في احتفال جماهيري في ذكرى المجازر السريانيةالرئيس أمين الجميّل: البعض يفتش عن زاوية او وسيلة لاقحام لبنان في معركة أكبر منه حبيب افرام: لا نصفق إلا لحقوقنا وحرياتنا لا لنظام ولا لشخص

دعا رئيس حزب الكتائب الرئيس الأسبق أمين الجميّل الى المحافظة على لبنان وتجنيبه الصراعات التي تدور في المنطقة لكي لا تحصل مجزرة “سيفو” أخرى في الداخل اللبناني خصوصا في ظل ما يشهده الوضع من تجاذبات سياسية وصراعات على قشور سخيفة بعيدة عن الجوهر .
وأكد ان خلاص لبنان لا يكون الا بالعودة الى الميثاق الوطني وبتطبيق سياسة الحياد الايجابي الذي هو المدخل لانقاذ لبنان من الدوّامة التي نتخبّط بها.
واذ شدد الرئيس الجميّل على المساواة بين كل الفئات اللبنانية، رفض استقواء فئة من خلال السلاح ومحاولة الاستيلاء على الدولة
وقال:” ان المشكلة التي نواجهها هي مشكلة ولاء سواء للشرق او للغرب لان لا مكان لنا في صراع الجبابرة والمحاور الاقليمية والدولية” معتبرا ان البعض يفتش عن زاوية او وسيلة لاقحام لبنان في المحاور ومعركة أكبر منه ونذهب بالتالي دعس الخيل.
ومن جهته أكد رئيس الرابطة السريانية ان المطلوب حكمة ووعي وثبات على انفتاح ومرونة. في وطن لا يقوم إلا على تسويات لا على بطولات وهمية وعلى محبة لا على حقد وعلى تضامن لا على حرق جسور. ووعد بكسر الفجور ضد أبناء الطوائف الست المسماة اقليات عبر مجزرة ابقائها دون تمثيل وزاري وعلى اعطائها مقعداً واحداً وهي لديها ستون الف ناخب مشدداً على ان حقنا من القيادات المسيحية. وطالب تركيا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن المجازر لأنها مسؤولة امام الله والتاريخ.

أما المطران جورج صليبا فاستذكر تاريخ المجزرة فدعا الى الصلاة من اجل ان يحفظ الله أوطاننا كي لا تتكرر المجازر والمآسي. وقال نحن نخشى من هجرتنا اليوم الى الغرب لئلا يصيبنا بإرادتنا ما أصابنا في تلك الأيام وهذه الحروب الواقعة في هذه العشرين سنة الاخيرة تبيّن كم تكره هذه السياسة الآخرين التي لا تعرف ديناً ولا تعرف احتراماً ولا تعرف مقاماً.

جاء ذلك في حفل جماهيري حاشد اقامته الرابطة السريانية في الذكرى السابعة والتسعين للمجازر السريانية “سيفو” في قاعة مار يعقوب السروجي في السبتية حضره الرئيس أمين الجميّل، مطران جبل لبنان جورج صليبا، مطران بيروت دانيال كورية، المطران يوحنا جهاد بطاح ممثلاً الكنيسة السريانية الكاثوليكية، النائب هاغوب بقرادونيان والنائب السابق مروان ابو فاضل، الارشمندريت سرغون زومايا من كنيسة المشرق، السيد عبود بوغوص ممثلاُ البطريرك الأرمني الكاثوليكي، الآباء الياس جرجس، انطوان خضرا، جورج صوما، شربل بحي، يطرون غوليانا، القس ادغار طرابلسي، العقيد علي الحاج ممثلاً قائد الجيش، المقدم روجيه صوما ممثلاً مدير عام الأمن العام، الدكتور كميل شمعون ممثلاً حزب الوطنيين الأحرار، الدكتور فؤاد ابو ناضر رئيس جبهة الحرية، السيد مسعود الاشقر أمين عام الاتحاد من اجل لبنان، المحامي نبيل مشنتف رئيس حزب الحركة اللبنانية، المحامي الياس مخيبر، انطوان حكيم رئيس المجلس الاعلى للكلدان، عن اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية والطوائف المشرقية الشيخ فارس داغر، جان سلمانيان، جورج سمعان، د. سليمان سليمان، ادوار بيباوي، سليم ابو زيد، البير ملكي، جاك جندو، بدري عبدايم، ناثر سحمراني، آشور كيواركيس، رئيس بلدية الجديدة السد البوشرية انطوان جبارة، مدير مؤسسة عصام فارس السفير عبدالله بو حبيب، الدكتور ايلي مخايل من وزارة الشؤون الاجتماعية، ، رؤساء المجالس الملية والمؤسسات السريانية: العميد المتقاعد جان شمعون، د. جورج نجار، جورج مقدسي، العميد المتقاعد حنا جتي، جاك شمعون، القاضي ماري مصبنجي، المحامية مي بولس، ايلي ملكي مراد، السيد طوني طعمة من زحلة، السيد فريج صابونجيان من جمعية الصناعيين وحشد من المخاتير والاهالي.

وكان اللقاء قد استهل بكلمة ترحيبية من السيدة سهام الزوقي من قيادة الرابطة جاء فيها: نستذكر هذه المذابح ليس من اجل الاحقاد والضغائن بل من اجل استعادة القيم الانسانية المفقودة ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية بين الشعوب. نتذكر من أجل أشاعة ونشر ثقافة الاعتراف والاعتذار والمسامحة والغفران. نتذكر تلك المذبحة حتى تتوقف اعمال الذبح والقتل في العالم. نتذكر تللك المذبحة حتى تتوقف المجازر معنا او مع أي شعب وفي أي مكان آخر.

وجاء في كلمة افرام التي بدأها بطلب الوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء مسيحيي الشرق من سيفو الى سيميل الى المطران فرج رحو الى بيار أمين الجميّل. وقال: على أنّ أعظم وصمة عار ضدنا كانت ان نُقتلع من جبل القديسين من طورعابدين في أوائل القرن الماضي، والعالم يتفرج ويتواطأ. وأن يغيب الحضور السرياني الآشوري الكلداني الارمني اليوناني من أرض تاريخية في غفلة من زمن.انها سيفو. كما نسميها نحن. انها المجزرة. انها الابادة الارمنية كما يعرِّفها الشعب الشقيق في الايمان والحياة : الارمن. سيفو حقيقة. لم نخترعها بل نحن ضحاياها. لدينا آلاف الكتب والوثائق والصور والبرقيات حولها. لكن الاهم لدينا اجدادنا. نحن اجيالها المتعاقبة.
فلا نقبل أن ينكرها أحد، ولا ان يسخِّفَها احد ولا أن يدّعي أحد أنها لم تحصل، ولا نرضى ان يتناساها شعبنا أو أن يجّهل الفاعل.
تركيا مسؤولة أمام الله والتاريخ. لا ينفع الا الاعتراف فالاعتذار ثم دراسة السّبل الآيلة لمصالحة. لقد كنت محاضراً في جامعة اسطنبول في 17 آذار 2006 حول حلول، لكن يبدو انها كانت حفلة علاقات عامة، لقد أوضحنا للاتراك أننا لا ننشد كراهية ولاخصومة وانهم هم من عليهم ان يبادروا.
ان سيفو نموذج لقضية المسيحية المشرقية. ان التاريخ يعيد نفسه، وبسخرية أيضا. ألم يمحى الوجود المسيحي من جبل لبنان الجنوبي عام 83؟ ألم يمحى الوجود المسيحي من بلاد الرافدين بدءا من عام 2003؟
ألسنا نحن معدين للتهجير؟ أو للذبح الحلال؟ أو على الأقل للتهميش الدائم.
لا ننسى كيف يتصرف الغرب دائماً مع قضيتنا، المانيا تآمرت مع تركيا والحلفاء صمتوا بجبن. الغرب ايضاً وايضاً يتفرج على تفجير كنائسنا واغتيال مطارنتنا ويقدم لنا سمات دخول حتى تقتلع جذورنا. غرب منافق. لسنا مصلحته. لسنا نفطاً ولا قيمة استراتيجية ولا نحن اسرائيل البنت المدللة.
نؤمن بشرق جديد. وربيع جديد. نرحب بحراك شعوب على قدر ما ينحو الى الديمقراطية والحريات واحترام الخصوصيات والقوميات والاثنيات. لكننا لا نسمع إلا فتاوى حقد واستهزاء بوفاة البابا الراحل شنودة ودعوات لهدم كنائس في الجزيرة العربية، ورفض لتمثيل سياسي صحيح ومساواة.
لسنا سذجاً. ولا نصفق لأحد بالمطلق. لا لنظام ولا لشخص ولا لقائد ولا لزعيم. نصفق لحقوقنا لحضورنا لحريتنا للاعتراف بنا قوميات وشعوباً، لغة وثقافة وفكرا وتمثيلاًً ومواطنين درجة اولى.
لن نسكت في لبنان على مجزرة ابقائنا دون تمثيل وزاري منذ الاستقلال. هذا الفجور ضدنا سنكسره.
لن نسكت عن اهمالنا في النيابة. نائب واحد عن 6 طوائف لها أكثرمن ستين الف ناخب. لنا حقوقنا من القيادات المسيحية وهم مسؤولون عنها. لن نقبل باعتذار. أما نحن من صميم هذه المسيحية اللبنانية أو لا. انه المحك.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *