الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الفقيد ادريس بارزاني / بقلم عصمت رجب

تفتخر الامم والشعوب برموزهم على مختلف الاصعدة والمجالات كما نحن ايضا نفتخر برجالاتنا الذي نعتبرهم رموزا قدموا الكثير لهذا الشعب ومن بين هذه الرموز القومية الفقيد ادريس بارزاني الذي كان مناضلا قوميا ومهندسا للمصالحة ومقاتلا (بيشمركة) في ثورتي ايلول وكولان المباركتين والتحق بقافلة الشهداء ، لذلك تقديرا وعرفانا لنضالاته تستعيد ذاكرتنا كل عام بفخر ، نذور خير للوطن والمباديء والقيم دون ملل او كلل ناضلوا اياما وليال مطالبين بالحرية لشعبهم والديمقراطية لبلدهم .. رحلوا عنا تاركين بصماتهم التي لا تنسى مؤكدين لنا بان الحق هو الذي يسود على الظلم والطغيان …  لقد استحقوا الخلود في ذاكرتنا كما استحقوا القابا سامية تليق بمقامهم وشخصيتهم ونضالهم ، ومن بينهم الفقيد المناضل والبيشمركة ادريس بارزاني الذي مرت علينا الذكرى الثامنة  والعشرين لرحيله عنا في الحادي والثلاثين من كانون الثاني ، حيث كان رجل المواقف الصعبة والبيشمركه الذي لا يساوم احداً بحق شعبه .. الرجل الصادق والامين في عمله حاملا الرسالة طوال ايام نضاله ، مرتشفا من والده الخالد مصطفى البارزاني كل معاني الوطنية والقومية للكوردايتي واستنبط من والده  الخبرات العسكرية والسياسية وشارك في القتال والتصدي لاعداء شعبه وللدفاع عن ارضه مع  المناضلين في كل المعارك التي جرت بثورتي ايلول وكولان المباركتين .  زار الفقيد ادريس بارزاني  شنكال في سبعينيات القرن الماضي ليؤكد للعالم وللانظمة العراقية بان شنكال كوردستانية ولا نقبل المساومة عليها ، وكانت زيارته الميمونة كرسالة اطمئنانية الى اهالي شنكال بانها جزء لا يتجزأ من كوردستان ، كون الكثير من اهالي شنكال العزيزة كانوا يناضلون في ثورة ايلول المباركة، بالاضافة الى ان المعروف حول اسم شنكال او شنكار لاوجود له في القواميس والمعاجم العربية مايثبت كوردستانيتها . ولد الفقيد ادريس بارزاني في شهر آذار عام 1944 بمنطقة بارزان من عائلة مناضلة لها عمقها القومي والديني ومشهود عنها النضال من اجل حرية شعبها والدفاع عنهم . وكان الفقيد ادريس قد نهل من نهج البارزاني الخالد كونه تلميذاً في مدرسته النضالية وكرس كل حياته القصيرة في النضال والكفاح من اجل امته وارضه لانه كان مؤمناً بقضية الكوردايتي اشد الايمان . في اتفاقية اذار عام 1970 كان الفقيد ادريس بارزاني احد رواد السلام في هذه الاتفاقية التي جرت بين قيادة الثورة الكوردية وحكومة بغداد وكان من الناشطين بهندسة المصالحة بين بغداد وقيادة الثورة . استطاع بعد نكسة اتفاقية الجزائر الخيانية ، بذكائه السياسي والدبلوماسي جمع القيادات والقوة الكوردستانية ، في الداخل كونه كان المحرك والنواة الرئيسية للحركة التحررية الكوردستانية ، وكان ينسق بين الرئيس مسعود بارزاني وقيادات البيشمركة في الداخل، وكان على اتصال دائم مع والده الخالد مصطفى البارزاني عندما كان في الولايات المتحدة الامريكية لغرض العلاج، وبالمقابل كان يعمل بتواصل دائم مع قيادات البيشمركة في الداخل .   فكانت ثورة كولان التحررية التي هي امتداد لثورة ايلول المباركة .

  في الختام  لم يفارق الفقيد ادريس نضاله السياسي والعسكري لحين وفاته بعد ان اشترك في ثورتي ايلول وكولان.. وكان له الدور المشرف والفاعل والاساسي في اعادة ترتيب البيت الكوردستاني بتوحيد وجهات النظر للحركة الوطنية الكوردستانية ولعقد المصالحة مع قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحركات الكوردستانية الاخرى التي جرت في اواخر العام 1986 لتصبح بعد ذلك النواة الاولى لتأسيس جبهة كوردستانية موسعة لتظهر الى العلن في شهر حزيران عام 1988 .

وفي ليلة 31- كانون الثاني – 1987 انتقل الى رحمة الله اثر جلطة دماغية ، بعد انتهاء اعمال مؤتمر نصرة الشعب العراقي في طهران. تحية لأرواح شهداء الحركة التحررية الكوردستانية وعلى راسهم البارزاني الخالد وادريس الفقيد .

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *