سعـيـدون حـين نكـتب عـن الإنـسان الـقـديم بحُـرّية ، حـتى وإنْ أخـطأنا بحـقـوقه الفـردية فلا أحـد يحاسِب تـصريحاتـنا العـلـنية …. كما يمكـنـنا أن نـرسم صورة إنـسان لا نـميّـزه وبكـل تأكـيـد سـوف لا تـنطبق عـليه فلا أحـد يُـسائـلـنا بشأنه …. ولكـنـنا حـريصون عـنـد التـكـلم عـن آخـر ، كالراهـب منـدل مثلاً وإنجازته العـلمية ، حـيث حـياته النـسكـية معـروفة وقـوانينه الوراثية مألـوفة . أما أن نـكـتب عـن شخـصية مشهـورة في الساحة الـدولية الحالية فـفـيها محاذيـر قـد لا تـغـفـر لـنا زلاتـنا حـتى إذا جاءت بصورة عـفـوية ….
وعـليه تجـنباً للقال والقـيل يكـون من الأذوَق أنْ نكـتب إلى مـديـر دائـرة لا إسم لها ، نـفـتح أمامه أبـواباً مغـطاة لا يراها ، نـسلط الضوء عـلى زوايا مظلمة لا يـلمحها ، نوضّح له أموراً ضبابـية ليس ملِماً بها ، قـد يهمه أمرَها في حـقـله ، مكـتبه ، أو صومعـته وما يحـيطها …. وطالما هـو مجهـول ! لـن نـتحـفـظ عـما يـرد في كـتاباتـنا مع مراعاة الأصول .