الـﭘـطريرك لويس ساكـو والصلـيـب المُمَجَّـد ــ السفـينة الثامنة ــ

مقـدمة :

في مهـرجان كـلية التربـية الملغاة / بغـداد عام 1971 كان ﭘـوسـتر ساخـر يُـعَـرِّف الـزوّار بعِـلم الـنـفـس كما يلي :( هـو العِـلم الـذي يفـسر لـنا أموراً نعـرفها بكـلمات لا نعـرفها ! فـيضيِّع عـلينا أوّلها وتاليها) .

لا غـرابة في أنْ نـرى كـتاباً مغـرورين يرَون أنـفـسهم فـريـدي الإخـتـصاص متميّـزي العِـلم ، كـتاباتهم حَـشـوٌ بتعابـير مبتكـرة مشتـقة من تـصريفات فـعـولن مفاعـيل فاعلات فاعـلن ، فـيستـفعـلونها برؤوسـنا ويقـرأون مزاميرهم عـلينا ظانّـين أنـنا لم نـدخـل مـدرسة في حـياتـنا …

ولكـن حـين نحاورهم نكـتـشف بأنهم سكان كـوكـب آخـر ، يجهلـون معانى أبسط الأمثال الشعـبـية في مجـتمعهم فـيتـظاهـرون بالإستغـناء عـنها بحجج فاهـية ولا يَـدرون أنها خـبرة أجـدادهم الأميّـين المتـراكمة عَـبر مئات من السنين ………

وفي نـقاش جانبي في معـهـد إعـداد المعـلمات عام 1977 قـلت للطالبات : إذا لم يهضم المعـلم مادته ويفهَـمها لا يمكـنه إيصالها إلى طلابه ……  لـذا كان سـقـراط عـلى حـق حـين قال : إعـرف نـفـسك ! .

**************************

نحـن محـظوظون بـربنا يسوع المسيح وهـو يتيح لـنا فـرصة البحـث والتساؤل عـن إيمانـنا فأوصانا بأن نـفـتـش الكـتب … ولسنا من جـماعة } لَا تَسْأَلُوا عَـنْ أَشْـيَاءَ إِنْ تُـبْـدَ لَـكُـمْ تَـسُـؤْكُـمْ { .

ولما فـتـشـتُ الموقع الإلكـتـروني الـﭘـطريركي وجـدتُ فـيه مقالاً عـليه بعـض الغـشاوة ، كـتبه غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو بعـنـوان :الصليب المشرقيّ صليبٌ مُـمَجَّـد  …….. يـريـد به إلغاء المصلوب أي رفع جـسـد المسيح من عـلى الصليب ليـبقى خـشبة فارغة ! ويسميه ممجـداً ! مضيفاً : (( أنّ القـداس هـو صلاة وعـيـد وإحـتـفال بموت المسيح وقـيامته المجـيـدة …… والصليب الفارغ يـذكـِّـر المؤمن المضطهَـد أنّ قـيامة المسيح هي عـربون قـيامته !!! وهي تعـزز ثـقـته ورجاءه إنْ سلكَ الطريق نـفسه . الـقـيامة أساس رجائـنا الخاص )) إنـتهى .

إسمحـوا لي معـتـذراً مقـدماً لأقـول : إنّ رأياً غـريـباً كهـذا بعـيـدٌ عـن التراث الكـنسي الكـلـداني المشرقي الماضي والحاضر … ولكـن شاء الـقـدر أن يكـون غـبطته عـربي الـولع سرياني الـتـطـلع آثـوري الميـول …. و فاته  إنّ الأشـجار تـجـدد أوراقها وليس جـذورها !! .

أين الغـرابة ؟ إنّ غـبطته خـلطَ سهـواً بـين (1) الصليـب ذكـرى الفـداء والآلام والموت .. و (2) والقـبـر ذكـرى الـدفـن والقـيامة … دون أن يَعـرف أنّ الصليب ليس ! ولا ! يمثـل قـبراً ولا قـيامة ، وإنما المذبح المقـدس بحـد ذاته هـو القـبر الـذي منه تـنبثـق القـيامة !! بـدليل الحـفـرة المستـطيلة الموجـودة عـلى مـذبح كـنائسنا الكـلـدانية هي رمز القـبر ( يُـفـتـرض وُجـودها في جـميع الكـنائس ) و كـمثال نستـشهـد به تـراها في مذبح كـنيسة ألقـوش أبعادها بحـدود 10 x 20 x 1 سـنـتمتـراً ، ومثـلها موجـودة الآن في مـذبح كـنيسة مار تـوما الرسول / سـدني يُـقام عـليه الـقـداس .. أما منـضدة الـﭼايخانة فـليست مـذبحاً ! .

مـذبح كـنيسة مار تـوما الرسول / سـدني وحـفـرة القـبر ( لون أسـود ) واضحة عـليه

حـفـرة القـبر عـلى مـذبح في كـنيسة للأقـباط تـشيَّـد حـديثاً ، يـد الـﭘـطريرك تؤشـر عـليها

إنّ الصليـب الخـشبي الفارغ قـد يطلق العـنان لخـيالـنا ويسرح بنا فـيأخـذنا إلى معـمل للنجارة أو جـولة في غابة والعـمال يقـطعـون جـذوع الأشجار أو يـذكـِّـرنا بمسمار … فـيُـشغـل فـكـرنا عـن معاني الـفـداء والآلام التي تحَـمَّلها جـسـد المسيح عـلى الصليـب …

والآن جاء السؤال في وقـته : في صلوات جـمعة الآلام وقـبل دورة قـبر الرب يسوع في الكـنيسة ( بموجـب تـراثـنا المشرقي ) يتـطلب من الكاهـن إنـزال جـسـد المسيح من عـلى الصليـب ووضعه في قـبر بخـطوات تـدريجـية رمـزية تـرافـقها فـقـرات من صَلاة خاصة يتـلوها بالمناسـبة ، فإذا كان الصليـب الخـشبي هـذا خالياً من المصلوب ! فـما الـذي سيُـنزله وماذا سيضع في القـبر ؟

كانَ المسيحُ ينبغي أنْ يتألمَ بهـذا ويـدخـلُ إلى مَجـدِهِ

فـهـل يتمجـد الخـشب … أم جـسـد المسيح ؟

إنه سؤال نـريـد عـليه جـواباً من غـبطته أو مِن كـتـبَـتِه المصَفـقـين له دون دراية ولا تمحـيص ، ومَن ليس له جـواب فـلـيلـزم الصمت إكـراماً للـرب .

 

 

ربّ قائـل يقـول إن القـيامة هي رجاؤنا وفـرحـنا …. نـقـول : نعـم الـقـيامة هي إيمانـنا ورجاؤنا وفـرحـنا ولكـن الإيمان والرجاء ليسا يعـنيان شيئاً لولا الـفـداء والصلب والموت عـلى الصليب ، والـدفـن في القـبر … ثم إلى فـرحة القـيامة التي صارت رجاءاً لكـل الراقـدين ، إنها مراحـل مترابطة غـير منـفـصلة ، فـما قـيمة صليب جُـرِّد عـنه ذلك الجـسـد الـذي رواه بـدمه وتألم ومات مصلوباً عـليه ثم أنـزِل إلى القـبر ؟ وما قـيمة القـبر لولا الجـسـد الموضوع فـيه وقام منه ممجـداً فـتحـقـقـتْ القـيامة المفـرحة ؟. … فالأخـشاب وفـيرة والصلبان كـثيرة والقـبـور غـزيـرة إنها أشياء مألوفة في الحـياة لا تـُـلـفِـتُ إليها إنـتـباه الجـماهـير الغـفـيرة … فإذا نـظرتَ إلى خـشب بهـيئة + ( كما يريـدها غـبطته ) صلـيـباً فارغاً ! لن يثير عـنـدك الحـماس ولا تحـفـزك مشاعـرك عـلى تـرنيمة … حـين أرى صليب مَن قـضى !! :

مِنْ رَأْسِـهِ وَكـَـفـِّهِ وَجـنْبِــــــــهِ وَقَـدَمهْ … سالَتْ يَـنَابِيعُ الشِّفا وَالحُـبِّ أيْـضاً مَع دَمِهْ

أيُّ دَمٍ زَاكٍ جَـرَى كـَـدَمِهِ الزَّاكِي الثَّـمِينْ … وأيُّ تاجٍ مِثْـلَ تاجِ الشَّـوْكِ أحْـيا العَالَمينْ ؟

ويستمر غـبطة الـﭘـطريرك ساكـو في بحـثه عـن مسألة التمجـيـد فـيـذهـب إلى ( عِـلم الآخِـرويات والـذي سـمّاه بمصطلحه الغـربي إسكاتـولوجي   Εσχατολογία    Lskhatos  Logos ) ليقـول أن لاهـوتـنا المشرقي يـركـز عـلى الفـرح المنـطلق من القـيامة والحياة والتجـدد والصليـب الفارغ … وغـبطته يكـثر من المصطلحات دون أن يفـسر لـنا ….. كـيـف تـتمجَّـد القـيامة من صليب خـشبي فارغ ! .

********************

يا أخي : أعـطِ القـوسَ باريها ….. فـفي محاضرة لسيادة المطران سـرهـد جـمو بهـذا الشأن ، كانـت لأحـد الحاضرين مداخـلته بأنَّ مار ﭘـولس قال : رأيْـنا المسيح قائماً من بـين الأموات … فالصليـب كان فارغاً !!!!! ردَّ عـليه سيادة المطران قائلاً : إنّ القـيامة لا تـلغي حـدث الصلب المفجع بل تـؤكـده ، وأضاف متسائلاً : إن المسيح إعـتمـذ ، وبعـد سنين صُلِبَ ومات ودُفِـن وقام من بـين الأموات ، هـل نـنسى العـماذ ؟ إن سلسلة حـياة المسيح محـطات مترابطة تكـتـمل فـوق قمة الجلجلة ، تلك القـمة ليست منـفـصلة عـن قاعـدة الجـبل بل مترابطة متـواصلة معه !!!!!!! . ويضيف سيادة المطران جـمـو الخـبـير في تراث الكـنسية الشرقي ومذكـراً بعـونيثا د قـنكي ” صفحة 434 في كـتاب عمانوئيل :

 

مذبحا رازاو .. ( د قـورا د بـيه إتسيم ﭘَـغـريه د ﭘـاروقـن ، ولحما وحمرا دَسْـديرين ، طوسيه دمارَن دَ بْـقـورا ، و كهـنا أخ نَوشيه د يشوع ، قـراوا عاوِذ عَـم بـيشا ، وْ كِـن صاءَر طوسا د نوحاما ) .

فـفي هـذه الصلاة يصير الكاهـنُ يسوعَ المسيح نـفـَسه مقارعاً الشر … كـما أنّ رمز خلاصنا نأخـذه من الإنجـيل وهـو الرب يسوع المصلـوب المتألم المائـت عـلى الصليب ونحـن نـشاركه آلامه …. ومن ثم دُفِـن وقام ، وعـنـدئـذ تكـون قـيامته عـربوناً ……. فإذا كان الصليـب خـشبتين متـقاطعـتين فارغـتين ، أين الـفـداء ؟ أين ذهـب جـسـد المسيح ؟ ومن ذا الـذي سيقـوم من القـبر ؟ .

وعـليه فإنّ التعـبـيـر ( صليـب مُـمجَّـد ) ليس ! ولـن ! يكـون له المعـنى المنـشـود منه ، ما لم يكـن جـسـد المسيح مصلوباً عـليه …. إنّ خـشباً مقـطوعاً من شجـرة لا يـوحي بروحـية ولا بحـركة ولا بـمجَّـد .  أكـيـد ، أنّ لـرمز الصليب بدون المصلوب معانيه في حـياتـنا ، نـقـوشاً وزينة في الكـتب وبطاقات التهـنـئة وأماكـن أخـرى مثـل المقـبرات .

إطلعـوا عـلى الرابط https://www.youtube.com/watch?v=hFdytUfnLhU فـتميزون الأصالة عـن الإجـتهاد …… إنه منطق قـوي لا تـصارعه آراء غـريـبة فـردية ولا غايات مبهمة شخـصية .  

يـبـدو أنّ غـبطته حـلَّ كـل مشاكـل كـنسيتـنا والحـمـد لله … وبقـيتْ عالقة مسألة صليـبه الخـشبي الممجـد وغـير الممجـد ، ولا أدري ماذا سينـتـقـص من إيمانـنا وما هي المشكـلة التي سنـواجهـها لو وُضِعَـت أيقـونة الجـسـد عـلى الصليب ؟ إلاّ إذا كان يهـدف من ورائها كـسب رضا الآثـوريّـين ، فـقـد يكـون بحاجة ماسة إلى قابلياتهم الـفـذة … أما الكـلـدان فـليتـنحَّـوا جانباً الآن فلا نحـتاجهم في هـذا الأوان ! هـذا من جهة ، ومن جهة أخـرى فإن الصليـب بـدون جـسـد المسيح يناسب القـرآن أيضاً ويُرضي المسلمين بأن المسيح لم يُـصلب {وَمَا قَـتَـلُوهُ وَمَا صَلَـبُـوهُ ولكـن شُـبِّه لَهُـمْ} خـوفاً منهم ودَرءاً لتهـديـداتهم في القـرن الحادي والعـشرين ، وعـلى ذات المنـوال بطريقة أو بأخـرى قـد يُـفـرح مَن يـدّعي أن المسيح لم يـقـم ! إنـجـيل متى الإصحاح 28 العـدد 13 ) وبـذلك يكـون قـد ضرب ثلاثة عـصافـير بحجـر واحـد … عـجـيب أمر بعـض قادة هـذا الزمان ، ولا عـجـب في حاشية مْـحَـرَّكة وتلبس ثـياب .. لأن في قـلب كـل واحـد منهم جـواباً يخـصه … عـلى إنـفـراد ! .

حـقاً هـذا زمن جعـل إيمانـنا حـرباء تـتـلوّن وتـشـوّه وتـلبّي رغـبات المسلمين وأهـواء النـساطرة الآثـوريّـين …. ألف رحـمة عـلى الأم التي ولـدتك يا شـيخـو ونِعـمَ القائـد .. وألف تحـية عـلى مثـواك وعـلى التراب الـذي يغـطيك ، كـيف تحـدَّيتَ عـلناً أعـتى دكـتاتـورية في العالم في مطلع السبعـينات من القـرن العـشرين ولم تسمح بتعـكـير صفـو إيمان جـيل من طلاب المـدارس أبناء رعـيتـك بل ولجـميع المسيحـيّـين .

ومَن يـدري ! لـو كان ذلك الأمر يحـدث اليوم ، في زمن الـﭘـطريركـبة الجـديـدة ، لكان يُـستـقـبَـل بكـل رحابة صدر ، بأعـذار الظرف والـقـدَر وواقع الأمر ، فـيستجـيب له بـبـيان يقـول فـيه الأمَـرَّ ! :

ما بـينـو شي ، هاذي ثـقافة عامة خـلي ويلادنا يتـثـقـفـون بالآيات الـبـديعة

*****************

إن عـقـوبة الإعـدام عـلى الصليب لم تبـدأ بالمسيح وإنما كانت عادة رومانية قـديمة بـدليل أن إثـنين آخـرين صُـلِبا معه ، فالصليـب الخـشبي نـفـسه لم يكـن ظاهـرة طارئة ولا فـيه قـدسية بل كان مألوفا ملعـوناً قـبل المسيح … ولـذلك لم يُـخَـلـَّـد إسم أي مُـدان مصلوب عـليه عَـبر كـل التأريخ …. إلاّ المسيح ! والمسيح وحـده لا غـير … لأنه قام ! .

وعـليه لا قـيمة لضلعَـين خـشبـيّـين متـقاطعَـين نـراهما هـنا وهـناك ، ولا معـنى لصليـب بـدون جـسـد مسيحـنا معـلقاً عـليه ، كـيف نـتجـرّأ عـلى إلغاء الجـسـد رمز الـفـداء عـلى الصليب وأبناؤنا يرَونه خـشبة فارغة ؟ ومهما كانت الأعـذار كـيف يحـق لـنا أن نمحي مظهـر الجـسـد فـتغـيـب آلامه عـن عـيونـنا ؟ .

إن كـلمة ــ ممجـد ــ ليست مثيرة ! ولا تبـرّر ولا تعـوّض إلغاء جـسـد المسيح من عـلى الصلـيـب أبـداً . إن الصلـيـب الخـشبي المجـرد ، هي أفـكار نـسطورية بحـتة إرتـضى أتباعها أن يمارسـوها بسبب ظروفهم ورأيهم في زمانهم وقاية من إضطهاد المسلمين وغـيرهم ، ونحـن نـتساءل اليوم هـل ذلك يـدخـل ضمن برنامج التجـديـد المبتـكـر لغـبطته ؟… إن التجـديـد هـو تجـديـد الإنسان العـتيق الوثـني القابع في ظلام فاقـد الخلاص ، فـينـتـقـل إلى مؤمن بالمسيح نـوراً مخـلصاً له …. إنها وصية مار ﭘـولس قـبل 2000 سنة وليس شيئاً مستحـدثاً في عام 2013 ؟ .   

 

كـنتُ قـد إستـفـسرتُ من أهـل الإخـتـصاص إنْ كان تعـبـير الجـسـد الممجـد للمسيح يعـني شيئاً ( لاهـوتياً أو ميتا فـيزيائياً أو فـيزيائياً ) قابلاً للإدراك وفـق عـقـيـدتـنا الكاثـوليكـية ، فـخـرجـتُ بمفهوم أنه جـسـد مادي متحـد بالروح ذو قـدرة خارقة للعالم المادي والـذي قال لـتـوما الرسـول : تَعالَ وَضَعْ إصبِعِـكَ هُـنا وَانظُرْ إلَى يَـدَيَّ ، وَضَعْ يَـدَكَ فِي جَـنْبِي ، كَـفاكَ شَكّاً وَآمِنْ .

إنه ذلك الجـسد الـذي صعـد إلى السماء مع روحه ، بـذات الصورة التي إنـتـقـلتْ مريم العـذراء بجـسـدها وروحها إلى السماء أيضاً … هـذه هي العـقـيـدة الكاثـوليكـية يرتـضيها لنـفـسه ويؤمن بها كـل كاثـوليكي من عامة الناس أو إكـليريكي بأعـلى درجاته ، ومَن يزيغ عـنها ليس كاثـوليكـياً بل هـراطيقاً .

يقـول غـبطته :

(( الصليب وفـوقه المصلوب تـقـليد غـربي يُعـبر عن منظور لاهـوتي يؤكـد عـلى الفـداء من خلال الألم والصلب ، وإنْ وُجـدَت بعـض إشارات في طقـوسنا إلى وجـود المصلوب فـوق الصليب فهي متأخـرة تعـود إلى ما بعـد 1551…. هـذه خـصوصيّة تـتميّـز بها كـنيستـنا المشرقـيّة الكلدانيّة ، نـتمنى الحـفاظ عـليها في كافة كـنائسنا لاسيما وقـد بدأنا نعـود الى الأصالة بتـوحـيد رتب القـداس والمعمودية والإكـليل الجـديدة )) .

نقـول له : لا إجـتهادٌ فـردياً في العـقائـد …. نحـن كاثـوليك صليـبنا ليس خـشباً فارغاً ، أنـظر إلى أيِّ صليب عـلى مذبحٍ في روما التي تـتـبعها . إنه ذلك الـذي عـليه المصلوب…….. إن عـقـيـدة الكـنيسة الكـلـدانية ( ….. الشرقـية ) تـتبع عـقـيـدة روما الكاثـوليكـية ولا تخالفها ، ولا تـتـبع النـساطرة .

 

وفي الخـتام نـناقـش غـبطته الجـزيل الإحـتـرام : إنْ لم تكـن آلام المسيح جـديرة بأنْ نـشاركه إيّاها من خلال نـظرنا إلى جـسـده المتألم عـلى الصليـب ، إذن لـنكـتـفِ بعـيـد القـيامة المفـرحة ــ مثـلما تـريـدُه ! دونما حاجة إلى طـقـوس درب الصليـب وجـمعة الآلام وسبت الـنـور ، ولا حاجة لـنا بصَلاة الوردية وتـذكـُّـر آلام المسيح طالما إنـتهى كـل شيء وفـرحـنا بالقـيامة …… وإذا كان هـدفـك إحـياء الخـصوصية المشرقـية ( الكـلـدانية ! ) المتميـزة ، طيب ما رأيك بسـتارة ( سِـطـرا ) الهـيكـل المشرقي يا سـيـدنا ؟ أين إتجاه الكاهـن أثـناء الـقـداس المشرقي الأصيل ؟ أين تـراثـنا ألحانـنا ؟ وطالما تبحـث عـن الأصالة وذكـرت سنة 1551 ( 1552 ) إذن …. إلغِ كـل نـظام قـبلَته كـنيستـنا بعـد تلك السنة ، فـتراعي مشاعـر الآثـوريّـين النـساطرة وبالتالي لن تكـون بحاجة إلى روما ، وترجع أصالة طريقة إنـتخاب الـﭘـطريرك الوراثية كـما كانت في الكـنيسة النـسـطورية ، وعـنـدها سـترى نـفـسك كاهـناً بسيطاً مدى حـياتـك فلا ﭘـطريرك ولا تـنازل عـن المنـصب ولا هم يحـزنون ، ومن بعـد ذلك لا تـنـتـظر مباركة ﭘاﭘا الـﭬاتيكان لـقـرارات كـنيستـنا المشرقـية ذات الأصالة التي تبحـث عـنها ! وباب اللي تجـيك منه ريح ، سـدّه وإستـريح ، وأبوك ألله يرحـمه .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *