السلطات العراقية تقول أنها تبحث عن 50 ألف مفقود عراقي في إيران

 

 

العراق وإيران يتبادلان رفات جنودهما

أعلنت السلطات العراقية أنها تبحث عن 50 ألف عراقي مفقود من ضحايا الحرب مع إيران بين عامي 1980 و1988 لم يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما توجه إلى طهران زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لبحث تداعيات نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العراق.

د. أسامة مهدي/ لندن Elaph

قالت وزارة حقوق الانسان العراقية اليوم إن العراق يبحث حاليًا عن اكثر من 50 ألف مفقود عراقي من ضحايا الحرب العراقية الإيرانية التي جرت بين عامي 1980 و1988 لم يعرف مصيرهم إلى الآن.

واوضح المتحدث بإسم الوزارة كامل امين أن “هذا الملف مازال العمل فيه مستمرًا إلى الآن، حيث جرت عمليات تبادل متعددة خلال الفترات السابقة لأسرى ومفقودين، والتي تدل على التزام العراق بتنفيذ هذا الملف كاملاً، لافتًا إلى أن وزارة حقوق الانسان “هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن استلام وتسليم الأسرى بين الجانبين باشراف منظمة الصليب الاحمر”.

وأشار إلى أنّ التقارير التي تناقلتها وسائل اعلام خلال الساعات الاخيرة بشأن عودة أسرى عراقيين لا اساس لها من الصحة، مؤكداً أن “ملف الاسرى بين الجانبين العراقي والإيراني يجرى وفق مذكرة تفاهم بين الجانبين بإشراف منظمة الصليب الاحمر”. واوضح أن الوزارة “اجرت اتصالاً مع مسؤولي منظمة الصليب الاحمر الدولية حول الموضوع، فأكدوا عدم علمهم بأية عملية تبادل للاسرى بين الجانبين. وكانت وسائل اعلام تناولت معلومات مفادها “عودة أسرى عراقيين من الاراضي الإيرانية عبر اقليم كردستان وعلى ذويهم الذهاب لإستلامهم مستصحبين معهم المستمسكات الرسمية لهم”.

وقال إن “عملية البحث بدأت لمعرفة مصير 50 الف مفقود في الاراضي الإيرانية فقدوا اثناء الحرب مع إيران، مستدركًا “لا نتوقع وجود هذا العدد داخل منطقة العمليات في العراق ونتوقع من الجانب الإيراني الاستمرار بالبحث كون العمل انسانياً”. وكانت وزارة حقوق الانسان أعلنت العام الماضي عن تخصيص 60 مليون دينار شهرياً (55 الف دولار) لإستكمال عملية البحث عن رفات المفقودين في تلك الحرب.

يذكر أن عدد المفقودين الإيرانيين في مسرح عمليات الحرب في العراق يقدر بحوالي 30 ألفًا، بحسب الوزارة التي أشارت إلى أنّها مستمرة في البحث عن رفات لضحايا تلك الحرب في منطقة الفاو بأقصى الجنوب العراقي على الخليج العربي، وتحديداً في مسرح العمليات بحدود 1000 كيلومتر مربع، موضحة أن الكثير من الضحايا فقدوا في المياه سواء في شط العرب والأنهر.

يذكر أن ملف البحث عن رفات ضحايا الحرب العراقية الإيرانية مستمر، لكنه من الناحية القانونية فإن كثيرًا من العوائل غيّرت فقيدها من مفقود إلى متوفٍ، حيث يحق لأهل المفقود بعد 4 سنوات من تأريخ فقدانه التقدم بطلب رسمي إلى وزارة الدفاع لإعتباره متوفياً واصدار حجة وفاة أو قرار محكمة على أنه متوفٍ، وليس شهادة وفاة ليتسنى لهم تسيير إجراءات الإرث، أو أن الزوجة تريد التصرف بحياتها.

كما أن الجهات الحكومية، المحسوب عليها مفقودون، سواء كانوا في الجيش أو موظفين أيضاً، فقد طالبت هذه الجهات بتحويلهم إلى متوفين لمنح ذويهم رواتب تقاعدية. يذكر أن الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في ايلول (سبتمبر) عام 1980 وانتهت في آب (أغسطس) عام 1988 خسر البلدان فيها مليون قتيل، وفُقد الآلاف ولم يعد الكثير منهم إلى بلديهم حتى اليوم.

ومن المتوقع أن تعثر الفرق المشكلة من العراق وإيران على أعداد رفات أكثر، لاسيما وأن الحدود العراقية الإيرانية طويلة جداً وكانت ساحة للحرب بين البلدين حينها. وبين فترة وأخرى يتبادل البلدان رفاة ضحايا قضوا في الحرب وذلك بإشراف اللجنة العراقية الإيرانية المشتركة، والتي اتفق البلدان على تشكيلها بهدف البحث عن رفات ضحايا الحرب. وقد تم الافراج بحسب طهران عن 59830 جنديًا عراقيًا و39417 جندياً إيرانياً منذ عام 1988.

الصدر إلى طهران لبحث مرحلة ما بعد الانتخابات

إلى ذلك، توجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقًا. وأكد مصدر مطلع في مكتب التيار أن الصدر غادر عبر مطار النجف الدولي متوجهاً إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة تأتي في إطار مناقشة تداعيات نتائج الانتخابات النيابية العراقية الاربعاء الماضي وتشكيلة الحكومة المقبلة.

وتأتي هذه الزيارة في وقت بدأت الكتل السياسية في العراق سلسلة اجتماعات لبحث شكل الحكومة المقبلة وطبيعة التحالفات الثنائية، فيما نفت الحكومة العراقية تقارير صحافية عن زيارة سرية لرئيس الوزراء نوري المالكي إلى طهران.

فبعد اجتماع الجمعة عقده زعيم كتلة الوطنية إياد علاوي وزعيم كتلة العربية صالح المطلك وزعيم كتلة متحدون اسامة النجيفي قال بيان رسمي إن اللقاء اسفر عن تفاهمات كبيرة ومهمة. ومن جهته أعلن عضو مكتب التيار الصدري في بغداد الشيخ حسين البدري بدء كتلتي الصدر وعمار الحكيم اجتماعات ثنائية ضمت قيادات بارزة من الطرفين. وأوضح البدري أن “الاجتماع لم يتناول التحالف بين الطرفين بقدر ما تناول التأكيد على رفض ولاية ثالثة للمالكي وعدم الرضوخ لأي ضغوط داخلية أو خارجية حيال ذلك.

وشدد في تصريح صحافي على أن الطرفين حصلا على موقف رسمي من المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني يعارض ولاية ثالثة للمالكي ويطالب بالتغيير، “وهو ما سيشكل مصدر قوة لاستبدال المالكي وتجاوز كل أشكال الخلافات الحالية” على حد تعبيره. واوضح أن جميع المباحثات الجارية حالياً لا تزال مغلقة في انتظار إعلان نتائج الانتخابات اواخر الاسبوع المقبل للبدء بالتحالفات والاتفاقات.

ومن جانبه، أعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات سربست مصطفى أن العمل سيبدأ اليوم بالخطة البديلة في مكتبي الكرخ والرصافة، المتضمنة العمل بوجبتين للعد والفرز لتسريع وتيرة العمل وحسم نتائج الانتخابات النيابية. وقال في تصريحات صحافية إن تأخر اعلان نتائج الانتخابات النيابية لا يتعلق بمفوضية الانتخابات بل في تقيدها بالمدد القانونية المخصصة لذلك العمل ومنها عملية ادخال النتائج وتثبيتها واستقبال الطعون من قبل الكيانات السياسية عليها التي ستنظر بها الهيئة القضائية في مدة 10 ايام.

وأشارت المفوضية إلى أنّ آلاف الموظفين انسحبوا من مراكز الانتخابات مبينة أن تعويضهم كان صعباً، فيما أشارت إلى أنّ بعض المراكز عملت بموظفين أو ثلاثة فقط. وقال رئيس الدائرة الإعلامية للمفوضية مقداد الشريفي اثناء مؤتمر صحافي امس إنه في بعض المحافظات والمناطق الساخنة انسحب الآلاف من الموظفين في ليلة الانتخابات مبينًا أن عملية تعويضهم كانت صعبة.

وأكد الشريفي أن ما يعرض من نتائج من قبل وسائل اعلام وكتل سياسية مجتزأ وغير دقيق، لافتًا إلى أنه في بغداد وحدها يوجد 13 الف محطة ولا يمكن لأي كيان سياسي جمع هذا العدد الكبير. واوضح أن اعلان النتائج قد يتأخر قليلاً عن موعده المحدد الذي أعلنته المفوضية، وهو من 20 إلى 30 يوماً بسبب عدد الشكاوى وعمليات اعادة العد والفرز التي تستغرق من 10 إلى 14 يوماً.

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *