إقليم كردستان يستغل تفجيرات أربيل لمنع دخول العرب

 

مراقبون: إغلاق أبواب الإقليم بوجه العرب سيخلق هوة كبيرة في الاقتصاد، ويدفع ملايين السياح للبحث عن مكان آخر.

ميدل ايست أونلاين

أربيل – من هيوا برزنجي

كان إعلان مسرور بارزاني مستشار مجلس الآساييش في إقليم كردستان إن جميع منفذي تفجيرات أربيل والمتعاونين معهم هم من العرب رسالة واضحة مفادها أن المواطنين العراقيين العرب لن يتمكنوا من الوصول إلى الاقليم بسهولة، وقد اثبتت الإجراءات المتبّعة في الأيام الماضية ذلك.

بارزاني أكد أن تفجيرات أربيل التي وقعت في التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر والتي ادت إلى مقتل سبعة من عناصر الأمن وإصابة 72 شخصاً كان منفذيها من العرب وأن الانتحاريين الستة الذين قاموا بالعملية ومن تعاون معهم كانوا من العرب حيث أعدوا للعملية في كركوك والموصل ودخلوا أربيل عن طريق الموصل.

وقبل إعلان مسرور بارزاني ذلك كانت نقاط التفتيش في إقليم كردستان شددت من إجراءاتها مع كركوك والموصل والمناطق العراقية الأخرى ومنعت العشرات من المواطنين العرب من دخول الإقليم أما الذين دخلوا فواجهوا صعوبات كبيرة.

حيدر قاسم أحد الشباب الذين تم منعهم من دخول الإقليم وهو يعيش في محافظة ديالى إلى أن نقاط التفتيش التابعة للآسايش منعته هو وثلاثة من أصدقائه من دخول الإقليم وأجبرتهم على العودة حيث كانوا ينوون زيارة مدينة السليمانية.

ويقول حيدر “إذا هاجم شخص من العرب أربيل فهذا لايعني إن عرب جميع مناطق العراق هم إرهابين”.

ولم تكن حال حسام علاوي وزوجته فاطمة علي أفضل من حيدر ولكن الاختلاف الوحيد كان انهما لم يعودا بخفي حنين الى بغداد بل تمكنا بعد جدل كبير من تخطي نقاط التفتيش في أربيل والوصول إلى إقليم كردستان.

يقول حسام “قبل سفرنا علمنا بخبر التفجيرات وتأسفنا كثيراً واعتقدنا أن ماحدث لن يغلق الباب بوجه عرب جميع مناطق العراق وبالفعل تمكنا من الدخول”.

ويضيف حسام متحسراً “يهاجم الإرهابيون الأجهزة الأمنية في كردستان ويدفع المواطن العراقي العادي الثمن”.

الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان بدورها تعترف بوجود عراقيل أمام مرور المواطنين العرب إلى الإقليم ولكنها ترفض الادعاءات حول منع كل مواطن عربي.

وارجع الرائد آشتي مجيد مسؤول الاعلام في جهاز الآسايش سبب تشديد الاجراءات في نقاط التفتيش إلى محاولة السيطرة على الوضع الأمني في كردستان ومنع تسلل الإرهابيين وقال لموقع “نقاش” الإلكتروني حول الموضوع “لم نغلق الطريق أمام دخول أية عائلة من وسط وجنوب العراق إلى الإقليم بل زدنا من إجراءاتنا فقط”.

ولا يخفي المسؤول الأمني أنهم منعوا الاشخاص العزاب والمشكوك في أمرهم من دخول الإقليم وأضاف “من كان لديه مهنة في الإقليم ولديه إقامة لا نمنعه من الدخول حتى لو كان عازباً”.

وأوضح الرائد آشتي انهم سيعيدون النظر في ملفات الأجانب المقيمين في الاقليم وسيتم إعادة من يقيم في الإقليم وليس له ملف عند الآسايش ولا يملك عملاً.

وكان لتلك الاجراءات التي يتحدث عنها المسؤول الامني التأثير الواضح على انخفاض عدد السياح العرب في إقليم كردستان، وقد كشف نادر روستي المتحدث باسم هيئة السياحة في الإقليم إن إقبال السياح على إقليم كردستان انخفض بنسبة 10 في المائة عن عام 2012 ورأى إن تشديد الإجراءات في نقاط التفتيش هو السبب وراء ذلك.

واشار إلى أنهم يبحثون عن إيجاد بديل عن السياح العراقيين العرب قائلا: “لدينا برنامج يعتمد على السياح الأوربيين والأميركيين والأتراك والإيرانيين ومن البلدان العربية بدلاً من العراقيين حيث ارتفع إقبال السياح الأتراك والإيرانيين بشكل ملفت أثناء العيد.

ويبدو أن إهمال السياح العراقيين العرب من قبل مسؤولي الإقليم سيضر بالاستعدادات التي تجريها مدينة أربيل لنيل لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2014.

وحسب الخطة التي أعدّتها هيئة السياحة في الإقليم من المتوقع أن يستقبل كردستان خمسة ملايين سائح في حين كان العدد في العام الماضي أكثر من مليوني شخص ولكن انخفاض نسبة إقبال السياح قد يؤدي إلى تغيير الخطة.

وقال هيرش أحمد رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في إقليم كردستان إن عدد السياح هذا العام انخفض بسبب موسم الشتاء واتخاذ الإجراءات الأمنية المشددة ما انعكس سلبًا على أصحاب الفنادق والمطاعم.

من جهته أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور خالد حيدر أن واردات السياحة في الإقليم تأتي في المرتبة الثانية بعد النفط فهي لا تضر بالبيئة وتساهم في زيادة الإيرادات العامة.

وقال “تذهب واردات النفط إلى الحكومة فيما تذهب واردات السياحة إلى المواطنين والقطاع الخاص، لذلك فإن انخفاض عدد السياح يضر الناس ويؤثر على خطط الحكومة لاستيعاب السياح ورفع واردات السياحة”.

ويرى الخبير الاقتصادي إن غلق أبواب الإقليم بوجه المواطنين العراقيين العرب سيخلق هوة في اقتصاد كردستان وليس من المستبعد أن يؤثر على المدى البعيد على علاقة السياح العرب مع الإقليم وبالتالي بحثهم عن مكان آخر للسياحة.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *