الانتخابات والية التغيير …

ان جماهير محافظة نينوى عرفوا على مدى عقود كيف يؤسسوا لتجربتهم السياسية، والمجتمعية، والثقافية، على طريقتهم الخاصة، والمنبثقة من عراقة الإنسان الموصلي، الذي أثرى وساهم بشكل فاعل عبر التاريخ بجدية وثقة بكل الميادين ، واليوم بعد ان ساءت بهم الاوضاع وشعروا بالتهميش والتمييز من قبل المتصدرين في الحكومة الاتحادية ، خرجوا الى ساحات التظاهر ليردوا عن نفسهم الظلم ورفع مطالب اصلاحية في القانون والدستور العراقي الدائم ويطالبوا بفرز المعتقلين واطلاق سراح الابرياء منهم ، وهذا حق جماهيري كفله الدستور، لكن الحكومة بدأت بالتسويف والمماطلة واستعملت حرب الوقت ضدهم، واتهمتهم بالطائفية وغيرها من التهم في سبيل ابعاد ما يمكن ابعاده عن الساحة ، ليقل عددهم ، هذا بالاضافة الى التعليمات الصارمة لجيش الاتحادية بقطع الطرق والمحاربة النفسية.!

علهم يتراجعون ، لكنهم صامدين ، عزيمتهم تزداد وعددهم يزداد يوما بعد يوم، ومعها سقف مطالبهم يزداد . هذا كله والمحافظة مقبلة على انتخابات لمجلس المحافظة والفوز بهذه الانتخابات هو الذي سوف يحدد الاتجاه السياسي والخدمي للمحافظة ، وعلى المتظاهرين بالاضافة الى اعتصاماتهم واحتجاجاتهم ومظاهراتهم ومطاليبهم ان يعوا بأن الانتخابات سوف تحدد الوجهة العامة لهم ولجماهيرهم في العراق وخاصة ان محافظة نينوى هي المحافظة الثانية بعد العاصمة بغداد بجميع النواحي وبيدها سوف يكون مصير هذه الجماهير التي تختلف مذهبيا مع المتصدرين بالحكومة ، والذين يشعرون بالغبن بالعراق الجديد، اسوة بكوردستان العراق التي كلما تحاول ان تتقدم خطوة بالاتجاه الصحيح تجد بالمقابل نعيق الاعداء يتعالى بالضد، لإن العجز السياسي لدى المتصدرين اليوم في مراكز القرار في العراق الاتحادي قد أدى إلى الإخفاق في إيجاد الحلول للمعضلات القائمة وهذا أدى إلى ضعف مفهوم المواطنة في الدولة المركزية، واخذ هذا المفهوم أتجاهات اخرى مناطقية وقومية ومذهبية ، لذلك ربما على المتظاهرين في ساحة الاحرار رفع مطاليبهم لأنشاء اقليم لمحافظة نينوى تنظم اليه المحافظات المجاورة مثل صلاح الدين والانبار في المستقبل ، وان هذا المطلب دستوري كون العراق بلد اتحادي فدرالي كما جاء في الدستور العراقي الدائم، واعتقد بأن هذا يعتبر الحل الامثل لأغلب المشاكل التي تعاني منها المحافظة . كون انشاء اقاليم يطبق دائما في البلدان التي يعاني سكانها من مشاكل اجتماعية ( قومية – مذهبية – دينية ) وسياسية واقتصادية، فيعمل ممثلي الشعب في برلمان المنطقة المختلفة على المطالبة بأنشاء اقليم يتمتع بصلاحيات كاملة خارج عن ادارة الحكومة المركزية، ليكون القرار بيد حكومة الاقليم اسوة بأقليم كوردستان اليوم .

وان هذا المطلب لايمكن تطبيقه في الدورة الحالية ، لسببين اولهما الوقت القصير ،لأن لم يبقى لهذا المجلس الا ايام معدودة والثاني يعود الى قسم من اعضاء المجلس الذين باعوا ضمائرهم وذممهم ووضعوا ايديهم بأيدي اعداء المحافظة في بغداد وبدأوا يشيعوا مفهوما خاطئا عن الفدرالية بأعتبارها تقسيما للبلد ، واعتقد ان مفهوم الفدرالية هو مفهوم سامي يعطي الحقوق بالتساوي لجميع المكونات والمذاهب بأتحاد مجموعة اقاليم في البلد الفدرالي، اي ان الفدرالية اتحاد وليست تقسيم ، واكبر مثال على ذلك اقليم كوردستان العراق الذي يأبى ان ينسلخ من العراق، واي مواطن من اقليم كوردستان عندما يسأل في الخارج يقول انا عراقي من اقليم كوردستان العراق.

في الختام اوجه ندائي للاخوة المتظاهرين في ساحة الاحرار والى جميع اهالي المحافظة ان ينتبهوا الى البرامج الانتخابية للقوائم ويستفيدوا من تجارب الغير بأختيارهم اؤلئك المرشحين الذين يؤمنون بالعراق الاتحادي الفدرالي ، ليستطيعوا انقاذ محافظة نينوى واهلها .

 بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *