العراق والتقسيم / بقلم عصمت رجب

لاشك باننا نسمع من هنا وهناك بان عملية الاستفتاء المزمع اجراؤها في اقليم كوردستان ايلول القادم هي عملية لتقسيم العراق،  وايضا نسمع بان الوقت ليس مناسبا للاستفتاء ، ربما يفتهم البعض بان الاستفتاء يؤدي الى التقسيم .

 من خلال التعمق بمعنى كلمة الاستفتاء التي هي ممارسة ديمقراطية تمارسها الشعوب بامر من المتصدين لضرورات مصيرية في حياة اي بلد او مجتمع او قبيلة او مدينة هدفها اصلاح الوضع العام والخروج من الازمات ، وهو  قرار يتعلق بالسياسة العامة تطرحه الهيئة التشريعية على الشعب للاستفتاء عليه ، ويثبت التاريخ الحديث والمعاصر رجاحة القرارات المصيرية المتخذة من خلال الاستفتاءات الشعبية فسويسرا وجنوب السودان وكندا والولايات المتحدة الامريكية وفرنسا خير دليل على ان الاستفتاء هو تقليد ديمقراطي قوامه اقتراع عام مباشر يدعى إليه الناخبون للفصل في تعديلات ذات طبيعية تشريعية أو دستورية أو حتى ترابية، بطلب من الحكومة أو بناء على تعبئة شعبية، حسبَ القوانين المعمول بها في البلد الذي يقوم بالاستفتاء .

فبالنسبة للعراق الاتحادي ولا نذهب بعيدا في تاريخه بل نتحدث عن مرحلة من 2006 واستلام نوري المالكي لرئاسة الوزراء الى يوم خلعه في 2014 والاحداث التي حصلت وكيف تم تقسيم العراق قوميا ومذهبيا ومناطقيا .

فمذهبيا ، المجتمع السني وبسبب السياسة التهميشية التي مارسها المالكي اعتُبِر محتلا من قبل جيشه الذي كان يكيل بمكيالين في التعامل مع السنة في جميع المحافظات ذات الغالبية السنية والتي طالبت اغلبها متحدة احيانا ومفردة احيانا اخرى بفصل نفسها عن الحكومة الاتحادية في بغداد ، وكان المطلب شعبي ليتخلصوا من ظلم المالكي وسياساته الخبيثة تجاههم من خلال استفتاء شعبي في المجتمع السني وقد حوربت فكرتهم بتسليم محافظاتهم لاخطر تنظيم ارهابي مجرم في العالم .

اما مناطقيا ، فالمجتمع الشيعي وايضا بسبب سياسات المالكي الاقتصادية الخاطئة فكانت محافظات البصرة والناصرية  تنتهج نهجا باتجاه الاقلمة لتضع حدودا لظلم الحكومة لهم .

وقوميا ، فالمالكي حاول محارب الكورد عسكريا من خلال قيادات العمليات التي شكلها وحاول دفعها باتجاه الاقليم . اما سياسيا فالاتفاقات التي عقدها المالكي مع دول الجوار من اجل ايذاء كوردستان كانت اشبه باتفاقية الجزائر المشؤومة التي عقدت بين ايران والحكومة العراقية  في سبعينيات القرن المنصرم، واقتصاديا فحدث ولا حرج فقطع الميزانية والرواتب ومخصصات البيشمركة ومحاربة الشركات النفطية داخل الاقليم كلها كانت ادوات استخدمها المالكي لمحاربة كوردستان .

اذا العراق مقسم اساسا فعن اي تقسيم تتحدثون .

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *