السادس من تشرين أول يوم الشهيد الكلداني… من إبادة جماعية إلى أخرى

 

سكان العراق الأصليين بين مطرقة الإسلاميين وسندان الغرب المتقاعس!

حيّا عمّا كلدايا

مما يبعث على الأسى اليوم أن نستذكر (يوم الشهيد الكلداني) في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا الكلداني وبقية المسيحيين العراقيين والمكونات الصغيرة الأخرى في العراق، لا سيما أخوتنا المندائيون والمكون اليزيدي، نتيجة تواصل الإبادة الجماعية و(التطهير العرقي – الديني) لهذه المكونات الأصيلة في وطنها الأم، جراء الأنهيار الإجتماعي في الشرق الأوسط بسبب طوفان المد الإسلاموي الدموي.

أن تواصل حملة (الإبادة الجماعية) و(التطهير العرقي) للمكونات العراقية الأصيلة وفقاً لتعريف الأمم المتحدة لماهية (الإبادة الجماعية) المتفق عليها منذ أربعينات القرن المنصرم، إنما تعيد لأذهاننا حجم الكوارث التي مرت على شعبنا الكلداني العريق، إبتداء من حملة (الإبادة الجماعية) التي تعرض لها (كلدان بابل) على يد الفرس الأخمينيين عام 482 ق.م مروراً بحملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكلدان بعد قبولهم للبشارة المسيحية، والتي دوّن الكثير من تفاصيلها القديس مار ماروثا الميافرقيني أحد أعمدة الكنيسة الرافدية وكاتب مجموعة تراتيل الشهداء لكنيسة المشرق باللغة الكلدانية وهي صلوات تتلى في الرمش (العصر) على مدار أيام الأسبوع، حيث يذكر في صلاة الطقس المسمى (عونيثا) شعب الرافدين (بيث نهرين) الذي كان يتعرض للذبح على يد الغزاة الفرس آنذاك بتسميته القومية (كلدان).

ليتواصل الذبح على يد جحافل الغزاة المسلمين من حجازيين ومغول وسلاجقة وصولاً إلى حملة الإبادة الجماعية المعروفة بأسم (سيفو) على يد العثمانيين وعدد من الأغوات الكورد في مطلع القرن العشرين، تلك المذبحة التي ذهب ضحيتها ما يقرب على المليونين ونصف المليون شهيد من المسيحيين ناهيكم عن أضعاف هذا العدد من الجرحى والنساء المنتهكات والأطفال المختطفين وضياع معظم بلداتنا وقرانا في شمال العراق.
لقد شهد شعبنا والمسيحيون الأرمن إبتداء من عام 1914م فصول هذه المذبحة الدموية التي تعد واحدة من أبشع الحملات التي كنا نعتقد بأن العالم المتحضر لن يشهد مثيل لها ثانية، حتى أعاد (الإسلامويون) الظلاميون الكرة مرة أخرى بعد (مائة عام بالضبط)، لتبدأ حملة جديدة من الإبادة الجماعية في عام 2014م، فيصفع العالم المتحضر كله في مطلع الألفية الثالثة بحجم همجيتها ومشاهدها المقرفة والمقززة التي لا يمكن أن يقبلها أي أنسان سوي أو يتقبلها أي دين مهما كان نوعه.

أن الكلدان سكان العراق الأصليون الممتحنون في كل المحن هم أقوى وأبقى من كل الكائنات الظلامية التي تسعى لذبح العالم كله من الوريد إلى الوريد. لذلك نهيب بأخواتنا وأخوتنا الكلدان بمناسبة ذكرى (يوم الشهيد الكلداني) في (السادس من تشرين الأول)، أن يعملوا يداً واحدة مع بقية المكونات العراقية الوطنية الشريفة من أجل تجاوز هذه المحنة، بخاصة وأن حكومتي المركز والإقليم وكما يبدو من تجاهلهما المخجل إنما تقامران بدماءنا من أجل أجندات سياسية بعيدة عن قيم الرجولة والمواطنة الشريفة، يشجعها على ذلك (للأسف) تخاذل (رئاساتنا الروحية) و(الرئاسات المدنية) المحسوبة علينا في الداخل، وصمت المجتمع الدولي وإداء حكومة الرئيس أوباما (العاجزة) عن فهم متغيرات المنطقة وأهمية التعامل الحاسم مع التحديات الآنية والبعيدة المدى، ناهيكم عن عدم إيفاء (حكومة أوباما) بإلتزاماتها الأخلاقية والقانونية ومقررات الإتفاقية الستراتيجية مع الحكومة العراقية، علاوة على عدم إلتزامها كدولة عضو في مجلس الأمن الدولي وعضو مؤسس للأمم المتحدة بقوانين حماية السكان الأصليين والمكونات العراقية الصغيرة (المعرضة للإبادة الجماعية) … كل ذلك يحدث للأسف، على مرأى ومسمع من العالم كله!!

بهذا اليوم التاريخي (يوم الشهيد الكلداني)، ندعوكم جميعاً إلى المساهمة معنا في الضغط على الحكومة الأمريكية والبرلمان الأوربي وحكومتي أستراليا وكندا للعمل بجد من أجل إنهاء هذا الوضع المخزي، كما ندعوكم إلى الإتصال بوسائل الإعلام الدولية والوطنية من أجل التذكير المستمر بهذه الإبادة الجماعية المتواصلة، لاسيما وأننا مقبلون على فصل الشتاء القارص وأهلنا في العراق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

كما ندعوكم أيضاً بهذه المناسبة للتضامن مع (مبادرة الشريط الأزرق)، من أجل التذكير بهول (الأبادة الجماعية المتواصلة لسكان العراق الأصليين)، حتى يتم التجاوب بشكل حازم وحاسم مع هذه المأساة وإيجاد حلول عادلة ومشرفة ونهائية لمعاناة المسيحيين العراقيين وبقية المكونات المضطهدة في العراق.

عامر حنا فتوحي بيث شندخ بريخا/ الرئيس العام
المركز الثقافي الكلداني الأمريكي- متروديترويت

www.Chaldean4u.org

حول مبادرة الشريط الأزرق أنظر:

https://www.facebook.com/pages/The-Untold-Story-of-Native-Iraqis/337186513076384

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *