العراق دكتاتورية اغلبية ام ديمقراطية ناقصة / بقلم عصمت رجب

في العراق حيث الدم المراق بابشع انواع القتل الذي يتعايش وصراع الافكار المذهبية ! ثمة مؤشرات واضحة على انتكاسات لصورة مستقبلية باتت واضحة المعالم لكل من يعرف طبيعة بعض احزاب السلطة الاتحادية حاليا! ففي العراق اليوم سباق رهيب من أجل تقرير مستقبل البلد على خلفية حرائق الحرب ورائحة الدخان والبارود وارهاب داعش المجرم .

 ان ما يحصل في العراق من تجاوزات على المفاهيم الانسانية والدستورية بطرق مباشرة ، هي بعض التشريعات والقرارات التي يقرها مجلس النواب والتي يضعها على مقاس بعض احزاب السلطة المتنفذة بعيدة عن ارادة الشعب العراقي ، يصوت عليها باسلوب الاغلبية العددية في مجلس النواب دون النظر الى تداعيات خلفياتها وان كانت لا تتوافق مع شرائح كبيرة من المجتمع العراقي والتي سوف يكون لها مردود سلبي على مستقبل العراق  ، هذا بالاضافة الى الفساد المالي والاداري الذي تمارسه تلك الاحزاب او ربما بعض الشخصيات المستندة الى تلك الاحزاب ، تحت غطاء الديمقراطية الجديدة في العراق التي اعادت بشكل او اخر اعادة انتاج الدكتاتورية فبدلا من ان تكون الاغلبية في النظام الديمقراطي ضمانة لحقوق الجميع ، اقليات واغلبيات عكست الصورة وباسلوب يعود بالفائدة لبعض الاحزاب تعمل في السلطة ولها الاغلبية النيابية ، وقد استطاعت ان تكرس ما يسمى دكتاتورية الاغلبية تحت غطاء الديمقراطية ، فالاغلبية المهيمنة او الحاكمة في العراق اليوم هي المكونات المذهبية الرئيسة ويبدو كما هو ظاهر على السطح ان الخلافات باتت عميقة بين هذه المكونات ، وكل يريد السلطة  بعيدا عن المشاركة الجماعية .

هذه الصراعات والاحتراب بين المكونات السياسية الرئيسة والتي ترسم سياسة البلاد على اقل افتراض يذهب ضحيتها اولا واخيرا المواطن البرئ المسالم الذي كان ينتظر من حال التغيير خيرا فلم يحصد منه سوى شرا وقتلا وتهميشا واقصاءا والاتي اشد واقسى.

كنا نتمنى ان يضع سياسيو العراق اما اعينهم اقليم كوردستان، ليحذو حذو التجربة الكوردستانية بقيادة الرئيس مسعود بارزاني الذي يمتلك رؤى تجديدية في الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،  ومعه، اصبحت مصطلحات الديمقراطية، الانتخابات، خيار الشعب، المجتمع المدني، حقوق الإنسان، البناء الحفاظ على المكتسبات التعامل السلمي مع الاخر والاعتراف به ترد بشكل تلقائي لدى الكتاب والمثقفين وعامة الشعب، مع دراسة مستفيضة من قبل مختصين، لكل تشريع ، يقر بالبرلمان الكوردستاني  ، فمن خلال اسلوبه القيادي استطاع الرئيس مسعود بارزاني بناء صورة مقبولة دوليا لأقليم كوردستان كدولة مستقبلية لها مكانتها بين دول العالم وخصوصا الغرب الاوربي والامريكي .

بقلم عصمت رجب

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *