العراق: عشرات القتلى والجرحى في سلسلة تفجيرات منسقة في بغداد

هزّت سلسلة تفجيرات مناطق عدة في العاصمة العراقية بغداد صباح الخميس، وذلك للمرة الاولى منذ اندلاع الأزمة السياسية بين حكومة نوري المالكي من جهة والقائمة العراقية من جهة اخرى عقب اتمام الولايات المتحدة سحب قواتها من البلاد.

وأفاد مراسل بي بي سي في بغداد نقلا عن وزارة الداخلية العراقية بوقوع تفجيرات في ثلاث عشرة منطقة مختلفة هذا الصباح.

كما ذكر مراسلنا أن ثلاثة انفجارات أخرى وقعت مساء الخميس في غرب بغداد مما أدى إلى سقوط قتيلين و13 عشر جريحا.

وبذلك ترتفع الحصيلة الكلية للانفجارات إلى 70 قتيلا و200 جريح.

هجمات منسقة

واوضح مصدر في وزارة الداخلية ان 16 شخصا قد قتلوا واصيب 34 في انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة العلاوي وسط بغداد.

واضاف ان “انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف مبنى هيئة النزاهة في الكرادة وسط بغداد ما ادى الى مقتل 23 واصابة 46 آخرين”.

وقالت رغد خالد وهي معلمة بروضة اطفال في منطقة الكرادة ان الانفجار ادى الى تكسير زجاج نوافذ الروضة. وان الاطفال قد ارتعبوا واخذوا في الصراخ والبكاء، كما ان اجزاء من السيارة المنفجرة سقطت داخل مبنى الروضة.

وغطت سحابة من الدخان حي الكرادة بعد الانفجار، ورعت سيارات الاسعاف الى موقع الانفجار.

وقالت امرأة اسمها أم حنان ان طفلتها غطيت بنثار الزجاج الناجم عن الانفجار.

واضافت: “انا ترتجف رعبا الان في الغرفة المجاورة .. ان كل البلدان مستقرة. لماذا نحن لا ننعم بالامان والاستقرار؟”.

كما انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في منطقة الدورة جنوبي بغداد وسيارة مفخخة في حي ابو دشير المجاور ما ادى الى مقتل 8 اشخاص واصابة 37 بجروح، بينما اصيب 4 آخرون في شارع الستين بانفجار عبوة ناسفة. وقتل شخص اخر في انفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارة مدنية في حي الميكانيك في الدورة ايضا.

وفي حي العامل (غربي بغداد) وقع انفجاران في موقع واحد تفصل بينهما مسافة زمنية، ويبدو ان الانفجار الثاني قد استهدف الناس الذين تجمعوا لانقاذ ضحايا الانفجار الاول

خلف انفجار السيارة المفخخة دمارا كبيرا في حي الكرادة ببغداد

فيما اصيب 19 بانفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في اليرموك والحارثية غربي بغداد. وقتل شخص واصيب آخر بجروح في سقوط صاروخ كاتيوشا على مجمع سكني في الغزالية غربي بغداد.

وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الامين الثانية جنوبي شرق بغداد ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح 9 اشخاص اخرين.

كما وقعت انفجارات اخرى في احياء الشعلة والشعب والاعظمية والجادرية ومنطقة باب المعظم شمالي العاصمة.

ولم تتضح الجهة التي تقف خلف التفجيرات، اذ لم تعلن اية جهة عن مسؤوليتها عن الهجمات، الا انها جاءت بعد أيام من انسحاب اخر القوات القتالية الامريكية من العراق.

كما تزامنت مع الازمة السياسية الناشبة بين اطراف حكومة الشراكة الوطنية في العراق، بعد مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، على خلفية اتهامه بالعلاقة بسلسة هجمات”ارهابية” تورط فيها عدد من عناصر حمايته.

اجتماع برلماني طارئ

و دعت رئاسة البرلمان العراقي الى عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل السياسية الجمعة “بهدف تدارك الوضع الأمني والسياسي والتوصل إلى حلول ناجحة” في أعقاب سقوط العشرات من القتلى والجرحى في سلسلة هجمات وقعت في بغداد الخميس.

واستنكر رئيس البرلمان الهجمات التي شهدتها بغداد وقال إنها “استهداف للحمة الوطنية، واستغلال للأوضاع الراهنة بتمزيق وحدة الشعب”.

بغداد

سحب الدخان ترتفع في سماء بغداد

ومن جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن توقيت تلك الهجمات واختيار أماكنها “يؤكد مرة أخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها، ومحاولاتهم لخلط الأوراق على أمل الوصول إلى تلك الأهداف”.

ودعا المالكي رجال الدين والسياسيين والأحزاب ورؤساء العشائر ومن سماهم بالقوى الوطنية الخيرة إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا الظرف والوقوف إلى جانب القوات الأمنية وتعزيزها بالمعلومة الصحيحة.

وأكد المالكي في تصريحه أن ” المجرمين ومن يقف وراءهم لن يستطيعوا تغيير مسار الأحداث والعملية السياسية، أو الإفلات من العقاب الذي سيواجهونه إن عاجلا أو آجلا”.

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *