الانتخابات البرلمانية .. ما لنا وما علينا

ما هي إلا أيام ويبدأ العد التنازلي لأقتراب يوم الحسم من اجل التغيير الذي ينشده المواطن محددة بذلك مستقبل الحياة التشريعية والرقابية للعراق لأربع سنوات قادمة ضمن قواعد دستورية تتوسد بشكل ديمقراطي حر، لإن المشاركة في الانتخاب ليست مجرد تأشيرة على ورقة ووضعها في الصندوق الانتخابي وكأنه إبراء للذمة، بل هو مسئولية جسيمة وفي غاية الخطورة، فأنت عندما تنتخب شخص ما يعني أنك فوضته قيادتك وتنازلت له بإرادة ورغبة ووعي عن حقك. والمفروض أن يكون المرشح الذي تنوي انتخابه أهلا لحمل كل ذلك بأمانة وشرف، فإذا ساورك ولو شك يسير في قدرته على تحمل هذه المسؤولية فمن الواجب أن لا تنتخبه او تعيد النظر في قرارك مهما كانت الظروف.

لقد نضجت خلال السنوات المنصرمة عقول الناخبين والمرشحين بعد معاناة مريرة فمن المفروض أن نوظف النضج والمعاناة معا لتأسيس نظام قادر على تلبية احتياجات العراقي، ولكي لا تتكرر السلبيات وتحدث المعاناة سواء بعرقلة المسيرة الديمقراطية، أو العودة لترسيخ الفئوية والطائفية والمذهبية، وتستمر معها مسيرة الفساد المالي والإداري ووصول اشخاص غير اكفاء إلى مراكز القرار ، وعلينا أن نتوخى الدقة والحذر في اختيارنا، لنشهد بأن فكر الناخب من ابناء محافظة نينوى سيتسم بثقافة الوعي والحس بالمسؤولية والديمقراطية الحقيقية التي نعتبرها اساس مهم من اسسنا في نهجنا الحزبي والجماهيري كما لدى البرنامج الانتخابي لقائمة التحالف الكوردستاني في نينوى 243.

ان احد المباديء والاهداف الاساسية التي تأسس من اجلها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هو تحقيق الممارسة الديمقراطية الحقيقية في كوردستان والعراق عامة، بداية من الحريات الشخصية الى الانتخابات والقضايا الدستورية، فعملية تشكيل للسلطة التشريعية والرقابية في المجتمع على أساس الاختيار بالانتخابات إنما هي تعبير عن مشاركة المواطن السياسية المباشرة في الحياة العامة من الناحية القانونية والدستورية.. لأن التصويت هو حق من حقوق المواطن الأساسية في النظام الديمقراطي، لكن عزوف البعض عن القيام بهذا الحق، يعني الانسحاب من الحياة العامة .. وعدم المشاركة في صناعة القرارات التي تصب في صالح الوطن والتي تتطلب مشاركة الجميع .

وبالرغم من أن للناخب حرية في الانتخاب من عدمه دون أي إلزام، إلا أنه في حالة عدم ممارسة المواطن حقه الانتخابي، لعدم اقتناعه بالمرشحين او عدم رغبته بسير العملية السياسية الموجودة بصورة عامة، كأن يحمل فكرا مغايرا للفكر العام، فهو بعدم حضوره الانتخابات يساعد ببقاء الحالة كما هي دون تغيير ولذا فمن الأهمية المشاركة بالتصويت ليتخذ الناخب قراراً بالتصويت من عدمه، ولكن حضوره الى المركز الانتخابي شي في غاية الاهمية.

في الختام علينا الإصرار الفعلي للمشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية القادمة واعتبارها تكليفا شرعيا ووطنيا… واختيار الشخصيات الكفوءة القادرة على تحمل المسؤولية…والتأكيد على انتخاب التكنوقراط والاختصاصيين والسياسيين المعتدلين…وعدم السماح للفاسدين والمفسدين من بالجلوس تحت قبة البرلمان.

لذا هي دعوة لجماهير محافظتنا العزيزة نينوى بكل توجهاتهم وقومياتهم واديانهم ومذاهبهم وافكارهم، للمشاركة في الانتخابات القادمة بكثافة ووعي لدحر الإرهاب وإعادة الأمن والأمان لعراقنا العزيز ، كون الانتخاب والمشاركة الفعالة ينقل المواطن من حالته كفرد يعيش على ارض الوطن إلى المواطنة الكاملة التي نحتاجها بهذا الوقت اكثر من اي وقت اخر .. فذلك واجب على كل مواطن، ان يدعو جميع معارفه للمشاركة ويثقفهم بهذا الاتجاه، لنستطيع نقل الوطن من حالة الفساد والركود الى حالة اسمى واكبر.

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *