اطياف سهل نينوى والحركة التحررية الكوردية / بقلم عصمت رجب

عندما نبحث في صفحات الحركة التحررية الكوردستانية نجد بانها كانت حركة شعبية تمثل جميع الاطياف والمكونات بغض النظر عن الدين والقومية كون نهج البارزاني الخالد كان منفتحا دون تمييز ، وهذا ما اثر ايجابا على ايديولوجية تلك الحركة ، لذلك نجد المئات من الشخصيات والقياديين سواء كانوا مسيحيين او شبك او ايزديين او تركمان لهم حكايات وحكايات معها خلال مراحلها الزمنية والتي قاربت السبعون عاما ، وتوارت الاجيال تبادل ادوارها متطورة مع تطور الزمن الى ان حانت ساعة تحرير العراق من الدكتاتورية عام 2003 فبدأ دور هؤلاء الاطياف جليا من خلال استقبالهم للبيشمركة فاتحين قلوبهم وبيوتهم ويعملون على تسهيل عمل البيشمركة في مناطقهم .

فلاشك بان مواقف ابناء سهل نينوى بمختلف اطيافه كان دورهم مشرف في ثورتي ايلول وكولان المباركتين وربما قبلهما ، حيث كان للكثير من المسيحيين المشاركة الفعلية مع قوات البيشمركة الابطال بقيادة البارزاني الخالد لمقارعة النظم الاستبدادية والشمولية في احنك الظروف التي مرت بها كوردستان ، وان تشكيل قوات سهل نينوى اليوم لمقارعة تطرف الفكر الداعشي انما دليل واضح على استمرار ذلك النهج ومؤشر ثابت برغبة ابناء سهل نينوى من المسيحيين والايزدية والشبك والتركمان بالتعجيل لتطبيق المادة 140 من الدستور والتي تخص تقرير مصير هذه المكونات والرغبة الحقيقية في الاندماج ضمن اقليم كوردستان ، الذي ينتهج نهجه المسالم الديمقراطي في التعامل مع جميع المكونات ويرفض (نهجا وتعاملا) التمييز بين المكونات على أي اساس كان ، وهذا ما يجعل ابناء سهل نينوى تتجه للاندفاع باتجاه الاقليم الذي يؤمن بالتاخي والتعايش السلمي ويضع الحريات الفردية والعقائدية اساسا للتعامل (حكومة وشعبا)، هذا بالاضافة الى الاستقرار الامني الموجود في الاقليم كون حكومة الاقليم تؤمن الحماية الكاملة لجميع المكونات على عكس من انتهجوا النهج التكفيري وفرض الجزية والقتل وسبي النساء وانتهاك الاعراض لمن يختلف معهم .

وايمانا من هذه المكونات وبهدف السير على نهج ابائهم في النضال ولمواصلة مشوار التحرر وتكاتف الجهود بدأوا بتشكيل قوات عسكرية لتشارك في الحرب ضد داعش ، وخير مثال على ذلك ثبات المئات من ابناء الطائفة الايزدية وصمودهم في جبل شنكال الاشم لمقارعة الدواعش مما جعل المكونات الاخرى تحذو حذوهم من خلال تشكيل قوات لهم في مناطقهم من اجل تحريرها .

في الختام يتحتم على ابناء المناطق المحتلة من قبل داعش المجرم ان يكون واجبهم وصمودهم وتضحياتهم توازي قوات البيشمركة من خلال مساندتهم ودعمهم واندفاعهم تجاه تحرير مناطقهم،  وليتكاتف الجميع من اجل الهدف الاسمى ..

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *