الدكتور برهم صالح لطفاً الأتحاد الآشوري العالمي لا يمثل شعبنا الكلداني

habeebtomi@yahoo.no

 

جزيل احترامي للدكتور برهم صالح وهو عَلم من اعلام العراق الأتحادي واقليم كوردستان وهو العنصر العلماني الديمقراطي الذي يقدس الهوية العراقية والكوردستانية بمنأى عن اي إطار طائفي . ولا ريب ان الدكتور برهم صالح ذلك الأنسان الليبرالي قد مسك بيده عدة ملفات مهمة منذ ان اصبح رئيساً للوزراء في حكومة اقليم كوردستان من عام 2001 الى منتصف عام 2004 ، وبعدها تولى منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة العراقية الموقتة ومن ثم في حكومة المالكي وليعود ويتولى رئاسة الوزارة للحقيبة السادسة في اقليم كوردستان ، واليوم يحمل بين جنباته هموم العراق وهموم شعبه الكوردستاني ، وهو يمضي قدمأً لاكمال مسيرة بناء اقليم كوردستان التي دأب عليها من قبله الأستاذ نيجرفان البرازاني ، ولا شك ان الدكتور برهم صالح مدرك تماماً المهمة الصعبة التي امامه ، وهو ينطلق متسلحاً بسعة أطلاعه وخبرته وتجربته في الساحة العراقية عموماً وفي ساحة اقليم كوردستان خصوصاً .
فالتجربة الكوردستانية تمضي قدماً نحو الأمام إن كان بالتداول السلمي للسلطة او بممارسة لغة الديمقراطية السائدة في هذا الأقليم او في عملية النمو والتطور ، فما دامت الأمور منوطة بايادي أمينة فإن عجلة التطور في هذا الأقليم ستكون سائرة نحو الأمام .
إن جانباً مهماً في تقدم كوردستان يكمن في سياسة الأقليم الأنسانية المتسمة بتعميم لغة الديمقراطية والعلمانية ، وبهذه اللغة يتسنى لسلطة الأقليم ان تقف على مسافة واحدة من مكونات الموزائيك المجتمعي الجميل على اديم هذه الارض . وهكذا نشاهد الأقليم وقد غدا واحة خضراء تنتعش وتزدهر فيه فيه كل الألوان .
لكن نحن الكلدانيون نشعر وكأن حقوقنا مهضومة ولا تناسب مع الثقل الديموغرافي لشعبنا الكلداني في الأقليم ، وألأشكالية تعود الى التحاشي في التعامل المباشر مع شعبنا الكلداني ومنظماته وأحزابه وكنيسته التي يقف في مقدمتها الأساقفة الأجلاء ، والبطريرك الكلداني عمانوئيل دلي ، كل هؤلاء يجري تهميشهم ويجري التعامل مع الأحزاب الآشورية ، بدعوى اننا جميعاً مسيحيين .
نعم إننا شعب مسيحي واحد لكن من الناحية القومية فنحن كلدانيين وآشوريين وأرمن وسريان ، كما ان المسلمين شعب مسلم واحد لكنهم عرب وأكراد وتركمان ، فالكردي لا يقبل ان يكون تحت وصاية حزب عربي ، وكذلك نحن لا نقبل ان نكون تحت وصاية حزب آشوري .
وفي سياق فرض الوصاية على شعبنا الكلداني جرى تبديل تسميتنا القومية الكلدانية في مسودة دستور اقليم كوردستان ، وتعويضها بتسمية قطارية هجينة تعرف بكلدان سريان آشور ، فهذه التسمية لا تليق بشعب يحترم تاريخه .
لا يوجد في اثنوغرافية شعوب الأرض امة او قومية مركبة من عدة اسماء مصطنعة فكيف نقبل بتركيبة غريبة عن المنطق لتكون بديلاً لتسمياتنا التاريخية ؟
وفي مقابلتكم يوم 24 / 08 / 2010 مع وفد من الأتحاد الآشوري العالمي وكان برئاسة السيد يناثن بيث كوليا وهو ممثل الاشوريين في مجلس الشورى الأيراني وحضور ممثل حزب الوطني الآشوري وهذا الوفد ، ثمّن موقفكم بإلغاء القومية الكلدانية من مسودة الدستور الكوردستاني ويأمل من الحكومة الأتحادية الفيدرالية ان تحذو حذو ما تم إقراره في مسودة الدستور الكوردستاني .
إن هذا الرجل مع تقديرنا له فهو شخص اجنبي غير عراقي ولا يمكن ان يكون ممثلاً او وصياً على شعبنا الكلداني ، فبأي حق يتكلم هذا الرجل باسم الشعب الكلداني العراقي الأصيل ؟
لقد طلب اجتماع سنودس المطارنة المنعقد في عنكاوا في نيسان 2009 بإدراج التسمية القومية الكلدانية في مسودة دستور الأقليم بشكل مستقل كما كان قبل تشويهه ، حيث كانت مدرجة القومية الكلدانية ، لكن حزب آشوري متنفذ في اقليم كوردستان ألغى التسمية من الدستور ، وهذا ما يخالف حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، حيث نقرأ في ملحق رقم (1) في ميثاق حقوق الأقليات إعلان بشأن حقوق الأشخاص المنتمين الى اقليات قومية او أثنية والى اقليات دينية ولغوية ، وقد اعتمد في الجمعية العامة للامم المتحدة في ديسمبر سنة 1992 م . فجاء في المادة الأولى :
1 ـ على الدول ان تقوم ، كل في اقليمها ، بحماية وجود الأقليات وهويتها القومية او الأثنية ، وهويتها الثقافية والدينية واللغوية وبتهيئة الظرووف الكفيلة بتعزيز هذه الهوية .
2 ـ تعتمد الدول التدابير التشريعية والتدابير الأخرى الملائمة لتحقيق تلك الغايات .
لا شك ان سيادتكم اعرف بهذه القوانين ، ولكن الأشكالية تكمن في فرض الحزب الآشوري من نفسه وصياً على شعبنا الكلداني فيعمل على تغيير التسمية القومية الى ما يشاء من التسميات في الوقت ذاته يحتفظ هذا الحزب باسمه الآشوري ، فلمذا اختار هو اسمه اتحاد الآشوري العالمي ، والعضو الأخر في الوفد حزب الوطني الآشوري ، والزوعا هي الحركة الديمقراطية الآشورية فلماذا هم يحترمون اسمهم الآشوري ونحن الكلدانيين ينبغي علينا تبديل اسمنا القومي ؟
سيادة رئيس الوزراء الدكتور برهم صالح
كما هو معلوم ان القومية الكلدانية هي ثالث قومية عراقية اصيلة ، ومنذ التاريخ القديم كان لهذا القوم منجزات حضارية في الفلك والطب والعلوم والكتابة وهو الذي وضع حجر الأساس للقانون والفن والعلم ، فلماذا ينكر حق هذا الشعب في تمثيل نفسه على الساحة الكوردستانية ؟
إن الشعب الكوردي كان مظلوماً ولا يمكن ان يكون ظالماً بأي شكل من الأشكال .
أملنا ان تعيدوا اسم قوميتنا الكلدانية في مسودة الدستور الكوردستاني وتتعاملوا مع منظماتنا وأحزابنا وكنيستنا بشكل مستقل ومنصف وسيبقى اقليم كوردستان تلك الأرض الطيبة التي لا يهمش اي مكون من الأطياف الكوردستانية الجميلة بما فيها شعبنا الكلداني .
أملنا كبير في ان يعاد حق الكلدانيين في مسودة الدستور الكوردستاني ، وأن يأخذوا حقوقهم كاملة في اقليم كوردستان اسودة بالمكونات القومية الأخرى في اقليم كوردستان كالعرب والتركمان والأرمن والآشوريين والمندائيين ، ولا نقبل بوصاية أي حزب آشوري .
لكم خالص تقديري
حبيب تومي / اوسلو في 08 / 09 /2010

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *