الأصالة والوحدة والتجدد كما نراها

الأصالة التي تبناها غبطة الباطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، المنتخب في 1\2\13 هي رسالة تاريخية مبنية على قوانين وأسس الحياة الأنسانية منذ شريعة الملك حمورابي، التي أهدت العالم، للأسترشاد باسس الحياة العامة، وتنظيم تلك العلاقة الأنسانية المطلوبة، وهذا المصطلح مصدره هو أصل القانون والتشريع للحياة، تلك العلاقة التي نشأت وترعرعت في ظل الدولة البابلية الكلدانية، التي بزغت فأغنت البشرية بالعلوم والنظريات العلمية والفلكية والعمرانية والطبية، وأستفاد العالم أجمع من تلك الحضارة الناشئة قبل الميلاد، كما والأصالة تعني الكثير للحفاظ على كل ما هو أيجابي للبشرية، على أساس التطور والرقي لما هو أفضل لها، وعليه هذه الفلسفة التاريخية التطورية في الأتجاه التقدمي لخدمتها، هي المعمول بها في جميع مجتمعات البناء الديمقراطي، لأزالة الحيف والظلم والفقر عن عموم أبناء شعبنا بكافة مكوناته القومية والأثنية، للحفاظ عليه من التشرد والهجرة والقتل والتهجير والابتزاز والمعاناة والحيف والظلم والظلام الدامس، وقلع كل ما يظره من مخيلة وفكرالمتربصين الخارجين على القانون، وبعيدين عن روح الانسانية السمحاء المطلوبة من جميع البشر، في الخير والتقدم والرقي نحو الافضل.

لذا لابد من القبول بالآخر وأحترامه بمحبة وتسامح وصداقة بعيداّ عن العنف والعنف المضاد ومع الوئام والانسجام بين أبناء الوطن الواحد.

علينا ان نستوعب ما طروحه، الباطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الأحترام والتقدير، بالحديث لأذاعة صوت الكلدان المؤقرة، كاول مقابلة لنيافته على الهواء من روما الفاتيكان، حيث قال (انا كلداني وكنيستي كلدانية)، يؤكد يقيناّ بانه كلداني القومية وكنيسته كلدانية كاثوليكية، هذان الأتجاهان الأساسيان هما ما تعنيه الأصالة الواجب العمل وفقها ومن خلالها.

أما الوحدة الأنسانية والوطنية والقومية والدينية، التي تبناها وركز عليها كمقوم وركن أساسي من ركائز العمل المستقبلي، مطلوب وواجب العمل وفقه، بعيداّ عن تشويه حضارة وادي الرافدين وتاريخه الأصيل، بنوايا وأبتكارات البعض المشوه، لولاداة ومسميات عقيمة جائرة مفرقة مبتورة مقززة، بالترويج لهذا الأتجاه العقيم تاريخياّ ووطنياّ، لذا على غبطته أن يعي اللعبة المكشوفة سلفاّ، في محاولتهم للتلاعب بالتاريخ الرافديني، التي لا أساس لها من كافة الوجوه التاريخية، وهنا علينا جميعاّ الأستفادة من التاريخ كتاريخ أصيل في خدمة الأنسان والوطن (بلاد ما بين النهرين الخالدين).

اما التجدد فهي حالة أساسية في الحياة الجديدة المبنية على التطور والتقدم الحضاري العلمي المدني، وفي غيابه لا حياة للأنسان من الوجهة الحضارية المدنية العلمية لتطور البشرية والطبيعة معاّ، بالعمل وفقاّ لهذا المنظور الأساسي للتغيير أيجاباّ.

هنا على الكنيسة وغبطته الاصيلة الوحدوية التجددية، العمل وفق تعاليم المسيح وأحيائها وتمدنها وتجددها عملياّ وفعلياّ، الى جانب الفقراء والمحتاجين والمظلومين، وهذا ما أكد عليه غبطته، ودعم العلم والعلماء وكبح الجهل والأمية، ونبذهما وقلعهما من المجتمع، والتعلم من الناس قبل الوعظ، والنزول الى مستوى عامة الشعب، وقلع بذور الأستبداد والأستعباد والطاعة العمياء، والعمل على الخطاب الواعظ الموحد، لجميع أبرشيات الكنيسة الكلدانية والكنائس الأخرى، هدفاّ وعملاّ بزرع بذور المحبة والتعاون والنزاهة والعدالة، لخير وتقدم شعوب العالم اجمع.

المال لا مكان له في طريق المسيح والحق والسلام، وعلى الأداري الناجح ان يكون خادماّ للشعب وليس متسلطاّ عليه، حيث بالخدمة يحترم ويقدر ويكسب حب الناس جميعاّ، كما قال معلمنا يسوع، من اعمالهم وثمارهم تعرفونهم.

انها رسالة حق ضد الباطل ورسالة سلام ضد الحرب، ورسالة أيمان وعمل ضد اللامبالاة واللا أيمان، ورسالة تطبيق فعلي لروحانيات وتعاليم المسيح، بعيداّ عن حب السلطة والمال.

ناصر عجمايا

ملبورن\ استراليا

7\2\13

nasserajmaia1@hotmail.com

 

 

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *