى دول أوروﭙـية عـديدة مع مروره بأميركا وأستـراليا ، كل ذلك مِن أجـل مَن ؟ مِن أجـل سـواد عـيون الآشوريّـين والسريان وشعـبنا الكـلداني ، ولم أكن أدري بأنـنا ثـمينون إلى هـذه الدرجة في عـيون الصحافـيّـين ، ولما رأيتُ المقالَ جـميلاً ، سـرَّني أن أعـلـّـق عـليه قـليلاً .
أولاً : إن الصحـفي المزعـوم لم ينـشر خـبر قـدومه إلى أستراليا ولم نسمع به ، ولا هـناك مَن قال أنْ سمع أو إلتـقى معه ، ولم نـقـرأ في صحـفـنا أو إذاعاتـنا المحـلية خـبراً كهذا ، وهـذا يـزيدنا أسفاً وحـزناً ، إذن في زيارته الثانية لابـد أن تـُحـل هـذه المشكـلة كي نستـضيفه عـلى الأقـل ثم نكـتب مقالاً عـن زيارته . ومن جانب آخـر كـنـتُ في أميركا وحـضرتُ مؤتمر النهضة الكـلدانية – سان ديـيـﮔـو وإلتـقـيتً بالكـلدان الأميركـيّـين هـناك ، جـنباً إلى جـنب الكـلدان الأوروﭙـيّـين الذين حـضروا المؤتمر ، ولم يذكـروا عـن زيارة هـذا الصحـفي لأميركا أو أوروﭙا ولا أيّ خـبر عـنه ، فـلماذا هـذا التعـتيم عـلى زيارته وأسئـلته في هـذا العـصر الحـر ووسائل الإعلام الحـرة ؟ .  
ثانياً : لم نـقـرأ عـن زيارة الأخ الصحـفي المزعـوم في أيّ من المواقع الإلكـتـرونية ، ولا لاحـظنا صوَره أو مقالاً مكـتـوباً بإسمه ( الصحـفي ) .
ثالثاً : أعـتـقد أن كـلمة الـ ( سورايي ) صعـبة التوضيح ، لماذا ؟ لأنها لغـوياً تعـني شيئاً معـيناً ، وإجـتماعـياً لدى إستـخـداماتها من قِـبَـل أبناء شعـبنا الـ ( سورايي ) أثـناء الحـديث اليومي العادي تـعـني شيئاً آخـراً ، فـحـبذا لو أن ذلك الصحـفي المزعـوم شرح لنا ما يقـصده بهذه الكـلمة وعـندها سيكـون لنا رأيٌ في شرحه .
رابعاً : لم يوضح الصحـفي المزعـوم ماذا سيتـرجم كـلمة الـ ( سورايي ) إلى أية لغة أجـنبـية أخـرى حـين يعـقـد مؤتمراً مع ممثلي الدول الأوروﭙـية أو الأمم المتحـدة ، كي نحـذوَ حـذوَه حـين يتـطـلـّـب الموقـف منا فـنـتـرجـمها مثله .
خامساً : في مقال السيد سعـيد سـيـﭙـو ، الصحـفي المزعـوم قال (  أما في حالة حـصولهم للحكم الذاتي في مناطق تواجـدهم كما هـو موجـود في دستور أقـليم كردستان … فإن الأكـثـرية منهم ستبقى ) . لكن الصحـفي فاته أن دستور إقـليم كـردستان مَحـمي مِن قِـبَـل الأمريكان ، طيِّـب هـل يمكـن للصحـفي الموقـر أخـونا ضمان الحـكم الذاتي بالضبط كما هـو موجـود في الإقـليم شمال العـراق ! طالما يستـشـهد به ؟ .
سادساً : إن قادة العـراق الذين يحـصدون العـراق اليوم ، يُـهَـرّبون ملايـينهم من الدولارات إلى خارج العـراق ولا يستـثمرونها في الداخـل ، فـكـيف يمكن تصديق مقـولة الصحـفي المجـهـول حـين صرّح عـلى لسان أبناء جاليتـنا في الخارج وقال : ( لا بل أضاف بعـضهم بأنهم على أهـبة الإستعـداد للرجـوع الى الوطن والمساهمة في بنائه حالما تم تـنفـيذ هـذا المشروع على أرضهم التأريخـية ) .
سابعاً : إن السيد سـعـيد سـيـﭙـو لم يصرّح إنْ كان هـو من الجـماعة التي ستهـرول رجـوعاً إلى المحافـظة المسيحـية المقـترحة كي يكـمّل مشوار حـياته مع أسرته مزاولاً عـمله أياً كان نوعه من أجـل بناء الوطن الأم عـلى أرضنا التأريخـية .
ثامناً : وكما قـلتُ في مقال منشور قـبل أسابأيع ، وجاء في إحـدى فـقـراته : (( هـل نـحـتاج إلى زيادة عـدد المحافـظات ؟ وإذا كان يسكـن في المحافـظة المفـتـرضة مثـلما ذكـرتم ، كـل فـئات الشعـب وأديانه ومذاهـبه كـبقـية المحافـظات ، طـيـب مَن سيكـون مديرها ومَن سيكـون شُـرطـيُّها ، ثم لماذا هـذا التأطـير والإنـزواء والإنـكماش وما الهدف منه ؟ وفي الحـقـيقة فإن موضوع – المحافـظة ﮔالتْ وسهـل نينوى حِـﭽا – غـريـب فـعلاً )) . وسؤالنا المباشر لحـضرتك : ما الذي جـعـلك تـؤيد المجـلس الآغا جاني وتـطالب بمحافـظة سهل نينوى والتي تسميتها المقـتـرحة هي المحافـظة المسيحـية ، وأنـت ذلك الناشط الألقـوشي في أميركا  ؟
تاسعاً : لم يقـل الأستاذ سعـيد إلى مَن سيكـون ولاء المحافـظة المقـتـرحة ، هـل إلى سلطة إقـليم الشمال أم السلطة المركزية ؟ أم ستـرتبط بالأمم المتـحـدة مباشرة .
عاشراً : إن التعـتيم الإعلامي عـلى شخـصية مهمة مثل الصحـفي المذكـور ، جـريمة بحـق حـرية الصحافة ومفاهـيم الديمقـراطية يجـب أن يُـعاقـَـب عـليها المُـعَـتــِّـمون .
حادي عـشر : إن مَن يهمّه شعـبنا الكـلداني ومعه شعـبنا الآثوري ، عـليه أن يكافح من أجـل تـثبـيت إسمائنا في دستور العـراق والشمال ، كـشعـب أصيل ليس إلاّ ، وبعـد ذلك فإن ما يحـلم به الكـثيرون ويأمل منه الآخـرون سوف يتـحـقـق ويُـزاد لهم ، ليس فـقـط في المحافـظة القـفـصية وإنما في ساحات العـراق المفـتوحة كـلها .
ثاني عـشر : وكما كـتبتُ في مقال سوف يُـنـشَر لاحـقاً وكـرّره سيادة المطران سرهـد جـمّـو عـند أروقة المؤتمر ( يكـفي التباكي عـلى ما مضى وما قـيل ، إبدأ بالعـمل لشعـبك اليوم قـبل أن يُـلغى إسمه من الخارطة ، إعـمَـل من أجـل الغـد ) .
ثالث عـشر : نـنـتـظر ردّ السيد سعـيد سـيـﭙـو عـلى هـذا المقال ، كي نلحـقه بردُّ آخـر جاهـز للنشر .

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *