العملاء فقط ينسون عناوين أوطانهم؟ بقلم محمد مندلاوي

يقول الكتاب المقدس:” من فمك أدينك أيها العبد الشرير”. الشرير المدان في مقالنا لهذا اليوم, هو ذلك الغلام الكوردي جيان عمر, الذي خدع ذاته, عندما نزل ضيفاً على البرنامج الكيدي “الاتجاه المعاكس” في قناة الجزيرة, الذي يقدمه ذلك الدرزي المتأسلم, المدعو فيصل القاسم, الصحفي المتمرس بسب وشتم وتسفيه كل من ليس على هوى ولي نعتمه الأمير المنتعل, الذي انقلب على والده عام (2013) بعملية انقلابية, وقبله انقلب والده الشيخ حمد بذات الطريقة عام (1995) على جده واستلب منه الإمارة. وجده الشيخ خليفة انقلب عام (1972) على ابن عمه الأمير أحمد واستولى على الإمارة. لا ندري مَن مِن العائلة أو خارجها سينقلب على أمير إمارة الغاز في قادم الأيام ويجلسه بجانب جده ووالده حتى يشاركهما بأكل الحصرم؟!.

دعونا الآن نناقش ما دار في الحوار الذي جرى في البرنامج المذكور بين ذلك الغلام الكوردي, الذي يعادي ذاته القومي, وشخص عربي يتكلم لغته العربية بلكنة تركية, يناصر القضية الكوردية تحت يافطة الأممية والاشتراكية. إن الغلام الكوردي المشار إليه يُعرف نفسه, بأنه باحث سياسي في المركز الأوروبي للدراسات الكوردية, وهذا شيء جيد يسعدنا نحن الكورد أن يعمل شخص كوردي في مركز للأبحاث, يعني أنه يتعامل يومياً مع المفردات والمصطلحات السياسية الدارجة في عالم السياسة, لذا يجب عليه أن يدرك جيداً معاني الكلمات والمصطلحات التي يستقيها من القاموس السياسي, ألا أنه للأسف استخدم في البرنامج المذكور أعلاه جملة استفزازية رغم أنها دارجة في الحوارات السياسية بين خصمين, لكن وجب عليه أن لا يصف بها القضية الكوردية, حين قال: أن حزب الشعوب الديمقراطية يمتطي القضية الكوردية!, بمعنى أنه جعل من القضية الكوردية دابة يمتطيها كائن من كان للوصول إلى غايته!. إن الأستاذ جيان عمر القادم من أوروبا إلى قَطر للمشاركة في برنامج الاتجاه المعاكس تهكم أثناء الحوار الذي دار بينه وبين زميله الأستاذ (بركات قار) بحزب الشعوب الديمقراطية لأن نشاطاته مقسمة بعدة اتجاهات, منها سياسية ومنها بيئية ومنها اجتماعية الخ. لا ندري, ما الضير في هذا, إذا حزب سياسي يكافح بجد وإخلاص من أجل الحفاظ على البيئة! هل هذا يدعوا للسخرية منه!. وفي جانب آخر من كلامه الذي يحسب عليه عند الكورد سلباً, أنه قال: “أن حزب الشعوب الديمقراطية يعادي المجتمع التركي ويغازل إيران وحزب الله” عجبي, كيف بباحث يقبل على نفسه أن يتكلم بهذه اللغة الساذجة, ألا يعلم الأستاذ الباحث, أن الأتراك يعلمون جيداً بسبب عدم أصالتهم وبأنهم غرباء عن المنطقة ونزلوها عنوة غير مرحب بهم من قبل شعوبها,فلذا يعادون جميع الشعوب والدول المحيطة بكيانهم الذي استحدث بعد الحرب العالمية الأولى وفق معاهدة لوزان التآمرية, على سبيل المقال, انظروا إلى علاقاتهم مع إيران في توتر دائم ناهيك عن الحروب التي حدثت بينهم في حقب تاريخية متباينة كلفت المنطقة الكثير من الأرواح. كذلك الحال مع العراق التي تنذر بإشعال حرب مدمرة بينهما في أية لحظة لأن تركيا الطورانية تريده حديقة خلفية للعثمانيين الجدد؟. وعلاقتهم مع سوريا, لا تحتاج إلى شرح وتفصيل لأنها أمام العيان ويشاهدها العالم يومياً من خلال وسائل الإعلام, ماذا تفعل الجماعات الإرهابية التي تمولها تركيا بسوريا, أو مع عموم العرب, كان وما زال الكيان التركي يقف في المربع المعادي لهم قولاً وفعلاً. وعلاقتهم مع يونان فحدث ولا حرج, يومياً تنتهك قواته الهمجية المجال الجوي والبحري لهذا البلد الأوروبي, الذي رزح تحت الاحتلال العثماني لسنوات طوال, ومنذ أواسط السبعينات القرن الماضي يحتل الأتراك الجزء الشمالي من جزيرة قبرص. أما انتهاكاتهم مع بلغاريا بسبب حفنة من الأصول التركية تتأثر علاقتهم بها بما يزعمه الجالية التركية من أكاذيب وتدليس عن اضطهادهم على أيدي المسيحيين. وكذلك الحال مع جورجيا. وأرمينيا, دولة الشعب الأرمني, الذي قتل منهم الأتراك أكثر من مليون إنسان بدم بارد. باختصار شديد, هذه هي علاقة الأتراك بمحيطهم, كيف يزعم هذا الباحث الكوردي, أن حزب الشعوب يعادي الأتراك؟ أ وهل يحتاج التركي إلى من يعاديه! أليس المخلوق التركي يحمل بين جوانحه كماً من الحقد والكراهية للبشرية يغطي هذا الكوكب ويفيض؟. أرجو في المرات القادمة ينتبه لهفواته, خاصة حين يذيل اسمه بأنه باحث كوردي, لأن الكورد لا يكذبون, صادقون في أقوالهم. وفي سياق حديثه, قال:”أن كورد سوريا مستاؤون من هذا الحزب” يعني حزب الشعوب الديمقراطية. لقد قلت في عنوان المقال أن… فقط ينسون عناوين أوطانهم, وعنوان الوطن هو الدولة التي تُعرف بها بمعزل عن دولة أخرى أو شعب آخر يفرض إرادته عليها بقوة السلاح؟. فالكورد يا هذا ليسوا سوريون, الكورد كوردستانيون, وإقليمهم في غربي كوردستان هو جزء متمم لعموم كوردستان المحتلة من قبل أولئك الأوباش. واثناء حديثه قاطعه محاور البرنامج فيصل القاسم الذي يضرب على الوتر الحساس خدمة لأسياده قائلاً:”هل يعادي حزب الشعوب الديمقراطية الدولة التركية؟!” وفيصل يعلم جيداً أن الكيان التركي ليس دولة, بل هو كيان أسسه المجرم مصطفى كمال بعد الحرب العالمية الأولى, بإيعاز ودعم من عدة دول غربية والوكالة اليهودية لكي يكون ضمن الطوق الذي ضربه الغرب حول اتحاد السوفيتي السابق, لكي يكون الأتراك جندرمة تحت الطلب يحرسوا الجناح الجنوبي للغرب (الكافر). وفي سلسلة ادعاءاته الكاذبة, كذب كذبة على المشاهد لها قرون, عندما زعم:” أن الكوردي في إيران يعلق على المشانق لأنه يتكلم باللغة الكوردية مع والدته!!”. يا سيد جيان, نعم أن إيران تحتل الجزء الشرقي من كوردستان, وهذا أنت لا تعرفه, لأنك تجهل أن تشير إلى أجزاء كوردستان وفق اتجاهاتها الجغرافية, فلذا تقول كوردستان سوريا أو كوردستان تركيا الخ, كأن وطننا جزءاً من هذه الكيانات المتهرئة, التي احتلت كوردستان بدعم وإسناد من الاستعمار الغربي. فإيران يا هذا, تضطهد الكورد, ولا تعدهم شعباً, ولا تعترف بحقوقهم, وهي التي اغتالت قياداتهم في أوروبا الخ الخ الخ, لكنها لا تضطهدهم إذا تكلموا باللغة الكوردية, لأن إيران نفسها تفتخر بهذه اللغة وتعدها لغة إيران القديمة؟؟. ويزعم الباحث أيضاً, بأن الكورد في إيران – كان الأجدر به يقول في شرقي كوردستان- (9) ملايين نسمة, لا أدري كيف أحصاهم أنهم (9) ملايين نسمة!!. أتحداه لو يعرف يحدد لي جغرافية شرقي كوردستان ونفوسه بصورة دقيقة واللهجات الكوردية السائدة هناك. المطب الآخر الذي تعثر به, أنه ردد القول التركي بطريقة خاطئة, حين قال “أكراد الجبال” والأصح هو أتراك الجبال, فرية سخيفة رددها أحفاد هولاكو ضد الشعب الكوردي في شمالي كوردستان حتى يلغي وجودهم على أرض وطنهم كوردستان, بينما الأخ الباحث الذي تربع على مقعد الجزيرة لم ينقل هذه المعلومة البسيطة للمشاهد العربي بصيغتها الصحيحة, حتى لا ينخدع بأكاذيب أحفاد آل عثمان!. وفي جزئية أخرى, زعم باحثنا الكوردي, أن دخل الفرد الكوردي في تركيا؟ ارتفع من (3000) دولار إلى (10,000) دولار على يد أردوغان. لا نضيف شيء, سوى أننا نقول له المثل العراقي أن الكلام ليس عليه جمرك, وألا لم يجتر هذا الصعلوك بهذه الطريقة السوقية. حقاً أنه كما قال عنه الضيف الآخر (بركات قار) يصلح أن يكون عضواً في حزب أردوغان العنصري. لم يكتفي بالترهات التي رددها على طول الوقت المخصص للبرنامج, بل حاول تبرئة أردوغان وتركيا الطورانية من تدمير المدن الكوردية في شمالي كوردستان وتحديداً مدينة نصيبين, وحاول إلصاقه كذباً بحزب العمال الكوردستاني!. بل أكثر من هذا أنه اتهم حزب العمال بنسف عملية السلام في تركيا!!!. وفي جانب آخر قال كلاماً خالف به جميع دول العالم وإعلامها التي قالت أن القرار الأخير الذي صدر في البرلمان التركي موجه ضد النواب الكورد أو نواب حزب الشعوب الديمقراطية, ألا أن هذا الغلام المشاكس قال: هذا مش صحيح, ليس ضد الكورد!!. الشيء المخزي, يظهر أن هذا الباحث متخلي عن انتمائه الكوردي, أنه يتكلم كأعداء الكورد تماماً, الذين يتوجسون من ذكر اسم كوردستان والمدن الكوردية كمدن كوردية وبأسمائها الأصيلة, لذا يقولوا مدن ذات أغلبية كوردية, وهذا الكوردي شكلاً والتركي مضموناً ردد هذه التسمية الكيدية عدة مرات في البرنامج المذكور!!. الطامة الكبرى أنه  وصف شمال كوردستان بجنوب شرق تركيا!!. عجبي, أ حقاً هذا كوردي!! كيف يصف جزءاً من وطنه المحتل كجزء من ذلك الكيان المحتل لوطنه!!. وفي جانب آخر, قال نحن مع القضية الكوردية. أتلاحظ, أنه يتكلم كشخص غير كوردي. مع أنه قال أنه كوردي وزايد على الضيف من أنقرة!, هنا نتساءل, أن كنت كوردياً بحق وحقيقة, أليست القضية هي قضيتك مثلما هي قضية أي كوردي آخر في كوردستان وخارجها؟؟!!. أنه بهذا الكلام العاهن يظهر تآزره المزيف مع قضية الشعب الكوردي الجريح, لا يا هذا خليك بعيد عن الكورد أنهم في غنى عنك وعن أمثالك الجالسون على مائدة أردوغان. لا أدري لماذا أسلوبه المبتذل ذكرني بلعبة سياسية مكررة ومكشوفة, قام بها قبل أيام حزب طالباني وعائلته بعد توقيع اتفاقه مع حركة التغيير, ومن أجل امتصاص غضب ونقمة حزب الديمقراطي الكوردستاني أو أموراً أخرى قد تحدث في قادم الأيام لا تجري رياحه كما تشتهي سفن الحزب؟, ولذا ذاع الحزب المذكور خبراً ملفقاً بالصيغة الآتية, بأن عدداً من أهم قيادات حزب طالباني وعائلته يرفضون هذا الاتفاق, منهم ملا بختيار, وعدنان مفتي, وأرسلان باييز, الخ, لكن ألاعيب هذا الحزب باتت مكشوفة ومعروفة حتى لرجل الشارع الكوردي, الذي لا يتعاطى السياسة. لنعد إلى موضوعنا, في دعاية وسخة قدمها المسمى بالباحث الكوردي مجاناً لحزب أردوغان الحاكم, حين زعم أن وزير الداخلية التركية شخص كوردي, ومدير المخابرات التركي سيئة الصيت أيضاً كوردي. بهذا الأسلوب الرخيص يحاول أن يؤثر على المشاهد الكوردستاني, كأن هؤلاء العملاء رشحهم الشعب الكوردي لتبوء هذه المناصب في جمهورية تركيا, وليسوا عملاء للنظام التركي الطوراني!!.أليس هذا الذي يدعي أنه باحث, مواطن كوردي من غربي كوردستان, الذي يرزح تحت حكم الكيان السوري العنصري؟, أليس هناك كورداً عملاء للنظام السوري العنصري؟, لماذا لا يوصفهم بهذه الصورة الوردية كما يوصف هؤلاء الكورد بائعي الذمة والضمير في الجانب الآخر من الحدود المصطنعة !!.عزيزي القارئ الكريم, أنه اجتر كثيراً في هذا البرنامج المعادي للكورد وكوردستان , لكني أرى أنه لا يستحق أن نعطيه أهمية أكثر من هذا, لأننا في هذه الوريقات القليلة كشفناه على حقيقته, وفضحنا مغزى الكلام المدسوس الذي حاول دسها في لغة الشارع الكوردي, لقد بينا حقيقتها والقصد الدنيء منها. نتمنى أن يعرف المواطن الكوردي جيداً معاني المفردات التي تقال في وسائل الإعلام جيداً, ويقرأ بدقة ما يأتي بين السطور و خلفها؟ حتى إذا خرجت تلك الكلمات من أفواه القيادات الكوردية في عموم كوردستان.

” الخيانة لا تنجح أبداً لأنها حين تنجح نعطيها اسماً آخر؟”. (مثل أمريكي)

محمد مندلاوي

08 06 2016    

  

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *