الدكتور حنا عيسى:600 مهاجر مسيحي سنويا..وعدد المسيحيين في القدس وصل إلى 10 آلاف مسيحي فقط “20% مما كان عليه”!!

تاريخ النشر : 2012-05-

القدس- دنيا الوطن- هيثم الشريف

خصوصية القدس الدينية، النابعة من كونها مهد الرسالات الدينية، جعلت من الطبيعي إن تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ومنذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام(1994) ، بإنشاء دائرة لرعاية المقدسات الدينية المسيحية، من منطلق ان لا تمييز بين أتباع ديانة سماوية عن أخرى، خاصة إذا ما علمنا بأن هناك (13) طائفة مسيحية معترف بها من قبل السلطة الفلسطينية، وينتشر أتباعها البالغ عددهم قرابة (55) ألف مسيحي في الأراضي الفلسطينية، بينهم أكثر من( 10) آلاف مسيحي يعيشون في القدس وحدها.

الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى، تحدث عن دور الوزارة والدائرة في حماية المقدسات الدينية سواء المسيحية أو الإسلامية ” لكون أن القدس مهبط الديانات السماوية، فإن وزارة الأوقاف الدينية، ترعى شؤون المواطنين والأملاك الوقفية المسيحية كما الإسلامية في القدس بشكل خاص، والوطن بشكل عام، فكما ُتعنى الوزارة بشؤون المسلمين ونشر التعاليم الدينية، فإنها تفعل ذات الأمر بالنسبة للمسيحيين، فبالنهاية نحن نتحدث عن مواطنين فلسطينيين بغض النظرعن ديانتهم. كما أن القانون الأساسي الفلسطيني نص في أكثر من ماده بأن حرية العقيدة والعبادة وممارسة الشعائر الدينية مكفولة للفلسطينيين، وأن لسائر الديانات السماوية إحترامها وقدسيتها، وبالتالي فإن الوزارة تعمل على الدفاع عن كافة المقدسات الدينية إسلامية كانت أو مسيحية والحفاظ عليها، وإطفاء الطابع الإسلامي المسيحي عليها(رغم ما تتعرض له من تهويد)، باعتبارها مدينة عربية، واعتبار المسيحيين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية. كذلك فإن دائرة الشؤون المسيحية تسعى جاهدة لتعزيز الوجود الإنسان الفلسطيني المسيحي الذي يعيش بالقدس، وتمكينهم في أرضهم، في محاولة منها للحد من ظاهرة الهجرة المتزايدة بين المسيحيين، جراء التهديد الإسرائيلي المستمر عليهم كما على المسلمين”.

وأضاف الدكتور حنا عيسى يقول” الوضع الإقتصادي المتردي، والإعتقالات، وبناء الجدارالعازل، واستمرار الإحتلال في اعتدائه على الكنائس كما على المساجد، و عدم إفساح المجال لحرية العبادة، كلها عوامل ساهمت في زيادة عدد الذين يتركون الوطن ويهجرونه للأسف، حيث تم رصد هجرة أكثر من (600) مهاجر مسيحي سنويا، وفق إحصاء شهر أيار (2011)، فقد تدنى عدد المسيحيين في القدس حتى وصل إلى (10)آلاف مسيحي فقط، وهذا الرقم لا يساوي أكثر من 20%ما كان عليه في السابق!”.

كما أن من مهام الدائرة بحسب الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، جمع وحفظ الوثائق المتعلقة بالوقف المسيحي، وتعزيز الثقة والإحترام المتبادلين للمسلمين والمسيحيين، إضافة إلى تعميق البحث العلمي للوصول إلى نتائج تدعم أسس التعاون المشترك المسيحي الإسلامي، والتعاون أيضا من أجل القضاء على أي تفرقة عنصرية.

وقد بيّن الدكتور حنا عيسى الوكيل المساعد للشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن من بين ما تقوم الدائرة به فعليا منذ تسلمه لمهامها عام2008 إلى جانب مساعدة الأسر الفقيرة، والمساعدة في السكن والدراسة، فإنه يتم ترميم الكنائس والمدارس في القدس، على نفقة الجهات والصناديق العربية، أو ما تقدمه الرئاسة الفلسطينية من مساعدات للكنائس من أجراس، وماكينات تصوير، وعلاج..إلخ، و أنه ومنذ عام ونصف العام على سبيل المثال لا الحصر، تم تنفيذ ما يزيد عن (100) مشروع في القدس” كل ما تحتاجه القدس نسعى إلى توفيره بشكل كامل، وقد تم إنفاق الملايين على الكنائس في القدس، وذلك نابع من أهميتها وخصوصيتها” .

من جانبه أكد الناطق الرسمي بإسم بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الأب عيسى مصلح أن وزارة الأوقاف الدينية تدعم كافة الكنائس وطوائفها الـ (13)، بمشاريع عمارة الكنائس والأديره والقاعات والمقابر..إلخ، وأن ذلك مثبت رسميا، وأضاف” مثلا إستلمنا (250) ألف دولار لبناء مقبرة جديدة في بيت ساحور، كما تم تعمير وترميم مختلف الكنائس التي تعود لكل للطوائف السميحية بملايين الشواكل، كذلك كنّا قد طلبنا ترميم وإصلاح مدرسة (مارمتري البطريركية الثانوية) في البلدة القديمة، وقد تم البدء بذلك فعلا، علما أن تكلفة ذلك تبلغ نصف مليون شيقل”.

وأضاف” وحدتنا كمسيحيين ومسلمين تم تجسيدها منذ (العهدة العمرية عام636 م) بين خليفة المسلمين عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) والبطريرك صفرونيوس، لذا فليس غريبا أن تكون هناك دائرة مسيحية في وزارة الأوقاف الدينية، وهذا يدل على أن المسيحيين والمسلمين في خندق واحد، وان أهدافنا واحدة، وتتمثل في التعاون المستمر بجد واجتهاد للمحافظة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، لأن الإحتلال يعمل هو الآخر بجد أيضا، ولكن من أجل تهويد القدس، فلا يخفى على أحد أنهم يعملوا على تغيير معالم القدس، وأنهم يحفروا تحت الأماكن المقدسة، ويحرقوا الكنائس، ويمنعوا المصلين من إرتياد دور العبادة، ويسعوا بكل طاقاتهم وبمختلف أساليبهم إلى تشتيت الشعب الفلسطيني، ويقولوا هذا مسلم وذاك مسيحي!، وهذه تفرقة معروفة ومكشوفة بالنسبة لنا، علما أنه بوحدتنا، وبالمصالحة نستطيع الوصول إلى غايتنا، ومن أن تكون القدس عاصمتنا الأبدية، مع التأكيد على أن كل ما يقوم به الإحتلال في القدس من تهويد، نرفضه رفضا تاما كمسيحيين ومسلمين”.

بدوره أكد أيضا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمود الهباش لصحيفة (الحـال) أن وجود دائرة الشؤون المسيحية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمر طبيعي” الوزارة لا تفصل بين الدوائر التابعة لذات الوزارة، وكما هو معروف فإن وزارة الأوقاف لكل الأديان وليست فقط للمسلمين، والسلطة هي صاحبة الولاية لمختلف الإنتماءات، وهذا يعكس وحدة الموقف والمصير للمسلمين والمسيحيين، كما أن الدولة القادمة بإذن الله ستقدم الحماية والرعاية للفلسطينيين، ولجميع أتباع الأديان”.

لكن الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية، لفت إلى أن ما يصرف على ترميم الكنائس ودور العبادة المسيحية..إلخ، ليس من دخل الوزارة، وإنما مما يأتي من مساعدات مالية للسلطة” ريع الوزارة الناجم عن إيرادات الوزارة الداخلية والأوقاف الإسلامية، ينفق فقط في أوجه الشأن الإسلامي، لذلك نحن لا نخلط بين دخل الوزارة الذي يصرف في الشأن الإسلامي فقط، وبين المساعدات التي تصرف للشأن المسيحي أيضا، ومن بينها ترميم سطح كنيسة المهد من خلال السلطة الفلسطينية، وبأمر من السيد الرئيس أبومازن إنطلاقا من ولايته ومسؤوليته القانونية التي تفرض عليه ذلك”.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *