التعصب الديني والقومي جسم غريب في القرن ال 21

بعد أن تجاوز بعض من الرموز الاسلامية والقومية في البلدان العربية والاسلامية الخطوط الحمر في معاداتهم المكشوفة للانسانية والحريات والامم على اختلافها، فان السكوت على خروقاتهم لم يعد ممكناً، بعد أن راح العالم الخارجي يأخذ الاسلام بذنب المسلمين المتطرفين وشعوباً عربية وتركية وفارسية وغيرها بذنب قومييها الشوفينية نتيجة وقوفه (العالم) على أشد الافكار جهنمية و سوداوية لتلك الرموز.

الداعية الاسلامي السعودي عبدالرحمن البراك أساء بشكل صارخ الى الراحل العظيم نلسون مانديلا (وكعب مانديلا اكرم من خده) واعترض على تقدير واحترام العلمانيين والمتنورين من العرب والمسلمين له، لمانديلا واصفاً الاخير بالكفر ومقللا من نضاله الذي استغرق 27 عاماً منه وهو قابع وراء قضبان السجون, وفيما بعد صار رمزاً للتسامح والسلم والمصالحة وما الى ذلك من قيم نبيلة, وفي يوم تأبينه شارك أكثر من (100) الف انسان في مراسم جنازته في (جوهانسبورك) بينهم رؤوساء أكثر من (90) دولة .

ان السجن بحق البراك قليل مع منعه من إصدار الفتاوى نهائياً.

وفي السليمانية بكردستان الديمقراطية والحريات, افتى داعية اسلامي كردي بقتل وإبادة الكردالأيزيديين والذين قال عنهم وبكل بساطة انهم(كفرة) نافياً انتماءهم القومي الكردي وقوافل الشهداء التي قدموها في الثورة الكردية المعاصرة من أجل حرية وكرامة الشعب الكردي وهم الكرد الأصلاء بحق . إن على حكومة أقليم كردستان التحرك وكبح جماح التكفيريين واعداء الأقليات الدينية من ايزيدية ومسيحيية وغيرهما, وإلا متى كان التهجم على معتقدات الناس عادلاً أو صحيحاً؟, يقيناً انه يتقاطع مع ابسط مبادئ حقوق الأنسان بل وحتى مع القوانين والدساتير واقولها بصراحة لولا تراجع حقوق الايزيديين في الأقليم وعلى رأسها حرمانهم من اية حقيبة وزارية مؤخراُ وعدم وصول اي فرد منهم الى برلمان كردستان وفي آخر عملية انتخابية , لما تجرأت الاصوات النشازة من النيل منهم. وقبل نحوعام افتى رجل دين اسلامي شيعي بفتاوى ضد الكرد قائلاً ان المهدي المنتظر سيقضي عليهم حال ظهوره وعلى اثر ذلك نددت اطراف شيعية وسنية وكردية بفتواه.

وليس الاسلاميون المتعصبون والتكفيريون وحدهم يعيشون في ضلال مبين ويمارسون الانتهاكات بحق الأمم والانسانية جمعاء, إنما هناك قوميون عنصريون لا يقلون خطورة عنهم بل ووحشية وظلامية , فقبل أيام هاجم قوميون اتراك في البرلمان التركي نواباً كرد لمجرد ورود كلمة كردستان في مناقشاتهم مع النواب القوميون الاتراك!! علماً ان اوردوغان اثناء استقباله للبارزاني في آمد استخدم كلمة كردستان وقبله فأن اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية وكذلك العثمانيون كانوا قد استخدموها.

لقد جعل التكفيريون والدعاة المتعصبون من المسلمين ومن على شاكلة الشوفينيين من الاتراك المتعصبين شعوبهم والعالمين العربي والاسلامي مهزلة في أعين الشعوب , والآن حان زمن انقاذ الشعوب من شرورهم اذ لم يعد الصمت ممكناً اكثر ازاء افعالهم الشريرة وافكارهم البالية والمؤسف ان الافكار المتخلفة والعنصرية والتعصبية تنتشر بين العرب والمسلمين بشكل لافت في وقت تجاوزتها اكثرية شعوب المعمورة.

عبدالغني علي يحيى

Al_botani2008@yahoo.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *