الحرب.. وداعش..  والاسرى.. والاسلام /بقلم عصمت رجب

داعش الارهابي لغبائه ، يثير حفيضة العالم ، بما فيه مسلمين ومسيحيين وجميع الاديان، سياسيين وقبليين دولا ومنظمات، من خلال افعاله المنافية للدين والقانون حيث يقوم بحرق الاسرى والتمثيل بهم ومعاملتهم معاملة سيئة تهين كرامتهم من خلال وضعهم في اقفاص ليدور بهم بين الناس ، مهددا بحرقهم او قتلهم وطلب فدية مالية عن جثثهم.

اسير حرب هو مصطلح في القانون الدولي الإنساني وفي الشرائع الدينية والانسانية يشير إلى مكانة المقاتل في جيش أو ميليشيا منظمة الذي وقع في أيدي عدوه ، وقد ظهرت مكانة الاسير في جميع الكتب السماوية ففي دين الاسلام الذي يدعي داعش انه مريده،  امر الإسلام بحُسن معاملة الأسرى والرفق بهم وعدم إيذائهم، أو التعرُّض لما يجرح كرامتهم، وقد تعددت صور المعاملة الحسنة للأسرى فشملت العفو، أو المعالجة من الأمراض، أو غير ذلك من صور المعاملة الحسنة في الدين الاسلامي اثناء الحروب والغزوات .

اما في القانون الانساني الدولي فكانت اتفاقية جنيف من الاتفاقيات الدولية الاكثر تماشيا مع حقوق الانسان واوسع الاتفاقيات الدولية قبولا  انضمت إليها 190 دولة، أي عموم دول العالم تقريبا ، وهي جزء أساسي مما يسمى بالقانون الدولي الإنساني.

واتفاقية جنيف عبارة عن أربع اتفاقيات دولية تمت صياغة الأولى منها في 1864 وأخيرتها في 1949 تتناول حماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب، أي طريقة الاعتناء بالجرحى والمرضى وأسرى الحرب، وحماية المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وعدلت لمرات اخرى فيما بعد لتتماشى مع التسامح الانساني الذي امر به الله سبحانه وتعالى .

وما يخصنا من هذه الاتفاقية هو ما يضمن حقوق اسرى الحرب، فحسب القانون الدولي الإنساني والشرائع الدينية ، تتضمن مكانة أسير الحرب حقوق خاصة يتمتع بها مثل عدم محاكمته، عدم تعرضه للتعذيب، تلاقي علاج طبي كامل صيانة كرامته .

فبأي لغة يتكلم داعش اذا كانت لغة الاسلام كدين مجرد من السياسة فالاسلام لايقبل بافعاله ويحسن التعامل مع الاسرى كما اسلفنا في بداية المقال وان كانت لغته دولية ومعتبر نفسه دولة رغم اننا نجزم ونؤكد بانه ليس دولة كون الدولة لها اسس ثابتة وحدود ونظام سياسي ثابت معترف به دوليا، ومسجلة بالامم المتحدة التي تمثل المعمورة ، والاثنين لاينطبق على داعش فداعش بعيدة عن دينها الذي تتدعيه كما هي ليست دولة فاذا كانت دولة عليها ان تتماشى مع القانون الدولي .

في الختام على كل من يفكر بان داعش الارهابي دولة او سوف يستطيع ان يكون له كيان فانه بظلالة لأن هذا التنظيم المجرم يعيش ظلالة من امره، ومن شابه على شيء شاب عليه ، وان من يفكر بان داعش يملك ذرة ايمان بالدين الاسلامي فاليعيد تفكيره ويدرس افعال هذا التنظيم الذي اعتبر من الخوارج .

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *