الدكتور دريد حكمت طوبيا زوما، هل كنتَ اميناً لمهام وظيفتك؟

“خاهه عَمّا كَلذايا”

أنا لا أتصفح موقع عينكاوة كوم لمواقفه المناوئة للكلدان، ولكن أحد الصدقاء اشار علي بأن اقرأ موضوعاً منشوراً في الموقع المذكور في حقل أخبار شعبنا/تحت عنوان “مستشار محافظ نينوى يؤكد موافقة المحافظ بمنح إجازة الأول من نيسان قبل اسبوع” مفاد الخبر أن الموقع المذكور نشر خبراً بأن السيد محافظ نينوى الاستاذ اثيل النجيفي منح الموظفين في الجامعات والمعاهد والمدارس من المسيحيين إجازة يوم الثلاثاء المصادف 1 / 4 / 2014 بمناسبة حلول عيد رأس السنة البابلية الآشورية لعام 6764، تاريخ الأمر 30/3/2014 العدد 10/1685

والموجودة صورته أدناه

 

السؤال هو:ـ كيف عرف السيد المحافظ بأن العيد هو عيد رأس السنة البابلية الآشورية؟

كيف عرف السيد المحافظ بأن السنة هي 6764؟

هل دقق السيد المحافظ بصحة المعلومات التي قدمها له مستشاره؟ وهل له ثقة مطلقة بالسيد المستشار من أنه يكون وفياً لمسؤولياته الوظيفية؟ وللمهام الموكلة إليه؟

السيد دريد حكمت طوبيا زوما هو مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات (الإنتباه رجاءً لشؤون المكونات وليس لشؤون الآشوريين او لشؤون الزوعا) إذن المنصب هو منصب عام، والشخص الذي يشغل المنصب يجب أن يكون أميناً وصادقاً ومخلصاً ووفياً لمنصبه، لا أن يكون منحازاً لجهة دون أخرى، للجهة التي يستفيد منها.

 

هناك ورقة أو كتاب رسمي آخر صدر من مكتب السيد دريد طوبيا موجّه للسيد المحافظ حول طلب إجازة لشريحة كبيرة جداً (المسيحيين وتشمل هذه التسمية الكلدان والآثوريين والسريان والأرمن) للإحتفال بعيد يشمل شريحة واحدة فقط وهي الآثوريين، حيث قرر السيد دريد طوبيا أن يكون عيد راس السنة هو عيد راس السنة البابلية الآشورية، ولا أدري كيف ربط هذا الربط، وكيف أعتبر السيد دريد طوبيا أن السنة هي 6764؟ وهل أخذ بالإعتبار بأن السنة هي سنة بابلية كلدانية وهي 7314 كلدانية؟ وكيف سيوفق بينهما؟ وما هي أدلته حول إعتبارها سنة آشورية؟ ولماذا لم يعطي المعلومات الصحيحة للسيد المحافظ على اساس السنة الكلدانية 7314؟ ليكون أميناً لمنصبه ولمهام مسؤولياته بإعتباره مستشاراً لمحافظ نينوى لشؤون المكونات؟ لماذا ألتزم بالمكون الآشوري وتناسى المكون الكلداني الذي يمثل الجزء الأكبر في المعادلة المسيحية؟ وهل أن إنتسابه أو إنتماؤه للزوعا حتّم عليه هذا التغاضي؟ وماذا سيكون موقف السيد المحافظ منه عندما يعلم بحقيقة الأمر؟ هل أخفى على السيد المحافظ ذلك؟ ام كان متعمداً تغييب المكون الكلداني من هذا الإحتفال ومتعمداً عدم ذكر السنة الكلدانية 7314؟

كان بالمفروض بالدكتور حكمت طوبيا أن يقول مثلاً وتحاشياً للإحراج (السنة البابلية الآشورية كذا الموافقة للسنة البابلية الكلدانية كذا).

في كتاب الكلدان منذ بدء الزمان للمؤرخ الاستاذ عامر حنا فتوحي وفي الصفحة 266 منه موضوعاً بعنوان “أكيتو راس السنة الكلدانية البابلية 5300ق. م” ويستمر الشرح فيه اربع صفحات يقول في جزء منها (يعود الإحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أما قبل ذلك التاريخ فكان الإحتفال بأكيتو أو كما يسمى بالسومرية أكيتي، يمثل إحدى مناسبتين رئيسيتين أكيتو وزاكموك) نقطة مهمة أوردها المؤرخ عامر في كتابه وهي “وقد أنفرد البابليون بممارسة طقوس الإحتفال بعيد رأس السنة البابلية (اكيتو) في الأول من شهر نيسان من كل عام، فيما كان الإحتفال بهذه المناسبة يتم في المناطق الأخرى من وادي الرافدين وخاصة في إقليم الشمال شوبارو/آشور في تواريخ لاحقة” إذن العيد هو عيد كلداني بالأصل سرقه الآشوريون وجعلوه عيداً لهم.

ثم نقرأ كيف أحتفلت نينوى بعيد أكيتو حيث يقول المصدر “ولكن بعد دمار بابل على يد الملك الاشوري سنحاريب عام 689 ق. م توقفت الإحتفالات العظيمة في بابل، فقام سنحاريب بالإحتفال بعيد أكيتو في عاصمته نينوى جاعلاً الإله الشوباري الأصل آشور يلعب الدور الرئيس في الإحتفالات، فانقلب عليه أهل بيته وتمكن أحد ابنائه من قتله، وهنا قام أبنه اسرحدون عن نية حسنة أو بناءً على رغبة والدته الكلدانية نقية بإعادة تعمير بابل وإعادة طقوس مراسيم الإحتفال بكبير آلهة العراق القديم مردوخ ….. لكن الإحتفال بعيد أكيتو بقي مستمراً في الإقليم البابلي بحسب الوثائق التي جاءتنا من مدينة أوروك حتى منتصف القرن الثاني ق . م”

جاء في الموسوعة (ويكيبيديا) “ويعود الاحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.”

وللمزيد من الإستفادة أنقل لكم نصاً من مقال المؤرخ عامر حنا فتوحي والذي كتبه العام الماضي بمناسبة السنة الكلدانية 7313 أورده هنا للفائدة (منقول من موقع كلدايا دوت نت):-

“معلوم لدى المختصين جميعاً، بأن أحتفالات (عيد أكيتو) تقوم على ثلاثة أعمدة، هيّ:

أولاً- أنه ينبغي أن يتم في (الإيساﮔيلا) أي المعبد الشامخ وبترجمته الحرفية (المعبد المرفوع الرأس) وهو المعبد الرئيس لمدينة (بابل)، و(توأمه المهجور) في عاصمة الكلدان الأوائل (أريدو) 5300 ق.م. يجري الأحتفال في العادة من الأول حتى الحادي عشر من شهر نيسان، وفي اليوم الثاني عشر تودع الوفود (مردوخ وبابل) لتعود من حيث أتت.

ثانياً- الشخصية الرئيسة في الإحتفال هو (مردوخ) إله البابليين الوطني. الذي كانت كل الآلهة الوطنية لوادي الرافدين تشارك في إحتفالات تنصيبه ملكاً على الكون، والتي كانت تأتي إليه راجلة من كل مدن العراق القديم (يواصل شيعة العراق ذو الأصول الكلدانية هذا التقليد حتى يومنا هذا أثناء الزيارة الأربعينية)، ومع أن تقليد أكيتو (على تنوع تسمياته) قد أستمر لما يقرب من ثلاثة آلاف عام، فأن المدونات الرافدية لم تذكر مطلقاً بأن آلهة العراق القديم قد زارت إقليم آشور في يوم من الأيام للأحتفال بأعياد (أكيتو).

ثالثاً- يتم الأحتفال الرئيس في العاصمة الشرعية للبلاد (بابل) التي أعتبرها القدماء (مركز الكون) حيث يسكن (مردوخ)، بدليل أن ما من ملك بابلي على طول تاريخ وادي الرافدين صعد إلى مدينة آشور لكي يُتوج ملكاً شرعياً على كل البلاد، بالمقابل نرى بأنه ما من ملك حكم في آشور ورغب في أن يُعترف به ملكاً على كل بلاد الرافدين، إلا وجاء إلى (بابل) صاغراً لكي يُرسم في الإيساﮔيلا ليُعترف به ملكاً شرعياً.

وكتحصيل حاصل، لا توجد مدينة أخرى في كل وادي الرافدين تحتفل بعيد (أكيتو) من الأول حتى الحادي عشر من شهر نيسان بأستثناء مدينة (بابل)، لأن آلهة كل مدن بلاد الرافدين تكون حاضرة وقتذاك في بابل (العاصمة الشرعية للبلاد)، وفي ظل غياب آلهة المدن، لا يقام أي أحتفال في تلك المدن وبضمنها (آشور)، وإنما تجرى مراسيم أحتفائية بسيطة (حشادو)، تمارس من قبل أمير أو كاهن القداديس المحلي الأورﻳﮔلو، في غياب الملك المحلي والكاهن الأعظم الشاﻧﮔو ورئيس الكهنة اﻟﺷﻳﺷﮔالو، ويعبر ذلك الأحتفاء البسيط من قبل سكان تلك المدن عن فرحة العراقيين القدماء بموسم الخصوبة ومقدم العام الجديد.

يتضح مما أسلفنا:

بأن مراسيم (أكيتو) تتم في المعبد الرئيس لوادي الرافدين (الإيساﮔيلا)، وأن المدينة الوحيدة في العراق القديم التي يتواجد فيها هذا المعبد هيّ (بابل).

أن طقوس ومراسيم أحتفال أكيتو أي (مراسيم التكوين) إنما تدور حول البطل الرئيس (مردوخ إله بابل الوطني).

أن بابل هيّ مسرح أحداث (عيد أكيتو) التي تتوزع بين (الإيساﮔيلا) وبيت الأكيتو، حيث تتم طقوس (الحشادو) الرئيسة.

كما يلاحظ القاريء الكريم هنا، فأن جميع الطقوس الواردة آنفاً، لم يرد فيها ذكر (آشور) الإله أو المدينة. كما يتبين لنا بكل وضوح وجلاء أن (أكيتو) هو عيد (بابلي – كلداني) صرف، وليس عيد آشوري سرياني كلداني كما يدعي المنتمون للمجلس الشعبي الأغجاني. أن أكيتو لم يُحتفل به (شرعياً ورسمياً) إلا في (بابل)، كما أن الأحتفال بعيد (أكيتو) سبق أستخدام التسمية السريانية (المسيحية) بما يقرب من ثلاثة آلاف عام وفقاً للأدلة والمكتشفات الآثارية المادية.

الخلاصة:

(أكيتو) ليس عيداً آشورياً أو سريانياً كما يسعى الزوعويون والمجلسيون الأغجانيون إلى تمريره على البسطاء. وأكيتو كما تثبت كل الأدلة والبراهين التاريخية ليس عيداً (آشورياً – بابلياً) أو (بابلياً- آشورياً) كما يسعى هؤلاء السرّاق لهوية هذا العيد العريق إلى تجييره لقومية (خرافية)، إذ ليس لعيد (أكيتو) أية علاقة (من قريب أو بعيد) بالتسمية (الآشورية) أو (السريانية)، وإنما هو (حصراً) عيد (كلداني- بابلي).

 

أحتفالات أكيتو في دهوك عام 2011م / هذا العام قام (المتأشورون المجلسيون والزوعويون) بمنع الكلدان من رفع الأعلام الكلدانية والأحتفال بعيد أكيتو (الكلداني- البابلي) في دهوك بتوجيه من حزب المجلس الشعبي المدعوم من مسعود البرزاني!

 

نحن الكلدان، لا نكذب على أنفسنا ولا نكذب على الآخرين، نعرف تاريخنا وعلمنا القومي ونعتز بهما مثلما نعرف مناسباتنا القومية ونعتز بها أيما أعتزاز، لأن أرتباطنا بها هو أرتباط (شرعي وأصيل)، أما رئاسات وأحزاب هؤلاء النساطرة المتأشورين، المستوردون من أورميا وحيكاري وأدوات مجلس السيد مسعود البرازاني (حفظه ألله)، فأنهم لا يعرفون سوى الضحك على ذقون البسطاء وشراء ذمم المنتفعين المعروضة في سوق النخاسة.

نحن الكلدان، نمتلك الشجاعة لكي نقول بأن (أكيتو) هو (رأس السنة الكلدانية البابلية)، بدأ في بابل و(توقف إلى حين) في إقليم بابل، حتى أعاده إلى الحياة (بصورته الشرعية) غيارى الكلدان من أبناء بابل، بلاد (ما بين النهرين).

كسرياني/ سورايا بمعنى (مسيحي = ديانة)، أعتز بطقوس كنيستي الكاثوليكية، ولدت بها وأموت عليها، لكنني قومياً (كلداني حد النخاع)، تماماً مثلما كانت كل السلالات الوطنية (في إقليمي بابل وآشور) كلدان حد النخاع، و(أتحدى أي أكاديمي) … وأعيد هنا كلامي ثانية (أتحدى أي أكاديمي) متأشور أو منتفع لكي يقدم لي دليل واحد بأن أول وآخر سلالة وطنية حكمت في آشور لم تكن بابلية – كلدانية.

أقولها وبملء الفم: لا توجد (قومية بابلية)، لا توجد (قومية آشورية)، لا توجد قومية (كلدوآشورية)، لا توجد (قومية آرامية)، لا توجد (قومية سريانية رافدية)، لا توجد قومية بأسم (سورايي) أو (آسورايي)، لا توجد قومية قطارية بوجود حرف الواو أو بعدمه. كلنا (كلدان)… كلنا (كلدان) وكلنا أحفاد بُناة إقليمي (بابل وآشور).

كما ذكر تفاصيل أخرى عديدة المؤرخ الدكتور گورگيس داود مردو في مجلده (تاريخ بلاد الرافدين/ الكلدان والآشوريون عبر القرون/ المجلد الأول/ الصفحات من 305 – 310) في مقال بعنوان “أكيتو عيد الربيع البابلي/ جذوره، ايامه، عائديته، والمنشور بتاريخ 25/3/2012 بقلم الحكيم البابلي تحت هذا الرابط

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=300534

بينما لا توجد دلائل على معرفة هذا العيد في الأقليم الشمالي (آشور) قبل سنة (1200 ق . م)، وذلك حين قام الملك الآشوري (تيكولتي نينورتا الأول 1214 – 1208 ق . م) بعد غزوه وتدميره لمدينة بابل بسرقة تمثال الإله مردوخ ونقلهِ ضمن غنائم الحرب إلى بلاد آشور في شمال العراق، مما حفز الشعب الآشوري على الإحتفال بهذا العيد لأول مرة إقتداءً وتقليداً لإحتفالات البابليين به.”

ما ذكرناه هو غيضُ من فيض، كان على السيد مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات أن يتأكد منه قبل أن يخوض غمار هذا البحر العميق، وكنتُ أتمنى عليه أن يكون ملماً بالمناسبة قبل أن يشخصها ويعيدها إلى غير أهلها، لا سيما وهو بهذه الدرجة العلمية وهذا المنصب الحساس، لذا وبناءً على ما تقدم أطالب سيادته بالإعتذار للشعب الكلداني لتنسيبه مناسبتهم إلى غير أهلها، ومطالب بالإعتذار ثانيةً لعدم ذكر السنة الكلدانية، ومطالبة بالإعتذار ثالثة أمام السيد المحافظ لعدم دقته بنقل المناسبة كما ينبغي. ومطالب بالإعتذار لعدم أمانته وعدم إخلاصه وعدم وفائه لشرف المهنة وللمهام الموكولة له.

نسخة من المقال إلى:

جميع المواقع للنشر رجاءً

مكتب دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي

رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو

سكرتير الحزب الديمقراطي الكلداني المحترم

مكتب الاستاذ الشيخ ريان الكلداني لمتابعة التغييب المتعمد للكلدان وللمطالبة بحق الفصل القومي مع الشخص د. دريد طوبيا زوما.

المواقع اللكترونية لأعضاء البرلمان العراقي

لجنة النزاهة المحترمون

التنظيمات القومية والسياسية والسعبية والجماهيرية لبناء شعبنا الكلداني لإستنكار الحدث وشجبه

كل القِوى التقدمية الخيّرة التي تطالب بحقوق القوميات .

الأول من نيسان من عام 2014 الموافق لعام 7314 كلدانية .

 

 

نزار ملاخا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *